المتحولون جنسياً يحولون الحمامات العامة إلى قضية سياسية بأميركا

16 مايو 2016
رفض المتحولون جنسياً استحداث نوع ثالث من الحمامات تخصهم(getty)
+ الخط -
تحولت حقوق المتحولين جنسياً في الولايات المتحدة، من قضية اجتماعية إلى سياسية، بعد أن تدخل البيت الأبيض داعماً مطالب ناشطيهم، بإعطائهم الحق في استخدام الحمامات العامة، في المدارس والمؤسسات التعليمية الأميركية، بما يتوافق مع النوع الجنسي الذي يختارونه لأنفسهم، وليس بما هو مدون في وثائقهم الثبوتية.

واتسع نطاق الجدل على المستوى القومي، بمجرد صدور تعليمات تدعم مطالب المتحولين جنسياً، صادرة عن إدارة الرئيس باراك أوباما، في موسم انتخابي يسوده التوتر والاستقطاب بين التيارين الليبرالي والمحافظ، حيث يحاول كل طرف تجيير القضية بما يخدم الأهداف الانتخابية لفريقه.

التيار الليبرالي الداعم لمطالب المتحولين جنسياً، يقوده الحزب الديمقراطي الحاكم في البيت الأبيض، أما تيار المحافظين المناوئ فيقوده الحزب الجمهوري المهيمن على مجلسي الكونغرس، أعلى سلطة تشريعية في النظام الفدرالي الأميركي.

ويرفض المتحولون جنسياً أن يطلق عليهم وصف "الجنس الثالث"، كما يرفضون أن يستحدث المجتمع نوعاً ثالثاً من الحمامات لمن هم في طور الانتقال من ذكور إلى أناث، أو من أناث إلى ذكور.

وكانت الحركة الناشطة لحماية حقوق المرأة، قد فرضت في عقود ماضية على المجتمع الأميركي، تخصيص حمامات للنساء في المرافق والمنشآت العامة، بمعزل عن حمامات الرجال، حفاظاً على الخصوصية النسائية، ومنعاً للتحرش الجنسي. 

ولكن مع انتشار ظاهرة التحول الجنسي في المجتمع الأميركي بين الصغار والكبار، نجح بعض الآباء المتشددين في إجبار حاكم ولاية كارولينا الشمالية، على سن تشريعات محلية، تضع ضوابط على حرية الاختيار، بحجة أن أبناءهم وبناتهم لا يجوز أن تجمعهم جدران مغلقة مع أشخاص قد يشكلون خطراً جنسياً على صغارهم.

ورداً على ذلك، قضت تعليمات وزارتي "العدل والتربية" الفدراليتين، بحرمان الولايات التي لا تحترم خيارات المتحولين جنسياً بشأن الحمامات العامة، من المعونات الفدرالية المخصصة للمدارس العامة في تلك الولايات.

واعتبرت حكومة ولاية تكساس وولايات أخرى هذه التعليمات، تهديداً للولايات ذات التوجه المحافظ اجتماعياً، ولوح المسؤولون في هذه الولايات بلجوئهم إلى المحكمة الأميركية العليا، لإفشال ما وصفوه بـ "تدخل الإدارة الديمقراطية، في قضايا محلية، لا شأن لساكن البيت الأبيض بها".



المساهمون