وزادت وتيرة سرقة ثمار الزيتون من قبل المستوطنين في قرية قريوت (جنوب مدينة نابلس)، وهي قرية محاطة بالمستعمرات والبؤر الاستيطانية، وتتعرض بشكل دائم لاعتداءات من قبل المستوطنين، حيث يعتدون على أراضيهم الزراعية وأشجارها وعلى المزارعين، ويغلقون الطرق عدا عن مصادرة الأراضي.
وقال الناشط في القرية، بشار القريوتي لـ "العربي الجديد": إن اعتداءات المستوطنين تزايدت هذه الفترة، حيث لا يكتفون بتكسير وحرق الأشجار، بل إنهم أصبحوا يسرقون ثمار الزيتون من الأهالي، وقد سرق مستوطنو "عيليه" المقامة على أراضي القرية، عدداً كبيراً من أشجار الزيتون في منطقة الكرم، غرب قريوت.
ولفت إلى أن المستوطنين أقاموا خيمة فوق أراضي المزارعين القريبة من المستعمرة، علماً أن الأهالي سوف يتوجهون إلى أراضيهم لقطف ثمار الزيتون في الأيام القادمة، وذلك بموجب تنسيق من سلطات الاحتلال بالوصول لها.
وأكد القريوتي أن الأهالي يرصدون كافة هذه الاعتداءات ويستعدون دوماً لأي هجوم ينفذه المستوطنون، وذلك للتصدي لهم وطردهم من الأراضي.
وفي قرية بورين جنوب نابلس، تفاجأ أهالي القرية بسرقة أخرى نفذها مستوطنو بؤرة "جفعات رونيم" المقامة على أراضي المزارعين شرقي القرية.
وأكد الناشط غسان النجار لـ"العربي الجديد": أن الأهالي وجدوا عدداً من أشجار الزيتون في منطقة عين مخنا، قد سُرقت وقُطفت ثمارها، وهي أرض قريبة من بؤرة "جفعات رونيم" التابعة لمستوطنة "براخا" المقامة على أراضي جنوب نابلس.
وأشار النجار إلى أن المستوطنين يصلون الأراضي ومعهم معدات قطاف الزيتون ويأتون مع عائلاتهم في بعض الأحيان، في إشارة إلى محاولتهم للسيطرة على الأرض وطرد أصحابها الأصليين منها.
في ذات السياق، رصد المزارعون الفلسطينيون سرقة أخرى نُفذت في أراضي قرية الجانية غربي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، حيث هاجم المستوطنون القادمون من مستعمرة "بيت رعنانا" المقامة على أراضي الفلسطينيين، أرضاً تعود ملكيتها للمزارع عايد مظلوم واعتدوا على الأشجار وسرقوا ثمارها.
وقال رئيس المجلس القروي السابق لقرية الجانية، نار يوسف لـ"العربي الجديد": إن أهالي القرية يتوقعون في كل عام أن يسرق مستوطنو "بيت رعنانا" ثمار الزيتون، خاصة في المناطق التي بحاجة لتنسيق مع قوات الاحتلال الإسرائيلي لكي يستطيع الأهالي الوصول إلى تلك المناطق، حيث يسرق المستوطنون الزيتون دون أن يستطيع الفلسطينيون أن يصلوا إليهم، كذلك فإن قوات الاحتلال لا تمنع المستوطنين من ذلك.
ويشير إلى أن سلطات الاحتلال تسمح للأهالي بالوصول إلى أراضيهم، عن طريق استصدار تصاريح خاصة، بعد الخامس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول، حيث يستغل المستوطنون ما قبل هذا التاريخ لسرقة الزيتون وحرق وتكسير الأشجار، فيذهب المزارعون إلى أراضيهم ليجدوها قد سرقت.
وأكد يوسف، أن هذه الاعتداءات تحدث في كل عام مع بدء موسم الزيتون، إذ اعتاد الأهالي على سماع خبر سرقة الزيتون، لكنهم لا يستطيعون الوصول إلى هناك لحماية أراضيهم وأشجارهم بسبب تواجد الاحتلال، فضلا عن أن عملية السرقة ينفذها المستوطنون في ساعات الصباح الأولى لكيلا يشاهدهم أحد ويلفتوا الانتباه.
وفي قرية الساوية جنوب مدينة نابلس إلى الشمال من الضفة الغربية المحتلة، كشف المزارعون الفلسطينيون أن مستوطني مستعمرة "رحاليم" المقامة على أراضي القرية، كانوا قد هاجموا أول أمس الإثنين الأراضي القريبة من المستوطنة، وقاموا بالتقاط ثمارها وسرقة نحو عشرة أكياس من الزيتون.
وأكد الأهالي لـ "العربي الجديد" أن المستوطنين سرقوا الزيتون ولاذوا بالفرار، حيث لا يستطيع أصحاب الأرض اللحاق بالمستوطنين كونه يوجد برجي مراقبة عسكريين قريبين من الأراضي، مشيرين إلى أن الأرض التي سرقت منها ثمار الزيتون تعود للمزارع علي صالح أبو الطاهر.