25 يونيو 2018
المتروبول المشرقيّ
رعد تغوج (الأردن)
من المظاهر القارّة في النظام الرأسماليّ المُتعولم نُمو وتطور بُثور من بقايا العقيدة الرأسماليّة، والتي يتمُ استجلابها واستزراعها قهرياً في الحوض الأدنى من دُول الإستبداد السياسيّ وعبادة الفرد. ففي حين يقومُ الأسُ الأساس في المُمارسة الرَسمولتيّة على "المركنتليّة"، وهي الإهتمام الكامل والكليّ الشامل بالتجارة، من دُون أي اعتبارٍ، لأيّ هدفٍ أو غرضٍ آخر، بعيداً عن، وتجاوزاً، للأخلاق الطبيعيّة وغير الطبيعيّة التي جاء بها هيوم وكانط وروسو وغيرهم. فإن تلك البُثور التي تتأقلمُ في دول المُحيط المُتخلف تُصبحُ أداةً من أدوات الكولونياليّة في سعيها إلى التكيّف الإستراتيجيّ مع مُستجدات البيئة العملياتيّة الهجينة.
ومن هذه البُثور، تضخم الجهاز البيروقراطيّ للدول المُنتجة للنفط، وفي مقدمتها السعوديّة، مع التحفظ الكامل والشامل، على مُصطلح "مُنتجة"، والتي هي بطبيعة الحال والمآل، دُول مُسهلة لإستخراج النفط، حيثُ يقومُ الكومبرادور المحليّ بحماية وحراسة وتقديم البنية التحتية اللازمة، لمساعدة المركز المتروبوليّ بإتمام مهمته.
أمّا التضخم المَقصود فتكفي الإشارة إلى نسبة النفقات الدفاعيّة ونسبة الإنفاق العسكريّ من الناتج المحليّ الإجماليّ، وتحويل الجهاز العسكريّ في تلك الدول برمتهِ، إلى جيوش انكشاريّة مُصغرة، وقوى ضاربة للتدخل السريع والإستجابة المُبكرة، لأيّ تهديدٍ مُحتمل لمصالح المركز المتروبوليّ.
ولا يقومُ الكومبرادور بحماية تلك المصالح فقط، بل يتعداها لإرتجال صفقات سياسيّة واستراتيجيّة، وليستْ "صفقة القرن" ببدعٍ عن مهام دُول المُحيط التابعة، حيثُ تُمارسُ دورها السفليّ في ضرب الشروط الإيكيولوجيّة لجيوب المُقاومة، وفي مقدمتها رعاية الثورات المُضادة، وتجفيف منابع تمويل الثورات الحقيقيّة تحت غطاء مشاريع الشراكة الإقليميّة والدوليّة لتجفيف تمويل التهديدات العابرة للحدود ومكافحة الإرهاب والتطرّف.
ومن المهام الموكلة لدول التبعيّة المتروبوليّة تأمين "صفقة القرن" والتمهيد لخيارات الحل النهائيّ، عبر ربط جميع المشاريع الإستراتيجيّة لدول المُحيط بالمركز الكولونياليّ، ومنها مشاريع الطاقة والمياه والنفط، واحتكار إقامة المعابر الدوليّة والجُزر الصناعيّة والطبيعيّة، وإدارة الموانىء والشواطئ السياحيّة، وغيرها من المشاريع.
ويقومُ سماسرة البورجوازيّة التابعة بتهيئة المناخات لتحويل المُحيط إلى كانتونات وجُزر مُنعزلة، وعلى غرار التقارير الدوليّة التي تُشير إلى دفع السعوديّة ثلثي تكلفة عمليّة عاصفة الصحراء التي استهدفت العراق، تشنُ البرجوازيّة المُتخلفة والمُتاخلفة حمَلة مُتعددة الأبعاد، سياسيّة ودبلوماسيّة وأمنيّة واقتصاديّة، لإنجاح قيام صفقة القرن، وقيام دولة توراتيّة واحدة بعيداً عن حل الدولتين الذي تنادي به السلطة الفلسطينيّة والأردن.
أما مُعذبو الأرض، على حدّ تعبير فرانز فانون، في غزة والأراضي المُغتصبة، فعلى الرغم من ضنك العيش وشظف الحياة وتواتر النكبات عليهم، ما زالتْ المُقاومة هي سلاحهم الوحيد، وقد تبدو اتفاقيات السلام العربيّة الإسرائيليّة كأنها مزحة صفراء أو نُكتة سوداء أمام صفقة القرن وحلول التسويّة النهائيّة بما تُقدمه من تنازلات انبطاحيّة وزواحفيّة تستسهل استعادة الكرم العربيّ الذي أصبح فيها العربيّ أكرمُ من الطائيّ، لكن مع أعدائهِ الذي قد يقدم لهم أرضه وعرضه، لا ناقته فقط، أما مع ذوي القربى فهو أشدُّ مضاضة، وعلى استعداد لتجديد عهده مع داحس والغبراء بطبعات مُنقحة، لو اقتضى الحال والمآل ذلك!
ومن هذه البُثور، تضخم الجهاز البيروقراطيّ للدول المُنتجة للنفط، وفي مقدمتها السعوديّة، مع التحفظ الكامل والشامل، على مُصطلح "مُنتجة"، والتي هي بطبيعة الحال والمآل، دُول مُسهلة لإستخراج النفط، حيثُ يقومُ الكومبرادور المحليّ بحماية وحراسة وتقديم البنية التحتية اللازمة، لمساعدة المركز المتروبوليّ بإتمام مهمته.
أمّا التضخم المَقصود فتكفي الإشارة إلى نسبة النفقات الدفاعيّة ونسبة الإنفاق العسكريّ من الناتج المحليّ الإجماليّ، وتحويل الجهاز العسكريّ في تلك الدول برمتهِ، إلى جيوش انكشاريّة مُصغرة، وقوى ضاربة للتدخل السريع والإستجابة المُبكرة، لأيّ تهديدٍ مُحتمل لمصالح المركز المتروبوليّ.
ولا يقومُ الكومبرادور بحماية تلك المصالح فقط، بل يتعداها لإرتجال صفقات سياسيّة واستراتيجيّة، وليستْ "صفقة القرن" ببدعٍ عن مهام دُول المُحيط التابعة، حيثُ تُمارسُ دورها السفليّ في ضرب الشروط الإيكيولوجيّة لجيوب المُقاومة، وفي مقدمتها رعاية الثورات المُضادة، وتجفيف منابع تمويل الثورات الحقيقيّة تحت غطاء مشاريع الشراكة الإقليميّة والدوليّة لتجفيف تمويل التهديدات العابرة للحدود ومكافحة الإرهاب والتطرّف.
ومن المهام الموكلة لدول التبعيّة المتروبوليّة تأمين "صفقة القرن" والتمهيد لخيارات الحل النهائيّ، عبر ربط جميع المشاريع الإستراتيجيّة لدول المُحيط بالمركز الكولونياليّ، ومنها مشاريع الطاقة والمياه والنفط، واحتكار إقامة المعابر الدوليّة والجُزر الصناعيّة والطبيعيّة، وإدارة الموانىء والشواطئ السياحيّة، وغيرها من المشاريع.
ويقومُ سماسرة البورجوازيّة التابعة بتهيئة المناخات لتحويل المُحيط إلى كانتونات وجُزر مُنعزلة، وعلى غرار التقارير الدوليّة التي تُشير إلى دفع السعوديّة ثلثي تكلفة عمليّة عاصفة الصحراء التي استهدفت العراق، تشنُ البرجوازيّة المُتخلفة والمُتاخلفة حمَلة مُتعددة الأبعاد، سياسيّة ودبلوماسيّة وأمنيّة واقتصاديّة، لإنجاح قيام صفقة القرن، وقيام دولة توراتيّة واحدة بعيداً عن حل الدولتين الذي تنادي به السلطة الفلسطينيّة والأردن.
أما مُعذبو الأرض، على حدّ تعبير فرانز فانون، في غزة والأراضي المُغتصبة، فعلى الرغم من ضنك العيش وشظف الحياة وتواتر النكبات عليهم، ما زالتْ المُقاومة هي سلاحهم الوحيد، وقد تبدو اتفاقيات السلام العربيّة الإسرائيليّة كأنها مزحة صفراء أو نُكتة سوداء أمام صفقة القرن وحلول التسويّة النهائيّة بما تُقدمه من تنازلات انبطاحيّة وزواحفيّة تستسهل استعادة الكرم العربيّ الذي أصبح فيها العربيّ أكرمُ من الطائيّ، لكن مع أعدائهِ الذي قد يقدم لهم أرضه وعرضه، لا ناقته فقط، أما مع ذوي القربى فهو أشدُّ مضاضة، وعلى استعداد لتجديد عهده مع داحس والغبراء بطبعات مُنقحة، لو اقتضى الحال والمآل ذلك!
مقالات أخرى
29 مايو 2018
08 مايو 2018
20 سبتمبر 2017