اقرأ أيضاً: المعارضة السورية لحسم معركة سهل الغاب... ولا تفكر بالساحل
ونجحت قوات المعارضة بذلك في التقدم أكثر على طريق إكمال السيطرة على منطقة سهل الغاب التي تتوسط محافظات إدلب وحماة واللاذقية.
وأوضح الناشط الإعلامي من حركة "أحرار الشام" الإسلامية مضر الحمدان، في حديث لـ"العربي الجديد" أن قوات المعارضة تمكّنت صباح أمس الجمعة من السيطرة على بلدة قرقور والتلة المجاورة لها، وهما منطقتان دافعت عنهما قوات النظام خلال الأسبوعين الأخيرين، قبل أن تُجبر سيطرة قوات المعارضة على تل حمكي وفريكة وصوامع المنصورة في محيط تلة القرقور، قوات النظام المتمركزة في التلة على الانسحاب منها جنوباً نحو وسط سهل الغاب.
وأكد الحمدان أن قوات المعارضة لم تقف عند هذا الحد، بل واصلت التقدّم جنوباً لتسيطر على قرية المشيك الواقعة إلى الجنوب من بلدة القرقور وتلتها الاستراتيجية. وتقدّمت بعد ذلك لتهاجم حواجز قوات النظام عند مداخل بلدة الزيارة الشمالية، والتي تعني إكمال سيطرة قوات المعارضة عليها إنهاء وجود قوات النظام في القسم الشمالي من سهل الغاب.
وأشار الحمدان إلى أن قوات النظام تكبدت خلال المعارك المستمرة في سهل الغاب خسائر كبيرة وغير مسبوقة. على المستوى البشري، خسرت قياديين ميدانيين بينهم علي كنعان، قائد مجموعة "الفهود" في قوات "النمر"، وهي أكبر وأقوى المليشيات المحلية الموالية للنظام السوري على الإطلاق، وهي بقيادة العقيد سهيل الحسن المقرب من رئيس النظام السوري بشار الأسد.
كما خسرت قيادياً ميدانياً آخر في قوات "النمر" هو علي الحجي، وأحد مساعدي العقيد سهيل الحسن، وهو جهاد الضاهر، بالإضافة إلى مقتل أكثر من أربعين عنصراً وضابطاً من قوات النظام أثناء انسحابها من القرى والبلدات التي سيطرت عليها قوات المعارضة في سهل الغاب.
وعلى مستوى الخسائر المادية، خسرت قوات النظام السوري أثناء المعارك أكثر من عشر آليات عسكرية مزودة برشاشات ثقيلة ومتوسطة، ومدرعتين ناقلتين للجند "بي أم بي" ودبابة دمرتها قوات المعارضة بصاروخ من نوع تاو أميركي الصنع.
ويبدو أن قوات النظام السوري فقدت القدرة على التحكم والمناورة في معارك سهل الغاب بشكل نهائي، إذ سببت ضربات قوات المعارضة المتوالية والقوية لمراكز قوات النظام في مختلف جبهات القتال في المنطقة، حالة إرباك وتشتت غير مسبوقة؛ فقد جاءت التطورات الأخيرة بعد يومين فقط من تمكن قوات المعارضة من التقدّم من بلدة السرمانية، التي تسيطر عليها، نحو قرية فورو لتسيطر عليها، وتتابع تقدّمها باتجاه التخوم الشمالية لبلدة جورين الاستراتيجية، التي يوجد بالقرب منها أكبر معسكرات قوات النظام في منطقة سهل الغاب.
محاصرة معسكر جورين
وهكذا باتت قوات المعارضة في وضع ميداني ممتاز. وأصبحت تتقدّم نحو معسكر جورين الاستراتيجي من ثلاثة محاور: الأول هو المحور الشمالي الغربي، حيث تتخذ من قرية فورو منطلقاً لهجماتها. والثاني هو المحور الشمالي الشرقي، والذي حققت قوات المعارضة تقدماً كبيراً فيه بسيطرتها على قريتي القرقور والمشيك وصولاً إلى بلدة الزيارة، التي باتت آخر نقاط سيطرة النظام على هذا المحور. والثالث هو المحور الشرقي، حيث تسيطر قوات المعارضة على قرية القاهرة وصولاً إلى منطقة تل واسط على بعد أربعة كيلومترات شرقاً من جورين فقط.
نقل المعركة إلى الحواضن
ويشير تقدم قوات المعارضة الكبير في المنطقة إلى اقترابها من تحقيق إنجاز كبير على المستوى العسكري والسياسي؛ فإذا سارت الأمور على المنوال نفسه، وواصلت تقدمها، فإن ذلك يعني ضرب النظام لأول مرة في وسط حاضنته الشعبية، حيث ستصبح بلدات شحطة وصلنفة والسقيلبية ومحردة وكل القرى المحيطة والتابعة لها، بمجرد سيطرة قوات المعارضة على جورين ومعسكرها، في مرمى نيران قوات المعارضة.
تقدّم يمهّد لنقل المعركة لأول مرة إلى جبال اللاذقية والقرى والبلدات الموالية للنظام جنوب سهل الغاب في ريف حماة، وبالتالي يفتح الباب واسعاً أمام موجات نزوح كبيرة للقرى والبلدات التي تحوي الحواضن الشعبية الأهم للنظام نحو مدن وبلدات الشريط الساحلي. وسيشكل ذلك ضغطاً غير مسبوق على النظام.
الفرق المتقاتلة
وتبرز حركة "أحرار الشام الإسلامية" كأكبر قوة معارضة تقاتل قوات النظام في منطقة سهل الغاب ضمن ائتلاف "جيش الفتح"، وهي تخوض المعركة بالاشتراك مع لواء الحق وفيلق الشام وجيش السنة ولواء صقور الجبل، الذي يملك صواريخ تاو أميركية الصنع، والفرقة 101 مشاة التابعة للجيش الحر والفرقة 111 مشاة التابعة للجيش الحر وجند الأقصى وجبهة النصرة وجبهة أنصار الدين وحركة أجناد الشام وغيرها من التشكيلات الصغيرة الأخرى.
اقرأ أيضاً: قيادي عسكري: معظم مقاتلي سهل الغاب من "حزب الله"
إلى جانب قوات النظام، هناك تشكيلات من القوات الخاصة التابعة للجيش السوري، وقوات النمر، وهي مليشيا مكونة من مقاتلين مفرزين من مختلف قطعات الجيش السوري وأفرع الاستخبارات السورية، وقوات حزب الله اللبناني وقوات لواء الفاطميين، المكون من مقاتلين شيعة أفغان، ولواء أبو الفضل العباس وحركة النجباء العراقيين، إضافة إلى تشكيلات مكونة من مقاتلين محليين منضوين في صفوف قوات "الدفاع الوطني" (الشبيحة) من أبناء البلدات والقرى الموالية للنظام بسهل الغاب وجبال اللاذقية.