شكّك المتحدث باسم وفد التفاوض المعارض السوري في جنيف، يحيى العريضي، اليوم الثلاثاء، بتصريحات نُقلت عن المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، مطالباً فيها المعارضة بـ"الواقعية".
وقال العريضي "إن النظام هو الذي يخرج هذه التسريبات التي لا تقدم ولا تؤخر، وليس المبعوث الدولي"، معتبراً أن "هذه تكتيكات في استراتيجية مفاوضات نفهمها تماماً ونستوعبها. ولا يمكن أن يهزنا شيء".
وشدّد العريضي على أنّ "وفد المعارضة المفاوض يحتكم إلى معايير ما يريد الشعب السوري، أيضاً لديه إطار القرارات الدولية، خاصة 2254، والذي من خلاله يمكن مناقشة تلك الأعمدة والعناصر الأساسية المشكلة لعملية الانتقال السياسي، إن كانت عملية انتخابية أو عملية دستورية".
وأكد أن "دور الوسيط الدولي عملياً هو دور ميسر ومسهل للعملية، وليس لإصدار الأحكام".
ولفت إلى أن ما يقوله "هو ترجمة فعلية لما هو موجود دولياً، نسمع من القوى الدولية بأن القرارات الدولية هي الحاكم وهي الناظم والمرجعية التي يستندون إليها لكل عملية جنيف، التي تشكل المسار الأساسي وأي تكتيكات أو حرف لهذا المسار باتجاه أمكنة أخرى من أجل إجهاض الحق السوري مرفوضة وسنتمترس عندها".
بدوره، نقل عضو وفد المعارضة أحمد العسراوي، لـ"العربي الجديد"، عن دي ميستورا قوله إن "الدستور والانتخابات مقدمات التغيير"، معتبراً ما نقلته وسائل إعلام عن هذا الأمر "ليس دقيقاً". وأضاف "لن نأخذ ما قاله المبعوث الأممي بمنحى سلبي حتى اللحظة".
واعتبر العسراوي أن ما طلبه وفد النظام عن عدم ذكر مصير بشار الأسد خلال التفاوض "هو شرط مسبق"، مشدداً على أنه "يجب أن يطرح كل شيء على طاولة التفاوض، وأن الحديث عن دستور أو انتخابات يجب أن يأتي في سياق الانتقال السياسي".
وفي وقت سابق اليوم، نقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر وصفتها بـ"واسعة الاطلاع"، أن دي ميستورا طلب من المعارضة أن تكون "واقعية أكثر، وتتعامل وفق ذلك مع المعطيات"، معتبراً أنها فقدت "الدعم الدولي"، وأنها إذا شاركت في مؤتمر سوتشي المقبل، دون تحقيق تقدم في سلة الدستور في اجتماعات جنيف الحالية، فإنها "ستتلاشى وتضيع هناك"، وسيكون سوتشي بديلاً.
من جهة أخرى، كشف مصدر مسؤول في وفد المفاوضات المعارض، طلب عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، أنه "لا توجد إرادة دولية تدعم مؤتمر "سوتشي"، وأن الأميركيين وافقوا عليه بشرط أن يكون لمرة واحدة، وهو بين الدول الثلاث الضامنة لأستانة، تركيا وإيران وروسيا. وبالتالي الأمم المتحدة حتى اليوم، لم تقرر الذهاب إلى سوتشي، وهذا يعتمد على تعاوننا مع المبعوث الدولي في تحديد الإطار الدستوري، ليذهب به إلى سوتشي ويعود به إلى جنيف بضمانات الأمم المتحدة، وفق ما أخبرنا شخصياً".
وأضاف المصدر "من جهتنا أبلغنا دي ميستورا، أن مرجعتينا الوحيدة هي جنيف والقرارات الدولية، وليست رغبات الدول، ولن نسمح بأي مسار آخر"، مبيناً أن "الروس كانوا يراهنون على خلق مسار جديد اسمه "سوتشي"، ولكن مخرجات الرياض(2) أفشلت على هذا المسار، لأنهم لم يتوقعوا أن نخرج بوفد واحد".
وتابع أن "الوفد ناقش الانتقال السياسي، واليوم قد نناقش المبادئ الـ12 إذا وافق وفد النظام على هذا الموضوع، ونحن نوافق على الدخول في التفاوض حول العملية الدستورية وليس الدستور، والعملية الانتخابية وليس الانتخابات، وأخبرنا دي ميستورا، أننا على استعداد لبحث سلة الإرهاب، وبهذا نكون قد حولنا البحث من الدستور والانتخابات الى العملية الدستورية والانتخابية".
وأوضح أن "هناك فرقا كبيرا بين الأمرين، حيث إننا نبحث الإجراءات الناظمة لوضع الدستور الذي يعتبر أحد مهام هيئة الحكم الانتقالي، وليس هو بوابة الحل السياسي، فالانتقال السياسي أولاً ومن ثم الدستور".
وتستمر الجولة الثانية من مفاوضات جنيف8، بلقاءات ثنائية يعقدها المبعوث الأممي مع وفدي النظام والمعارضة على التوالي، في المقر الأممي بجنيف.
وانطلقت الجولة الأولى من جنيف8، في 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، واستمرت أربعة أيام، ثم توقفت لعدة أيام بعد مغادرة وفد النظام إلى دمشق، قبل أن تستأنف الأسبوع الماضي، بلقاءات بين المعارضة والفريق الأممي فقط.