وصلت للجيش إذاً مساعدة مؤلفة من قذائف هاون وقاذفات محمولة من نوع "آي تي 4" ورشاشات "إم 16". الأولى دفاعية، والثانية مضادة للمدرعات والآليات والثالثة خفيفة لا دور لها خلال مواجهة مقاتلين في الجرود كما هي طبيعة المعركة اليوم.
لكن بكثير من الثقة قال السفير الأميركي في بيروت، دايفيد هيل، لدى تسليم هذه الهبة العسكرية، إنّ "لبنان يطلب والولايات المتحدة تستجيب"، واعداً بالمزيد من الدعم والسلاح بغضون أيام وأسابيع.
لا تُحدث هذه الأسلحة نقلة نوعيةً في مهام الجيش خلال مواجهته المجموعات المسلحة، كما هي الحال في عرسال، إذ تغيب عنها "التقنية الحديثة" بحسب أحد الخبراء العسكريين. لا مناظير ليلة ولا تقنيات رؤية وتحديد وتوجيه، بل فقط قليل من المدافع والقذائف لردّ "عدوان" ممكن على الجيش.
وفي السياق، يشير عضو لجنة الدفاع النيابية، النائب قاسم هاشم، إلى أنّ "المساعدة الأميركية استثنائية وتأتي ضمن المساعدات الفورية وليس الدولية"، من دون أن يعني ذلك أنها نوعية باعتبارها "على قياس المعارك التي يريدون للجيش أن يخوضها".
كانت الأنظار موجهة إلى السعودية وهبة الثلاثة مليارات دولار، ثم هبة المليار دولار أميركي للجيش، لكن الدعم أتى بعيداً ومن الولايات المتحدة الأميركية، إذ إن هذه الهبة المنتظرة لا تزال تنتظر السعوديين، و"قد تتحرّر بعد الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي (سلمان بن عبد العزيز) إلى فرنسا"، بحسب ما يقول نائب آخر من لجنة الدفاع، باعتبار أنّ الأموال ستقدمها السعودية لشراء السلاح من مصانع باريس.
ويضيف النائب نفسه أنّ "الدعم الأميركي قد يكون إشارة أو رسالة تأييد للمضي في الهبة السعودية"، أو ربما أيضاً في إطار إحراج المعنيين بها ودفعهم للقيام بهذه الخطوة.
وما يعزّز هذه النظرية، سرعة وصول الطائرة الأميركية "شارلوت" وعدم حملها لأسلحة نوعية، بل تركيز السفير الأميركي على ضرورة دعم الجيش والإسراع في محاربة الإرهاب.
الوضع في عرسال
بينما تنتظر قيادة الجيش المزيد من السلاح من الولايات المتحدة وفرنسا، لا تزال وحداته المتمركزة في محيط عرسال تجد صعوبة في التعامل مع الوضع الميداني. يسمع العرساليون يومياً أصوات اشتباكات ويلحظون بالعين المجردة تحركات آليات الجيش. كما تصدر عن مديرية التوجيه العسكرية بيانات يومية عن معارك مع مسحلين وتوقيف آخرين، بالإضافة إلى الكمين الذي تعرضت له دورية للجيش قبل يومين قُتل نتيجته أحد جنود الدورية.
تؤكد كل هذه الوقائع أنّ المعركة التي يخوضها الجنود اللبنانيون في عرسال صعبة جداً وتكاد تكون على حافة الفشل. فنظراً لتجارب الجيوش النظامية في قتال مجموعات مماثلة، كما هو حاصل في العراق وسورية، تستوجب هذه الحرب قوات خاصة، جوية وبريّة وتقنيات عسكرية والكثير من الإدارة والتنسيق. وكل هذه العوامل غير موجودة لدى الجيش.