وفيما اعتبر في البداية مؤيداً لمفاوضات السلام مع حكومة كابول، لكنه رفض مراراً الجلوس إلى طاولة مفاوضات بمجرد استلامه قيادة الحركة.
ويرى مراقبون أن منصور كان الخيار الواضح لخلافة الملا عمر، القائد العسكري والديني ذي العين الواحدة الذي قاد حركة طالبان حتى وفاته قبل عامين.
وولد منصور، كما الملا عمر، في ولاية قندهار، جنوب أفغانستان، مطلع الستينيات، وكان عنصراً في الحركة منذ تأسيسها، وهو زعيمها الفعلي بحكم الأمر الواقع منذ عام 2013، بحسب مصادر في طالبان.
وعلى غرار ملايين الأفغان الذين فروا هرباً من الاحتلال السوفياتي، أمضى منصور جزءا كبيرا من حياته في باكستان.
وخلال تواجده هناك أقام مع مرور الوقت صلات مع أجهزة الاستخبارات الباكستانية. وشغل منصور منصب وزير الطيران المدني في حكومة طالبان التي تسلمت الحكم في أفغانستان عام 1996.
لكنه عاد وهرب مرة أخرى إلى باكستان بعد إزاحة الحركة عن الحكم في عام 2001، عقب التدخل العسكري الدولي الذي قادته الولايات المتحدة في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر.
وأظهر الملا منصور حنكة في التنقل داخل مختلف هيئات حركة "طالبان"، من القيادة المركزية، وصولاً إلى رأس الهرم. كما حل مكان الملا يعقوب، أحد أبناء الملا عمر الذي رشحه البعض لخلافة والده، غير أن بعضاً آخر اعتبره صغير السن (26 عاما) وتنقصه الخبرة لتولي هذه المسؤولية.
بدايات الملا منصور كزعيم للحركة كانت صاخبة. إذ اتهم بالتستر على وفاة الملا عمر، فيما دانه آخرون لعدم احترامه عملية الخلافة.
ووفق مراقبين فإن "الملا منصور كان مسؤولاً عن الاستراتيجية الهجومية الحالية لطالبان، بهدف ترسيخ سلطته التي تواجه معارضة عدد من كوادر الحركة المستائين من عملية تعيينه".
وكان يتعين عليه من جهة أخرى أن يوقف تمدد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في أفغانستان الذي كثف عمليات تجنيد عناصر من "طالبان" خاب أملهم إزاء أداء القيادة.
وفي حزيران/ يونيو، حذّر الملا منصور زعيم تنظيم "الدولة الاسلامية"، أبو بكر البغدادي، من أي محاولة للتمدد في بلاده، وذلك بعد اشتباكات في شرق البلاد بين التنظيمين.