وعاد المرزوقي، في تدوينة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بالأحداث إلى ليلة الثالث من يوليو/تموز 2013، وبداية ما سمّاه مشروع "غرفة العمليات الدولية" الذي انطلق من مصر وتواصل بعد ذلك في بلدان الربيع العربي، موضحا أنه سهر في تلك الليلة إلى الصبح يتابع "لحظة بلحظة تطور الأحداث في مصر، ونجاح الانقلاب على الرئيس الشرعي، محمد مرسي".
وأضاف: "من الغد ذهبت إلى مكتبي في قصر قرطاج، ومنه إلى المطار، لاستقبال (الرئيس الفرنسي) فرانسوا هولاند، في أول زيارة رسمية له لتونس، وفي القلب شعور متعاظم بأن مصر ستدخل في نفق مظلم، وتونس كذلك. فالعملية المصرية كانت تحمل بصمات "غرفة العمليات الدولية" التي تكلفت بمهمة إجهاض الربيع العربي، وكنت واعيا بأن مصر هي البداية وليس النهاية. كنت شبه واثق أن الدور الآن على ليبيا وعلى تونس، وأنني قد لا أنهي الصيف رئيسا لتونس".
وقال المرزوقي إنه عاش الموقف نفسه مع أحداث تركيا، وخاصة في الساعات الثلاث الأولى، متخوفا من أن يكون بصدد "مشاهدة الفصل الأخير من المأساة، أي الانتصار بالضربة القاضية لغرفة العمليات على كل شعوب المنطقة وتصفية الربيع نهائيا".
وأكد المرزوقي أن تركيا لم تلعب أي دور في انطلاق الربيع العربي، "لأن هذا الأخير كان هبّة شعبية انطلقت من أعماق جماهير طال قهرها، لكنها لعبت دورا هائلا في دعم مساره والأخذ بيده، وهي تدرك جيدا أن أنظمة تشبهها في توجهاتها لا يمكن أن تكون إلا دعما لها".
واعتبر المرزوقي أن "فشل غرفة العمليات" في تركيا بمثابة بداية النهاية لهذا المشروع، وأن "العدّ التنازلي لقوى الثورة المضادة قد بدأ في كل البلدان".