فرض الواقع السوري نفسه على الدراما خلال السنوات الأخيرة، فلم يعد ممكناً تجاهل ما تمر به البلاد، كما حدث في بداية الثورة السورية، عندما تابع المنتجون تصوير أعمال لا علاقة لها بالمستجدات.
ورغم وجود قصص عميقة لا تنتهي عن عذابات السوريين في مخيمات اللجوء، ورحلات الموت في البحر المتوسط، والمعاناة في أوروبا، وقبلها قصص الدمار والألم الذي عاشه الملايين تحت القصف وفي سجون التعذيب، إلا أن كل ذلك غائب عن الدراما.
فعشرات الأعمال التي يتم إنتاجها سنوياً، تطغى عليها وجهة نظر النظام، وتسوق له بشكل لافت، في غياب أي عمل يعكس وجهة النظر الأخرى.
يظهر أبو عصام في باب الحارة ليقول بأن من يريد أن يغير كل شيء، كمن لا يريد أن يغير أي شيء، في تلميح لمن دعوا للتغيير في سورية، علاوة عن تشدده في الدعوة لاحترام الحكومة بالمسلسل.
الكثير من الإسقاطات الواضحة ترد في المسلسلات ابتداء من "باب الحارة"، مروراً بمسلسلات الفكاهة مثل "أزمة عائلية" الذي يتناول يوميات عائلة في ظل "الأزمة" بسورية، مع نفس واضح في تأييد النظام، وصولاً إلى المسلسلات التي تستعرض بشكل مباشر "جماعات إرهابية".
الكثير من السوريين يقولون إنهم أحجموا عن متابعة تلك المسلسلات لأنها تعرضهم "للتشبيح" من خلال الشاشة.
بعض الفنانين الذين أعلنوا وقوفهم إلى جانب الثورة حاولوا إيصال رسالتهم ضمن إمكانياتهم المحدودة، من خلال مسرحيات ومسلسلات إذاعية، بسبب غياب جهات تتبنى أعمالاً تلفزيونية درامية تعكس وجهة نظرهم.
عمل الممثل جلال الطويل على مسرحية "طلعنا على الحرية" مع أطفال سوريين في الأردن، وكذلك الممثل نوار بلبل أنجز عدة مسرحيات كان لها إسقاطات على معاناة السوريين، لكنها بالطبع كانت محدودة التأثير لغياب التمويل والدعم.
وفي حديث لـ"العربي الجديد" قال، نوار بلبل، إن تفاصيل هذا الموضوع كثيرة ومتشابكة، لكنه لخص القضية في معاداة الأنظمة العربية للربيع العربي، وبالتالي إحجامها عن شراء أو تمويل أية أعمال تؤيد الثورات، واعتبر أن الأمر بلغ مداه فتلك القنوات الممولة عربياً قد تتهاون في عرض أعمال إباحية على أن تمرر مشهداً واحداً عن رغبة الشعوب في التحرر.
وقال "الدولة الوحيدة التي عملت على هذا الجانب هي قطر، حيث أنتج التلفزيون "العربي" مسلسلاً يتيماً بعنوان "وجوه وأماكن" تناول الثورة السورية بشكل واضح ومباشر، لكن جميع القنوات الخليجية والعربية بما فيها اللبنانية رفضت عرضه". مؤكداً على تواطؤ كل تلك الأطراف في رغبتهم بحجب الحقائق، وترسيخ الأنظمة الدكتاتورية، وأضاف "إنهم يريدون أن يغمضوا عيون المشاهدين، وإجبارهم على رؤية ما يريدونه فقط".
وكذلك السيناريست، فارس الذهبي، يعتقد أن لمشكلة الدراما السورية جذوراً سياسية قوية في البلاد العربية، وقال لـ "العربي الجديد": "الثورة المضادة انطلقت منذ اليوم الأول للربيع العربي، وكان هناك جهد حثيث لمحاربة فكرة الثورة بكل المستويات".
وأضاف أن الدول العربية حاربت بقوة كل فكرة يمكن أن تدعو لتحريك الساكن وإحداث تغيير حقيقي في المجتمعات.
وأشار إلى أن الدولة العميقة متعاضدة في كل النظام العربي، هناك اتفاق حقيقي بين الدول العميقة العربية، ضد تحرر الشعوب وحقهم في تقرير مصيرهم، لافتاً أنهم في الواقع أقرب إلى ترسيخ نظام الأسد من تبني وجهة نظر الثورة في الأعمال الدرامية.
وجدير بالذكر، بأنّ كثيراً من الممثلين في الدراما السوريّة، قد أعلنوا تأييدهم مباشرة لنظام بشار الأسد، ووقفوا في حربه ضد الشعب السوري، كسلاف فواخرجي التي خرجت بالثياب العسكرية أكثر من مرّة، ودريد لحام الذي شمت تقريباً بالبيئات المحطّمة على يد نظام الأسد.
ورغم وجود قصص عميقة لا تنتهي عن عذابات السوريين في مخيمات اللجوء، ورحلات الموت في البحر المتوسط، والمعاناة في أوروبا، وقبلها قصص الدمار والألم الذي عاشه الملايين تحت القصف وفي سجون التعذيب، إلا أن كل ذلك غائب عن الدراما.
فعشرات الأعمال التي يتم إنتاجها سنوياً، تطغى عليها وجهة نظر النظام، وتسوق له بشكل لافت، في غياب أي عمل يعكس وجهة النظر الأخرى.
يظهر أبو عصام في باب الحارة ليقول بأن من يريد أن يغير كل شيء، كمن لا يريد أن يغير أي شيء، في تلميح لمن دعوا للتغيير في سورية، علاوة عن تشدده في الدعوة لاحترام الحكومة بالمسلسل.
الكثير من الإسقاطات الواضحة ترد في المسلسلات ابتداء من "باب الحارة"، مروراً بمسلسلات الفكاهة مثل "أزمة عائلية" الذي يتناول يوميات عائلة في ظل "الأزمة" بسورية، مع نفس واضح في تأييد النظام، وصولاً إلى المسلسلات التي تستعرض بشكل مباشر "جماعات إرهابية".
الكثير من السوريين يقولون إنهم أحجموا عن متابعة تلك المسلسلات لأنها تعرضهم "للتشبيح" من خلال الشاشة.
بعض الفنانين الذين أعلنوا وقوفهم إلى جانب الثورة حاولوا إيصال رسالتهم ضمن إمكانياتهم المحدودة، من خلال مسرحيات ومسلسلات إذاعية، بسبب غياب جهات تتبنى أعمالاً تلفزيونية درامية تعكس وجهة نظرهم.
عمل الممثل جلال الطويل على مسرحية "طلعنا على الحرية" مع أطفال سوريين في الأردن، وكذلك الممثل نوار بلبل أنجز عدة مسرحيات كان لها إسقاطات على معاناة السوريين، لكنها بالطبع كانت محدودة التأثير لغياب التمويل والدعم.
وفي حديث لـ"العربي الجديد" قال، نوار بلبل، إن تفاصيل هذا الموضوع كثيرة ومتشابكة، لكنه لخص القضية في معاداة الأنظمة العربية للربيع العربي، وبالتالي إحجامها عن شراء أو تمويل أية أعمال تؤيد الثورات، واعتبر أن الأمر بلغ مداه فتلك القنوات الممولة عربياً قد تتهاون في عرض أعمال إباحية على أن تمرر مشهداً واحداً عن رغبة الشعوب في التحرر.
وقال "الدولة الوحيدة التي عملت على هذا الجانب هي قطر، حيث أنتج التلفزيون "العربي" مسلسلاً يتيماً بعنوان "وجوه وأماكن" تناول الثورة السورية بشكل واضح ومباشر، لكن جميع القنوات الخليجية والعربية بما فيها اللبنانية رفضت عرضه". مؤكداً على تواطؤ كل تلك الأطراف في رغبتهم بحجب الحقائق، وترسيخ الأنظمة الدكتاتورية، وأضاف "إنهم يريدون أن يغمضوا عيون المشاهدين، وإجبارهم على رؤية ما يريدونه فقط".
وكذلك السيناريست، فارس الذهبي، يعتقد أن لمشكلة الدراما السورية جذوراً سياسية قوية في البلاد العربية، وقال لـ "العربي الجديد": "الثورة المضادة انطلقت منذ اليوم الأول للربيع العربي، وكان هناك جهد حثيث لمحاربة فكرة الثورة بكل المستويات".
وأضاف أن الدول العربية حاربت بقوة كل فكرة يمكن أن تدعو لتحريك الساكن وإحداث تغيير حقيقي في المجتمعات.
وأشار إلى أن الدولة العميقة متعاضدة في كل النظام العربي، هناك اتفاق حقيقي بين الدول العميقة العربية، ضد تحرر الشعوب وحقهم في تقرير مصيرهم، لافتاً أنهم في الواقع أقرب إلى ترسيخ نظام الأسد من تبني وجهة نظر الثورة في الأعمال الدرامية.
وجدير بالذكر، بأنّ كثيراً من الممثلين في الدراما السوريّة، قد أعلنوا تأييدهم مباشرة لنظام بشار الأسد، ووقفوا في حربه ضد الشعب السوري، كسلاف فواخرجي التي خرجت بالثياب العسكرية أكثر من مرّة، ودريد لحام الذي شمت تقريباً بالبيئات المحطّمة على يد نظام الأسد.