فيما يبدو أن عقداً متعددة تقف في الطريق للتفاوض على حل سلمي للمسألة السورية، بدا المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات، والعضو في الفريق المفاوض عن المعارضة السورية بجنيف، سالم المسلط، أقل تفاؤلا في الوصول إلى نتيجة "طالما أن الوضع باق كما كان".
أضاف المسلط أن الوفد الموجود الآن في جنيف "لم يأت لكي يفاوض أناساً لا نعرف من هم في غرف أخرى. نحن نريد مفاوضات مباشرة لتنفيذ حقيقي لما جاء في جنيف 1 وليس أي شيء آخر".
من جهة أخرى وصف المسلط ما يجري في سورية بأنه "جرائم حرب يجب ألا تمر دون عقاب، أيا كان مقترفها". مطالبا الدول الراعية لاتخاذ مواقف جدية هذه المرة "لأنه ليس هناك من مجال لانتظار فقد المزيد من الأرواح في هذه المأساة المستمرة". واصفا الوجود الإيراني والروسي في سورية بـ"الاحتلال" الذي يجب أن ينتهي.
وفي رده على سؤال حول وجود الفصائل العسكرية في الوفد المفاوض وما أشيع عن هيمنته على الوفد، قال المسلط إن "وجود هذه الفصائل مهم وهي تشكل جزءا أساسيا من الوفد المفاوض".
وطالب الطرف الآخر بإظهار جدية هذه المرة لوقف النزيف السوري قائلاً: "نحن لم نأت إلى جنيف 4 ليكون هناك جنيف 5. المسألة واضحة، علينا الدخول في آليات تنفيذ جنيف 1 وآليات الانتقال السياسي وليس أي شيء آخر".
وفيما يدلل على أن مشاكل تعترض هذه الجولة، قال المتحدث باسم الهيئة: "الوفد لديه اجتماع مع المبعوث الدولي دي ميستورا قبل ظهر الغد، الساعة الحادية عشرة، لمناقشة بعض التفاصيل". وهذا يعني بأن المفاوضات لن تستأنف صباحا كما كان يشاع اليوم.
ويمكن أن يستشف المراقب في أروقة وفد المعارضة، بأن "جدية الطرف الآخر ليست أبدا كما وعد الروس، وما يزال عدم الالتزام بما اتفق عليه في أستانة موجوداً".
ومن جهة أخرى قال رئيس الوفد المفاوض، نصر الحريري لـ"العربي الجديد": "لم يجر التهديد بالانسحاب من المفاوضات. نحن حضرنا لتنفيذ بنود جنيف".