حاول أكثر من 120 ألف لاجئ في الأسابيع الأخير الوصول إلى حدود دول أوروبا للهروب من جحيم حرب التهمت نيرانها الأخضر واليابس في سورية. ومن بين هذه الأعداد المهولة شاء الله أن تبرز قصتان للاجئين كانت نهاية أحدهما حزينة، وهو الطفل عيلان، بعدما وجدت الشرطة التركية جثته على سواحل البلاد، أما الثاني ففتحت له عرقلة صحافية مجرية أبواب المستقبل على مصراعيها.
وكان أسامة عبد المحسن هو اللاجئ الآخر وصاحب النهاية السعيدة، بعدما تسببت عرقلة الصحافية بيترا لازلو، في إقالتها من منصبها، وانتشار ما فعلته بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي، مما دفع العديد من وسائل الإعلام لمعرفة قصته بعدما تعاطف معه الكثيرون.
وكشف عبد المحسن ضمن تفاصيل قصته أنه كان قد تولى تدريب فريق الفتوة السوري لفترة قبل تردّي الأوضاع في البلاد واتخاذه قرار المغامرة بحياته وحياة عائلته والهروب عبر البحر إلى إحدى الدول الأوروبية بحثا عن حياة أكرم، وأمل في الحياة بعد أن كان على حافة الموت داخل سورية.
ووصلت العائلة بعد رحلة مريرة وإهانات متعددة إلى ألمانيا، واليوم تنطلق في رحلة جديدة ولكن هذه المرة بشكل شرعي، إلى العاصمة الإسبانية مدريد، بعدما أعلن ميغل أنخل غالان مدير مدرسة المدربين عن مبادرة برعاية الاتحاد الإسباني لكرة القدم من أجل استضافة العائلة وعرض عمل على المدرب السوري في فريق خيتافي للناشئين، حسب ما نشرته وسائل الإعلام الإسبانية.
وتحدث غالان مع المغربي الإسباني محمد لابروزي لاعب خيتافي الشاب من أجل السفر إلى ميونخ ومصاحبة عائلة عبد المحسن في رحلة إلى مدريد، بعد التواصل مع الصحافي الإسباني مارتن موتشا الذي تابع القضية من البداية على صحيفة "الموندو" الإسبانية الشهيرة، والذي أعطاه جميع التفاصيل عن العائلة الذي تعايش معها لعدة أيام في ألمانيا.
وأعرب المدرب السوري عن آماله في الوصول إلى إسبانيا، وبداية مسيرته الاحترافية مع خيتافي معتبرا ذلك بمثابة الحلم بالنسبة إليه، وأشار فالان من جانبه إلى أنه أمّن مسكنا للعائلة في خيتافي، من أجل بداية "حياته الجديدة" على حد تعبيره.