يستأنف الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، لقاءاتهما في الأيام القليلة المقبلة، في انتظار انتهاء اجتماع الجامعة العربية حول عملية السلام، غداً الأربعاء، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وتبدو الولايات المتحدة، التي سيلتقي رئيسها باراك أوباما، اليوم بوزير خارجيته، جون كيري، مصممة على ضرورة توصل الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى اتفاق يقضي بإطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى، وتمديد مفاوضات السلام على الرغم من أن مجمل اللقاءات التي عقدت خلال الأيام الماضية، لم تنجح في تحقيق أي تقدم.
ووصف مصدر فلسطيني مسؤول، مداولات الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، التي جرت مساء أمس الاثنين، بالإيجابية والبناءة، على خلاف الجلسات السابقة، التي لم تخل من تهديدات لوزيرة القضاء الإسرائيلي، تسيفي ليفني، بفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية، حسب المصدر.
لكن هذه الايجابية لم يقابلها، وفقاً للمصدر نفسه، الذي رفض الكشف عن هويته، تقدم في المفاوضات. وأوضح أنه لم "يتم إحراز تقدم ملموس في اللقاء الثلاثي الذي عقد أمس الاثنين، بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية أميركية".
إلا أنه أشار إلى "طرح أفكار جديدة بتمديد المفاوضات لشهرين فقط"، وأنها "لاقت ردوداً إيجابية، وذلك كي يتم ترسيم حدود الدولة الفلسطينية". وأوضح أنها "واحدة من مجموعة أفكار طرحت لحث الطرفين على تحقيق تقدم". وأضاف المصدر، أن من بين الأفكار المطروحة أيضاً "تجميد الطرف الفلسطيني إجراءات الانضمام الى معاهدات دولية".
وقال المصدر الفلسطيني، لـ"العربي الجديد"، إنه سجّل "حلحلة ما" في الموقف الإسرائيلي إزاء الدفعة الرابعة من الأسرى، لكن من دون تحديد موعد بعينه لإطلاق سراحهم، مع طلب اسرائيل موافقة السلطة مجدداً على تمديد المفاوضات.
وختم المصدر حديثه بالقول: هناك مأزق والجميع معني بالخروج منه ليس بسبب إسرائيل فقط، بل لأن شعبنا ينتظر منا الكثير". وأضاف "لا نريد التنازل قبل تحقيق إنجاز ما، والدفعة الرابعة من الأسرى في حد ذاتها تمثل إنجازاً في الطريق نحو إنجازات أخرى".
من جهته، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لحركة "فتح"، ياسر عبد ربه، للإذاعة الرسمية الفلسطينية، صباح اليوم الثلاثاء، إن "فرص سحب طلبات الانضمام إلى المعاهدات الدولية غير وارد".
وكان مسؤول أميركي قال، عقب لقاء أمس، الذي استمر نحو ست ساعات، إن بلاده رتبت اجتماعاً بين المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين "بناء على طلب الطرفين، وذلك استكمالاً للجهود الحثيثة لحل الخلافات بينهما". وأوضح أنه على الرغم من أنه "لا تزال هناك فجوات، يظل الطرفان ملتزمين بتضييق تلك الفجوات".
ويخشى الفلسطينيون من أن فشل اللقاءات، قد يدفع إسرائيل إلى تطبيق عقوباتها على السلطة الوطنية، من قبيل احتجاز عائدات الضريبة، ومنع عملها في مناطق "ج"، بما في ذلك وقف جميع أعمال التطوير، والبناء الجارية فيها. يُضاف إلى ذلك التهديد بفرض حصار على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بعدما كان مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد صرّح في وقت سابق، أن عباس "بات منفصلاً عن الواقع".
ويقول عضو في المجلس الثوري لحركة "فتح"، إن "الطرف الفلسطيني يدرك خطورة وصعوبة الوضع الحالي، وهو يريد، كما الإسرائيليين، من ينزله عن الشجرة العالية التي تسلقها".
وأوضح المسؤول الفلسطيني، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن عباس "سيحاول إقناع العرب، في اجتماع مجلس وزرائهم، غداً الأربعاء، في القاهرة، باتخاذ قرار بتمديد المفاوضات كإعطاء فرصة (جديدة لمحادثات السلام)، في مقابل حصوله على الدعم العربي السياسي والمالي في مواجهة الصلف الإسرائيلي".