يتوقع المرشد السياحي المصري، علي العامري، أن تزداد الأوضاع السياحية سوءاً بعد مقتل سياح مكسيكيين بقصف عن الطريق الخطأ من قوات الأمن المصرية.
ويضيف العامري، المتخصص في الوفود السياحية الوافدة من أميركا اللاتينية، الذي يعمل مرشداً سياحياً منذ أكثر من 15 عاماً، أنه متخصص في اللغة الإسبانية، وتعد الأقصر وأسوان جنوب مصر من أهم المزارات السياحية التي يرغب السياح من أميركا اللاتنيية واسبانيا في زيارتها بمصر.
وذكر العامري، لـ"العربي الجديد"، أنه خلال العامين التاليين لثورة 25 يناير عام 2011 توقفت حركة السفر الوافدة من إسبانيا وبعض دول أوروبا الغربية وأميركا اللاتينية إلى الأقصر وأسوان لكنها عادت مجدداً في نهاية 2012 خاصة من إسبانيا عبر تسيير شركة مصر للطيران لرحلات مباشرة من مدريد للأقصر وأسوان.
وتعد الأقصر وأسوان من أكثر المناطق السياحية التي تدفع فاتورة الاضطرابات السياسية والتفجيرات الإرهابية على مدار الأربع سنوات الماضية.
ويعاني جنوب مصر من انحسار سياحي دفع نحو 270 فندقاً عائماً في المجرى النهري بالنيل للتوقف عن العمل خلال الأربع سنوات الماضية.
وتعتزم وزارة السياحة تخصيص 25% من تكلفة الحملة الترويجية التي تبدأ أكتوبر/تشرين الأول المقبل لدفع حركة السياحة الوافدة إلى هاتين المحافظتين.
ولكن العامري لا يبدو متفائلاً رغم تخصيص هذه النسبة للأقصر وأسوان في ظل الحادث الأخير الذي راح ضحيته عدد من السياح المكسيكيين والمصريين في واحة الفرافرة بالصحراء الغربية.
وبحسب وزارة السياحة بلغ عدد الوافدين من الأميركيتين ذروته خلال العام 2010 إذ تجاوز 250 ألف سائح ليتراجع إلى أقل من 150 ألف سائح خلال الأربع سنوات الماضية.
وحددت نقابة المرشدين السياحيين أجر المرشد بـ200 جنيه (الدولار = 7.73 جنيهات في نصف اليوم، أما في الدوام الكامل بـ300 جنيه).
وبلغ الدخل السياحي لمصر خلال النصف الأول من العام الجاري 3.3 مليارات دولار مقابل 3.2 مليارات دولار، وفقاً لوزارة السياحة.
اقرأ أيضاً: "حادثة الفرافرة" ضربة جديدة للسياحة المصرية
وقال عضو غرفة شركات السياحة ووكالات السفر في الأقصر وأسوان، ثروت العجمي، إن الإشغالات بفنادق المنطقة تترواح بين 1 و5%. وأضاف "أن السياحة تحتضر في ظل تفاقم العمليات الإرهابية".
ولكن العجمي رغم ذلك يأمل أن تقوم وزارة السياحة بحملة قوية من الترويج لمصر في الأسواق الخارجية لتغيير الصورة الذهنية السلبية عن المقاصد السياحية.
وقال العامري "أفكر في ترك المهنة والبحث عن عمل آخر، وهي فكرة تراودني على مدار العامين الأخيرين، وكنت أقوم بتأجيلها على أمل تحسن الأوضاع لكن يبدو أنه حان الوقت لترك الإرشاد السياحي".
وأضاف، أنه يبحث حالياً عن أى عمل بشركة أجنبية عاملة بمصر، بعيداً عن السياحة.
وبحسب وزارة السياحة المصرية، يعمل بالقطاع نحو 3.5 ملايين عامل في نشاطات سياحية مختلفة بواقع 50% عمالة مباشرة والباقي غير مباشرة.
وخلال الأربع سنوات فقدت العمالة المباشرة أكثر من 40% من عددها مع إغلاق العديد من الفنادق أبوابها وركود النشاط السياحي.
وكان وزارة السياحة توقعت في بيانات سابقة أن نمو الأعداد السياحية خلال العام الجاري لن يزيد عن 10% مقابل 9.9 ملايين سائح خلال العام الماضي.
وبحسب العامري "السياحة الشاطئية بجنوب سيناء (شمال شرق) والغردقة (شرق) لا تهتم إذا كان يوجد مرشد سياحي من عدمه مع الفوج السياحي حيث لا يخرج السائح من الفندق".
وكانت مجموعة من سفارات الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية قد طلبت من مواطنيها عدم التواجد في الأماكن المزدحمة والخروج من الفنادق والمنتجعات إلا للضرورة القصوى.
ويتخوف مسؤول في وزارة السياحة من أن تبدأ بلدان أوروبية في إصدار مزيد من تحذيرات السفر لمواطنيها بزيارة مصر.
وقال، المسؤول الذي رفض ذكر اسمه، إن "هناك تحذيرات من بولندا والتشيك وإيطاليا وأميركا، برفع مستويات التحذير لزيارة مصر، وسيكون الأثر سلبياً للغاية في حال خروج تحذيرات بسبب تفاقم الاضطرابات الأمنية".
وبحسب المسؤول، فإنه تم الاتفاق مع شركة مصر للطيران الحكومية على تسيير رحلات طيران مباشر من باريس ولندن ومدريد إلى الاقصر بداية من أغسطس/آب الماضي. وأضاف، أن نسبة الإقبال السياحي على هذه الرحلات لا تزال ضعيفة.
اقرأ أيضاً: "حادثة الفرافرة" ضربة جديدة للسياحة المصرية