ووفقاً للمعلومات، فإن نسبة المشاركة في الساعات الأولى من صباح اليوم لم تبلغ 7.25 في المائة، وفي ساعات ما بعد الظهر وصل أقصاها إلى نسبة 39,8 بالمائة (أكثر من ثلاثة ملايين ناخب) من الذين يحق لهم المشاركة، والذين يبلغ عددهم ثمانية ملايين، وذلك في أكثر من 10 آلاف مركز اقتراع.
النسبة المشار إليها بدت مقلقة لرئيس الوزراء، فيكتور أوربان، والذي أمل في أن تكون نتيجة الاستفتاء سلاحاً بيده أمام الاتحاد الأوروبي والداخل المعارض في قضايا اقتصادية وسياسية وحقوقية.
النسبة الضئيلة للمشاركين في الاستفتاء، والذي عوّل عليه تحالف "فيدز" الحاكم وحزب "يوبيك"، حيث يتطلب مشاركة 50 في المائة على الأقل، دفعت مبكراً بنائب رئيس البرلمان من التحالف المحافظ الحاكم "فيدز"، غيرغلي غولياش، إلى التصريح بأن "نسبة الإقبال ضئيلة فإنه تصويت صحيح سياسياً، لكنه غير صالح قانونياً. صحيح أنه يجب أن تكون نسبة المشاركين 50 بالمائة، لكن ذلك لن يمنع من أن اعتباره استفتاء صحيحاً يعبر عن رغبة الأغلبية المجرية".
وبحسب ما نقلت وسائل الإعلام المجرية، في السادسة من مساء اليوم بتوقيت بودابست، قبل ساعتين من إغلاق مراكز الاقتراع، فإن توقعات مسؤول اللجنة الوطنية للانتخابات، أندرياش باتي، لنسبة المشاركة "لن تكون أقل من 40 بالمائة ولكنها لن تصل كما يبدو إلى 50 بالمائة، وذلك مقارنة بنسب المشاركة في استفتاءات سابقة".
ولا تبدو الأمور سائرة بالاتجاه الذي تمناه اليمين الحاكم، فدعوات المقاطعة وعوامل كثيرة ترتبط بقلق المجريين من ردود أفعال الاتحاد الأوروبي ثنت الكثيرين عن الخروج للمشاركة في الاستفتاء. لكن الملاحظ أيضاً أنه في ساعات متأخرة من اليوم الأحد، خرج التلفزيون الرسمي المجري عن المهنية بدعوته المجريين للخروج بكثافة، بعد أن استشعر رئيس الوزراء المأزق الذي وقع فيه. وادعى التلفزيون الرسمي، في جهد واضح لحث الناس على التصويت، بأن النتيجة ستعني "انتقال المهاجرين نحو هنغاريا إذا جاءت النتيجة في مصلحتهم".
تلك الدعوة الإعلامية الأخيرة تشير أيضاً إلى المدى الذي استمر به رئيس الوزراء أوربان في سياسته الدعائية القائمة، وفق المراقبين المجريين والأوروبيين بمن فيهم صحافيون غربيون، على التخويف وإثارة قلق الرأي العام من اللاجئين والمهاجرين.
ووفقاً لآخر الأرقام التي يتوقعها أعضاء في اللجنة الوطنية للانتخابات في بودابست، فإن نسبة الإقبال ستكون بين 43 إلى 46 بالمائة، وعلى الرغم من ذلك لا تزال شخصيات من يوبيك وفيدز تصر على "قانونية وصلاحية الاستفتاء"، علماً أن النتيجة لم تعرف بعد حول إذا رفض الأغلبية الاتفاق الأوروبي أم رفضوه.
بدا التخبط في مساء بودابست واضحاً على المستويين الإعلامي والسياسي، بانتظار ما ستقوله لجنة الانتخابات وما ستفرزه النتائج الأولية بعدما أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها. لكن النسبة المتدنية نسفت الاستفتاء قانونياً، وهي تعتبر هزيمة كبرى لأوربان شخصياً ولحزبه وتحالفه اليميني.