حققت كتائب المعارضة المسلّحة تقدماً جديداً في ريف حماة الغربي، في وقت متأخر، أمس الخميس، بعد السيطرة على قريتين مواليتين للقوات النظامية السورية، وقريبتين من مطار حماة العسكري، والذي يضعه الثوار نصب أعينهم، لتخفيف ضغط عمليات القصف الجوي عن حماة وبقية المدن السورية.
وذكر المركز الإعلامي في حماة، أن "الجيش الحرّ بدأ عملياته العسكرية، بمساندة كتائب إسلامية، في بلدتي الشيحة وأرزة، المواليتين للنظام، عبر استهداف تجمّعات النظام بالمدفعية الثقيلة والرشاشات، تمهيداً لاقتحامهما، وسط شن الطيران الحربي خمس غارات على محيط الأخيرة".
وأوضح مدير المركز، يزن شهداوي، لـ"العربي الجديد"، أن "مقاتلي المعارضة سيطروا في البداية، على تلّ الشيحة، بعد معارك عنيفة مع جيش النظام، أسفرت عن مقتل وجرح عدد منهم، ليتمكنوا بعد ذلك من السيطرة على بلدة الشيحة، التي تقع على بعد كيلومترات عدة من المدخل الشمالي الغربي". وتكمن أهمية تل الشيحة، من كونها تطلّ على مطار حماة العسكري، بشكل مباشر، وتعني السيطرة عليها، كشف المطار أمام ضربات المعارضة المسلّحة.
وتابع مقاتلو الجيش الحرّ انتصاراتهم بعد ذلك، باتجاه قرية أرزة، الملاصقة لبلدة الشيحة، والموالية أيضاً لجيش النظام، لتدور معارك عنيفة بين الجانبين، تمّت من خلالها السيطرة على البلدة، والاستيلاء على أسلحة متنوعة وذخائر، في حين تداول ناشطون أنباء عن بدء جيش النظام، بترحيل طائراته من المطار العسكري بسبب الاشتباكات الدائرة.
وفي السياق، دمّر "الجيش الحر" مروحية للنظام، وأصاب مروحية أخرى، بعد استهداف المطار بأكثر من سبعة صواريخ من طراز "غراد"، في ظل انفجارات ضخمة تسمع داخل المطار، وتوافد عدد كبير لسيارات الإسعاف.
في هذه الأثناء، أفاد رئيس المجلس العسكري في حماة، العميد أحمد بري، لـ"العربي الجديد"، أن "الجيش الحرّ أسر عدداً من قوات النظام واللجان الشعبية، التي تقاتل إلى جانبه، خلال تمشيط قرية أرزة". وأشار إلى أنه "لاحظ أن جميع أعمار الأسرى تفوق الأربعين عاماً".
وأوضح بري أن "بلدة الشيحة هي أقرب إلى مطار حماة العسكري من بلدة الأرزة، إذ تقع على بعد ثلاثة كيلومترات فقط، مما سيمكن مقاتلي المعارضة من تعطيل المطار نهائياً، ومنع خروج أو نزول أي طائرة بواسطة المضادات الأرضية".
وأشار القيادي العسكري إلى أن "جيش النظام سيستخدم المطارات البعيدة، ويركز حالياً على اللواء 47 دبابات، واللواء 87، ميكانيك، الموجودين جنوب وشرق حماة".
وكانت كتائب المعارضة المسلّحة، قد تمكنت قبل نحو أسبوع من السيطرة على حاجزي المجدل وبيجو، مما مكنها من قطع الطريق الواصل بين مدينتي حماة ومحردة.
ومنذ أعلنت سبعة فصائل مقاتلة معركة تحت شعار"بدر الشام الكبرى"، قبل نحو ثلاثة أسابيع، تمكنت المعارضة من تحقيق سلسلة من الانتصارات في ريف حماة، أهمها السيطرة على موقع خطاب، وضرب مبنى قيادة المطار وشل قسم كبير منه، إضافة إلى السيطرة على عدد من المواقع الإستراتيجية.