وقالت الناشطة مريم الزبدانية لـ "العربي الجديد" إن المعارك "احتدمت اليوم بين الثوار من أبناء المدينة من جهة وبين قوات النظام وعناصر حزب الله الإيراني الذي يقود المعركة من جهة أخرى، وذلك على عدة محاور وخصوصاً محور الجمعيات غرباً".
ويأتي هذا فيما شن الطيران العسكري طبقاً للناشطة "أكثر من 15 غارة منذ الصباح استهدفت وسط المدينة" بالتزامن مع إلقاء "المروحيات 16 برميلاً متفجراً حتى ظهر اليوم".
إلى ذلك، قال الناشط عمر الزبداني لـ"العربي الجديد" إن طائرات حربية جديدة، لوحظ استخدامها اليوم لأول مرة في معارك الزبداني، واصفاً إياها بـ"ثابتة الجناح ومجهولة الهوية وتقصف من مكان بعيد وليست كطائرة الميغ، فصوتها خفيف وتضرب بصاروخ واحد في الغارة".
اقرأ أيضاً: معركة الزبداني... بحث عن انتصار إعلامي
ويقول ناشطون من الزبداني، إن مئات القذائف والصواريخ تتساقط على المدينة منذ أيام، في قصف غير مسبوق، مشيرين إلى أن كثافة القصف، جعلت القذائف أحياناً تصطدم ببعضها، وأن أحد الصواريخ، سقط على ما يبدو بالخطأ، داخل ما يعرف بحاجز استراحة الرئيس وأشعل النار فيه.
وبث ناشطون على الانترنت اليوم، مقطع فيديو، يقول مصوره، بأنه للاشتباكات التي وقعت على محور الجمعيات، ويضيف واصفاً المشهد أمامه بأن "الأرض تشتعل" بينما يستمر بالتصوير من بناء مرتفع، يُظهر منازل سكنية مدمرة أو متضررة بفعل المعارك الضارية.
وتُظهر المشاهد التي لا يوجد أي مؤشر لتحديد تاريخ التقاطها، تصاعد أعمدة دخانية كثيفة، مع سماع دوي مدفعية عنيف، وأصوات انفجارات وإطلاق نار من أسلحة رشاشة.
في هذه الأثناء، ذكرت مصادرُ معارضة، أن الفصائل المقاتلة في الزبداني، استهدفت حاجز حرش بلودان، ما أدى لاشتعال النار فيه. ومضى على بدء المعارك الأخيرة بالزبداني نحو خمسة أيام.
وتشير المعلومات المتطابقة الواردة من المناطق التي تشهد قصفاً عنيفاً ومعارك طاحنة منذ بداية الأسبوع، أن مقاتلي المعارضة، التقطوا أنفاسهم، بعد الضربات الأولى التي وجهها النظام وحزب الله، مع بدء الحملة العسكرية الضخمة يوم السبت الماضي، وتمكنوا لاحقاً من صد الهجمات، التي نجحت القوات المهاجمة في بدايتها، من الدخول لمواقع عند الجهة الغربية في الزبداني.
وكانت الفصائل المقاتلة داخل البلدة، استبقت الهجوم الذي بدا أنه وشيك بعد أن حشد النظام وحزب الله قواتهما، الأسبوع الماضي، وبادرت بعملية مباغتة، فجر الجمعة، سيطرت خلالها على مواقع للنظام وحزب الله اللبنانيّ، عند أطراف الزبداني، ضمن معركة حملت اسم "البركان الثائر".
وفي حين يصعب الجزم في ما يمكن أن تؤول إليه الأمور، خلال الأيام القليلة القادمة، فإن تمكُّن فصائل الزبداني، من صدّ الهجوم الواسع بالإمكانيات القليلة المتوفرة بين أيديهم نتيجة حصارهم منذ أكثر من سنتين، ربما يكون قد فاجأ مقاتلي الحزب اللبناني، وقوات النظام السوري، الذين دخلوا المعركة بزخم كبير، أملاً في حسمٍ سريع لها.
وتعتبر مدينة الزبداني القريبة من الحدود اللبنانية، والتي تبعد عن العاصمة دمشق نحو 50 كيلومتراً (شمال غرب) من أوائل المدن السورية التي خرجت عن سيطرة النظام قبل نحو ثلاث سنوات، وتُحسب على سلاسل القلمون الغربي، وتحيط بها بلدات مضايا وبقين وبلودان وسرغايا، وهي مناطق يسيطر عليها النظام، أو يقيم هُدناً فيها مع سكانها المحليين.
اقرأ أيضاً: ناشطون سوريون: "رويترز" مُنحازة في تغطية الزبداني