سيطرت كتائب المعارضة السورية المسلحة، اليوم الاثنين، على "حاجز السلام"، آخر معاقل قوات النظام في مدينة خان شيخون، في ريف إدلب الجنوبي. في موازاة ذلك، استعاد مقاتلو "غرفة عمليات أهل الشام" السيطرة على منطقة تل بريج وبلدة حيلان في محيط السجن المركزي في حلب، وسط تواصل المعارك العنيفة مع قوات النظام.
وأكد رئيس المجلس العسكري في "الجيش السوري الحر" في إدلب، العقيد عفيف سليمان، لـ"العربي الجديد"، أن كتائب الجيش الحر "سيطرت على معسكري السلام والخزانات، آخر معاقل قوات النظام في مدينة خان شيخون، وحررت مفرق حيش والمجرشة وبيت الخاني وبيت الحباب، شرق حيش على الطريق الدولي".
واشار إلى أن المنطقة "أضحت محررة من مدينة مورك في ريف حماة الشمالي، إلى منطقة مرحطاط في ريف إدلب الجنوبي". ولفت في الوقت نفسه، إلى أنه لا توجد أي معوقات لاستكمال عمليات التحرير سوى نقص الذخيرة".
وكانت كتائب المعارضة قد سيطرت يوم الاحد على معسكر الخزانات، بعد تفجير سيارتين مفخختين، ووقوع اشتباكات مع قوات النظام، موقعةً عشرات القتلى في صفوف القوات الحكومية، وأسر عدد آخر منها، فضلاً عن تدمير ست دبابات.
وتأتي عملية السيطرة على حواجز قوات النظام ضمن معركة أطلقت عليها المعارضة اسم "الإخلاص"، بهدف تحرير مدينة خان شيخون، ويعقد ذلك كثيراً من مهمة القوات النظامية في ايصال الإمدادات إلى معسكر وادي الضيف في مدينة معرة النعمان.
المعارضة تستعيد مواقع في حلب
في غضون ذلك، كشف مراسل "العربي الجديد" في حلب، عن أن مقاتلي "غرفة عمليات أهل الشام" استعادوا السيطرة على منطقة تل بريج وبلدة حيلان في محيط السجن المركزي شمالي شرق حلب.
من جهتها، أشارت الوكالة السورية للأنباء، "سانا"، إلى أن وحدات من الجيش "تابعت عملياتها على محور المدينة الصناعية، واستهدفت تجمعات الإرهابيين في المسلمية، مارع، هنانو، الهلك، عندان، الأتارب، المنصورة، الليرمون، ضهرة عبد ربه، ودواري بعيدين والجندول. وأوقعت إصابات مباشرة في صفوف الإرهابيين ودمرت عدداً من آلياتهم بمن فيها".
وكانت قوات النظام قد مهدت، خلال الأيام الماضية، لكسر حصار المعارضة للسجن المركزي في حلب، والممتد لأكثر من عام ونصف العام، من خلال السيطرة على تل البريج وبلدة حيلان.
من جهة أخرى، قتل مدني وأصيب ثمانية أشخاص، جراء استهداف الطيران الحربي السوري، بالصواريخ، أحياء سكنية في مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي، كما تعرضت بلدة حيان إلى قصف مماثل، من دون وقوع إصابات.
تواصل المعارك في دير الزور
في هذه الأثناء، أصيب قيادي في "جبهة النصرة"، إثر اشتباكات مع تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) في قرية الصبحة في ريف دير الزور. يأتي هذا بعد أن أعلنت فصائل المعارضة المسلحة، أمس الاحد، عن تشكيل "مجلس شورى المجاهدين في المنطقة الشرقية"، بهدف كسر الحصار المفروض على مدينة دير الزور، من قبل قوات النظام و"داعش".
وأكد بيان نشر على موقع التواصل الاجتماعي، "يوتيوب"، أن المجلس سيسعى إلى إسقاط النظام بكل رموزه ومرتكزاته، وإخراج "داعش" من المنطقة الشرقية.
وترك البيان، الموقع من قبل فصائل عديدة، أهمها "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" و"جيش الإسلام"، إضافة إلى "المحكمة الشرعية المركزية"، الباب مفتوحاً لجميع الفصائل الراغبة في الانضمام إلى مجلس الشورى. ويأتي تشكيل المجلس بعد محاولات لإيقاف الصراع الممتد منذ أكثر من أربعة أشهر في مدينة دير الزور وريفها، بين "داعش" وكتائب إسلامية أخرى، أبرزها "جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية"، والذي خلف عشرات القتلى والجرحى.