وللإنصاف، فإن الخرابشة، العابر للبرلمانات، والذي يرفض التأقلم مع خسارته الأخيرة، واحدٌ من أبرز المشرعين بشهادة تقارير سابقة لتقييم الأداء النيابي، من حيث المداخلات والمقترحات، وهي التقييمات التي يغيب عنها مدى الانحياز للحقوق والحريات. وهو وواحد من الضيوف الصاخبين على القنوات الفضائية في أكثر القضايا الأردنية إثارةً.
النائب السابق، الذي أدار حملة علاقات عامة بعد خسارته في الانتخابات طالباً من وسائل الإعلام "عدم نسيانه"، أطلّ أخيراً، عبر قناة "دويتشه فيله" الألمانية، ليشتبك مع قضيتين حساستين في الداخل الأردني، هما "حقوق أبناء الأردنيات" وظاهرة "التحرش الجنسي"، ويقدّم نفسه متسلحاً بالصوت المرتفع، مدافعاً عن الهوية الوطنية، وحامياً للأخلاق الأردنية في سياقها المتخيل.
عباراته القاسية، من دعوته أبناء الأردنيات المتزوجات من غير أردنيين حمل أمهاتهم والعودة لبلدانهم الأصلية، في مواجهة نضال الأردنيات للمساواة مع الأردنيين في منح الجنسية، وسؤاله التشكيكي "أنت أردنية عمو؟" لفتاة روت قصتها مع التحرش، لا تتعدى تجديداً لأسلحة صدئة يشهرها أعداء الحقوق، والمتشبثون بالإنكار سبيلاً لمعالجة المشكلات.
يتأكد من مساحة التأييد للتصريحات المفزعة أن المسيرة طويلة، بل طويلة جداً.