المقاومة انتصرت بقلوب أبنائها

23 يوليو 2014
+ الخط -


التهليل لانتصارات المقاومة الفلسطينية قائم، ومبرر، بل ومطلوب. وهو أقل ما تستحق المقاومة الباسلة، والجميل أنه قائم بعيداً عن فكر المحاصصة، والتقسيمات الحزبية، فالعدو واحد، والكل في مواجهته موحدون. الانتصارات على أرض الواقع قضّت مضجع إسرائيل، على الرغم من استمرار عدوانها على غزة. الانتصار لا يكون بعدد الشهداء، كثر أو قل، إنما بالحفاظ على الروح المجتمعية متماسكة صامدة مساندة للمقاومة، وأي اهتزاز في التكاتف الداخلي الشعبي في غزة يشكل خطراً على المقاومة. وهذا ما يتوجب تجنب الوصول إليه بأي ثمن.

المتابع يتأكد أن دور المجتمع الفلسطيني في غزة لا يقل أهمية عن المقاومة، وعن عناصر المقاومة العسكرية، الذين يستمدون صمودهم من جمهور المقاومة وأهلها في نهاية المطاف. وجاء أسر جندي إسرائيلي، ليشكل أحد أهم الضربات ذات الأثر المهم في المعادلة الميدانية والسياسية. كما يمكن استخدام هذا الفعل ورقةً رابحة في عملية تبادل أسرى مستقبلية، ومن أجل ضرب الرأي العام الإسرائيلي، وشرخ روحه، لينقلب على حكومته ويحرجها، ويضعف تضامنه مع جيشه المجرم، وليفقد ثقته بالأمان المزعوم، ما يسهم في تشجيع الرحيل عن إسرائيل، وكذلك العزوف عن المشاركة في حروبها مع المقاومة. الرأي العام الإسرائيلي لا يتأثر، بكمية الرصاص المطلق، أو الصواريخ الموجهة صوب غزة، أو بعدد الشهداء الفلسطينيين، حتى لو كان جُلهم من الأطفال، بل ما يهمه فقط هو عدد القتلى والمخطوفين الإسرائيليين فقط.

الصورة الجميلة التي نقلتها بعض وسائل الإعلام الحرة عن المقاومة أظهرت فرح الناس، نتيجة إعلان كتائب القسام أسرها للجندي الإسرائيلي، شاؤول آرون، في معارك مع جنود الاحتلال. وهو ما نفاه الجيش الإسرائيلي مطالباً الرأي العام الاسرائيلي عدم الالتفات للشائعات، وهذا ليس جديداً في السلوك الإسرائيلي، الذي لم يعلن يوماً عن خسائره الحقيقية التي تكبدها على يد رجال المقاومة، حفاظاً على سمعته العسكرية، وإبقائه على أسطورة أنه جيش لا يقهر، مع أن تفنيد هذه الأسطورة وقع، غير مرة، في التاريخ القريب، وعلى يد المقاومة، ليس على يد جيوش الديكتاتوريات العربية.

ببساطة، ومن دون تمحيص، لأن نبض الشارع الفلسطيني، خصوصاً في غزة، واضح، وحركة الشارع الصهيوني ووجوه حلفائه واضحة، المقاومة منتصرة في قلوب أبنائها وأهلها، وخطف الجندي جاء ليكلل هذه البهجة، كما قتل جنود من نخبة جيش الاحتلال على أبواب غزة، من دون أن يدخلوها، ولن يدخلوها بعون الله وعزيمة المقاومة.

avata
avata
خالد عياصرة (الأردن)
خالد عياصرة (الأردن)