رفض الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، ما ورد على لسان وزير الداخلية التونسي، اليوم، لوسائل الإعلام، حول موضوع الحماية الأمنية للمرزوقي، الذي أعلنت الداخلية، أمس الاثنين، أنه مهدد بالاغتيال.
وقال مكتب المرزوقي، في بيان على صفحته الرسمية في "فيسبوك"، اليوم الثلاثاء، إنه "استقبل أمس في بيته مبعوثَين من وزارة الداخلية، عرّف أحدهما نفسه على أنه من فرقة مكافحة الإرهاب، والآخر من الحرس الوطني، وأعلما الدكتور المرزوقي بوجود تهديد جدي على حياته، ثم طلبا منه التوقيع على تسلمه هذا الإشعار. وقد استغرب الدكتور المرزوقي هذا، حيث كان ينتظر أن يتم إعلامه بتكثيف الحماية بعد ورود هذه التهديدات".
وتابع البيان: "على عكس ما ذكره وزير الداخلية في وسائل الإعلام، فإن الدكتور المنصف المرزوقي قبل بحماية وزارة الداخلية، وهي حماية محدودة جدا لم يتم تعزيزها منذ ورود التهديدات وإلى حد الآن".
وقال مكتبه: "يدعو الدكتور المنصف المرزوقي، وزير الداخلية إلى التحرّي في أقواله، ليبقى على الأقل شيئا من المصداقية في تصريحات مسؤولي هذه الحكومة. كما يستغرب تصريح الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية الذي ادعى أن مسألة رفع الأمن الرئاسي المخصص لحمايته تعود بالأساس إلى كلفتها الباهظة، بينما يتم صرف مئات الآلاف من الدينارات لتهيئة القصر الثانوي بالحمامات، لقضاء بعض الأيام في العطلة الصيفية".
"ويؤكد الدكتور المنصف المرزوقي، رئيس الجمهورية السابق، أن من واجب الدولة حماية مواطنيها من أي تهديد، بمن فيهم شخصه، من دون أي حسابات سياسية ضيقة"، على حد قول البيان.
Posted by منصف المرزوقي - Moncef Marzouki on Tuesday, 24 November 2015 |
وأبلغت وزارة الداخلية التونسية، الاثنين، المرزوقي بأنه "مستهدف بالاغتيال"، في حين طالب مقربون منه السلطات بحمايته بشكل "أفضل"، محملين الرئيس الحالي، الباجي قائد السبسي، "مسؤولية أي مكروه" قد يصيبه.
وقال مسؤول في مكتب إعلام الوزارة "أشعرت وزارة الداخلية، اليوم، الرئيس السابق المنصف المرزوقي، بأنه مستهدف بالاغتيال"، من دون الإدلاء بتفاصيل.
وقال ممثل مكتب المرزوقي، عدنان منصر، في مؤتمر صحافي، إن أجهزة الأمن في سوسة (وسط شرق)، حيث يقطن الرئيس السابق، أخطرت الأخير بأن "جهة إرهابية"، لم يسمها، خططت لاغتياله، وأفاد بأن مصالح الأمن في سوسة طلبت من المرزوقي التوقيع على وثيقة تثبت تلقيه هذا الإخطار، لكنه رفض التوقيع.
وأوضح أن "الأمن الرئاسي" الذي يتبع رئاسة الجمهورية "رفع منذ أسبوعين أو ثلاثة" حماية خصصها للمرزوقي منذ توليه الرئاسة، نهاية ديسمبر/كانون الأول 2011، وأن أمن الرئيس السابق أصبح من مشمولات وزارة الداخلية التي تتولى أيضا تأمين منزله في سوسة.
وقدّر منصر أن الجهات التي تستهدف المرزوقي بالاغتيال "أصبحت تفكر في التنفيذ"، بعدما لاحظت أن الحماية المخصصة له "صارت ضعيفة".
والجمعة الماضي، أعلن وليد الوقيني، المتحدث باسم وزارة الداخلية، أن أجهزة الأمن فككت في سوسة خلال عملية لمكافحة الإرهاب "خلية إرهابية"، أكد أنها "كانت تخطط لكارثة بأتم معنى الكلمة"، من دون المزيد من التفاصيل.
اقرأ أيضا:عدنان منصر لـ"العربي الجديد": أُبلغنا بتهديد إرهابي ضد المرزوقي