استعادت المعارضة السورية المسلحة مواقع تقدمت إليها قوات النظام السوري خلال الليلة الماضية، بعد اشتباكات عنيفة وقصف مدفعي متبادل، والتي أوقعت خسائر بشرية من الطرفين، في حين جددت قوات النظام قصفها على مناطق متفرقة في جنوب إدلب وشمال حماة، قبيل قمة روسية تركية إيرانية حول الملف السوري.
وقالت مصادر من "الجبهة الوطنية للتحرير"، في حديث مع "العربي الجديد"، إن الفصائل تمكنت من استعادة مواقعها في محور قربة الرويحة بريف إدلب الجنوبي، وذلك بعد هجوم معاكس وقصف مدفعي مكثف كبد قوات النظام خسائر بشرية وأجبرها على الانسحاب.
وكانت قوات النظام قد تقدمت بشكل مباغت مساء أمس مع تمهيد مدفعي كثيف أجبر فصائل المعارضة على الانسحاب من محور الرويحة، في جبل الزاوية.
وجددت قوات النظام عمليات القصف المدفعي والصاروخي على بلدات وقرى سفوهن والزيادية وبينين وفليفل وكنصفرة وشنان في ريف إدلب الجنوبي، والزيارة والعنكاوي في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، في حين قصفت قوات المعارضة تجمعات للنظام في محور بلدة الدانا بناحية معرة النعمان.
وجاء ذلك التصعيد من قوات النظام السوري، قبيل انعقاد قمة روسية تركية إيرانية عبر الفيديو لبحث تطورات الملف السوري.
وقال الناشط مصطفى المحمد، لـ"العربي الجديد"، إن النظام يقوم عادة قبيل كل استحقاق سياسي بهجوم على الأرض بهدف التقدم والضغط في عملية التفاوض، مشيرا إلى دور المليشيات الإيرانية الواضح في الهجمات الأخيرة، والتي من شأنها أن تقوض وتنسف اتفاق وقف إطلاق النار.
جاء التصعيد من قوات النظام السوري، قبيل انعقاد قمة روسية تركية إيرانية عبر الفيديو لبحث تطورات الملف السوري
وأضاف المحمد أن التعزيزات التركية الأخيرة يبدو أنها بهدف إظهار حزم تركيا في الاستمرار بتطبيق الاتفاق الأخير، وخاصة أن جميع خروقات النظام حتى اليوم لم تسفر عن انهيار الاتفاق.
وأمس الثلاثاء، أعلن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن رؤساء تركيا وروسيا وإيران سيعقدون اجتماعا اليوم الأربعاء، لمناقشة الشأن السوري، موضحا، وفق وكالة "الأناضول"، أن رئيس بلاده فلاديمير بوتين سيعقد، الأربعاء، اجتماعا مع نظيريه التركي رجب طيب أردوغان، والإيراني حسن روحاني، وأن الاجتماع سيعقد عبر تقنية "الفيديو كونفرانس" وسيتناول ملف سورية.
وعلى صعيد متصل، أفاد بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية بأن القمة الثلاثية السادسة من المنتظر أن تناقش التطورات الراهنة في سورية، ومواصلة وقف إطلاق النار على الأرض، وتوفير الظروف اللازمة للعودة الطوعية للاجئين، والخطوات المشتركة التي ستتخذ في الفترة المقبلة من أجل الدفع بالعملية السياسية.
وترعى تلك الدول محادثات بين المعارضة السورية والنظام بصيغة أستانة منذ عام 2017، والتي تمخض عنها اتفاق خفض حدة التوتر في سورية وآلية مراقبة الاتفاق، وعقدت بعدها عدة جولات من المحادثات بمستويات مختلفة من التمثيل.
وتعيش منطقة شمال غربي سورية، منذ الخامس من مارس/ آذار الماضي، تحت اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه في قمة روسية تركية في موسكو، ومنذ ذلك الوقت عززت تركيا بشكل كبير وجودها في إدلب، حيث بلغت نقاط تمركزها في المنطقة 65 نقطة، من بينها نقطتان ضخمتان هما معسكر المسطومة وقاعدة تفتناز الجوية.