المرأة ليست أفضل من الرجل في قراءة الوجوه

يظنّ كثيرون أنّ المرأة تتفوّق على الرجل في فهم تعبيرات الوجوه والتعرّف على ما تخبئه خلف ملامحها، لكنّ دراسة جديدة كشفت أنّ ذلك غير صحيح. فقد لجأ باحثون من جامعة بنسلفانيا الأميركية إلى الاختبارات السلوكية والتصوير المغناطيسي لمعرفة صحّة تأثير الجنس البيولوجي في عملية التعرّف على ملامح الوجه.

تقول الأستاذة المساعدة في علم النفس والأعصاب سوزي شرف إنّ "شعوراً مشتركاً لدى الجميع في السلوكيات كان يوحي بأنّ النساء أفضل من الرجال في مهام عدّة مرتبطة بمعالجة الوجه، من قبيل التعرّف على ملامح الوجه والكشف عنها وتصنيف تعبيرات الوجوه". تضيف أنّها انخرطت في الدراسة "متوقّعة أن أرى تأثيراً للنوع البيولوجي في مراقبة الوجوه والتعرّف على ملامحها. لكنّني لم أجد أيّاً من ذلك، على الرغم ممّا بذلناه من جهد كبير".

والتعرّف على ملامح الوجه من أبرز المهارات التي يلجأ إليها الناس خلال التفاعلات الاجتماعية، وهو الدافع الرئيسي لأنواع معيّنة من السلوكيات وردود الأفعال. وتشير شرف إلى أنّه "في غضون 30 ثانية من النظر إلى وجه شخص ما، يمكنك التعرّف على عمره وجنسه، سواء أكنت تعرفه أم لا (غريب)، ويمكنك أن تعرف إن كان جديراً بالثقة أم لا، وإن كان تنافسياً أو جذاباً أو عطوفاً أو مهتماً. يمكننا أن نصنّف ونصنع فئات من الوجوه بسرعة".

تجدر الإشارة إلى أنّ بعضاً من ذلك التصنيف يكون متّسقاً مع قراراتنا وسلوكنا وما سنقوم به من أفعال ومواقف وقرارات بعد ذلك. على سبيل المثال، هل أريد أن أصوّت لهذا الشخص؟ هل أريد إجراء محادثة معه؟ ما الوضع المناسب للتعامل معه؟ كثير ممّا نقوم به تمليه علينا المعلومات التي نحصل عليها من الوجوه.

في الدراسة، استخدم الباحثون وسيلة شائعة للتعرّف على الوجه هي "اختبار كامبريدج لذاكرة الوجه" الذي يقيس ما إذا كان الشخص قادراً على التعرّف على وجه الذكر من خط تصطف فيه ثلاثة وجوه. كذلك أعدّوا نسخة خاصة بالنساء من الاختبار نفسه.

وفي اختبار ثانٍ، عمد الباحثون إلى مسح أدمغة المشاركين بالتصوير المغناطيسي في حين كان هؤلاء يشاهدون سلسلة من تسجيلات فيديو قصيرة لوجوه غير مألوفة ووجوه شهيرة، بالإضافة إلى أشياء شائعة ومشاهد ملاحية مثل تسجيل للأرض من الفضاء الخارجي. ثم في جزء منفصل، مسحت أدمغتهم وهم يتعرّفون على وجوه محددة.