على وقع ما جرى مساء الاثنين، في أحد أسواق أعياد الميلاد في برلين، اتخذت السلطات الأمنية في الدنمارك خطوات أمنية احتياطية "تحرزا مما يمكن أن يستهدف المتسوقين".
ووفقا لتوصية جهاز الاستخبارات الدنماركي "بيت"، فإن الشرطة الدنماركية بدأت بكامل سلاحها الانتشار في أسواق أعياد الميلاد، وقامت بنصب حواجز في بعض شوارع العاصمة لتوفير ما جاء في التوصية من "وجود مرئي لرجال الشرطة ونصب حواجز عند مواضع مرورية معينة".
وتخشى كوبنهاغن، مثل العديد من العواصم الأوروبية الأخرى، من أن تستهدف بعمل كالذي حدث في برلين أمس، أو نيس الفرنسية منتصف يوليو/تموز الماضي.
وكان تقرير صادر عن الشرطة الأوروبية "يوروبول" في نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حذر مما سماه "إمكانية تجنيد لاجئين من قبل منظمات متشددة دافعة إياهم نحو التطرف في بعض الدول الأوروبية"، وحسب التقرير، فإن "نحو 300 لاجئ جرت محاولة تجنيدهم، وبعضهم دخل الأراضي الأوروبية في إبريل/ نيسان الماضي".
واتهم تقرير "يوروبول" تنظيم الدولة الإسلامية بأنه "صاحب مصلحة في تأجيج أزمة اللاجئين بغية التسلل بين صفوفهم".
ورغم أن التقرير لم يشر إلى أعداد الذين يفترض أنه جرى اختراقهم في عموم أوروبا، إلا أنه يرى "تهديد التنظيم يعتبر كبيرا في فرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا والمملكة المتحدة، وهي دول تعيش مخاطر التعرض لهجمات".
وحسب ما وصل "العربي الجديد" من معلومات، فإن "الرقابة الإلكترونية باتت تلعب دورا حاسما في اعتقال، أو وضع البعض تحت المراقبة، وإشعارهم مباشرة بالمتابعة".
وبدأت شرطة العاصمة الدنماركية نشر رجالها في أكثر الشوارع ازدحاما وهم يحملون أسلحة أوتوماتيكية، ونقل التلفزيون الدنماركي عن الناطق باسم الشرطة، بيتر دال، أن "وقوع هجوم إرهابي ضد أبرياء يتسوقون أمر وارد، ولهذا نتعاون بشكل وثيق مع جهاز الاستخبارات في الحماية والمتابعة".
ومنذ العام الماضي، ترفع قوة مكافحة الإرهاب والشرطة حالة التأهب وتقوم بتشديد الحماية خلال أوقات أعياد الميلاد، حسب ما يقول لـ"العربي الجديد"، أحد الشرطيين من أصل عربي في الدنمارك.
وكان لافتا أن العام الماضي شهد انتشارا أمنيا لرجال شرطة من أصل مسلم في كوبنهاغن، وبشكل مرئي بينما كان بعض أفراد الشرطة الدنماركيين يحتفلون مع أهاليهم بأعياد الميلاد.
ومنذ بداية شهر ديسمبر/كانون الأول الحالي، أصدرت الشرطة الدنماركية تحذيرات تحث فيها المواطنين على "الإبلاغ عن أي شيء يثير الشبهة. نحن نقوم بكل ما يلزم دون إثارة الذعر والخوف بين الناس في موسم الأعياد"، وفقا لرئيس التحريين في الشرطة، يورغن بيرغن سكو، للصحف المحلية، ويطالب سكو المواطنين بتوخي الحذر في أثناء تجولهم في الأسواق.
وما ينطبق على كوبنهاغن انطبق على استوكهولم وبقية المدن السويدية الكبيرة التي تشهد مثل هذه الأسواق، حيث أكدت السلطات الأمنية أنها "متأهبة لحماية المحتفلين بأعياد الميلاد من أية هجمات شبيهة".
ويأتي ذلك عقب عرض رئيس وزراء السويد، ستيفان لوفين، المساعدة على برلين، كما فعل رئيس وزراء الدنمارك، لارس لوكا راسموسن، الذي وصف ما جرى بأنه "هجوم ضدنا جميعا. هجوم ضد قيم مجتمعاتنا".