الملك سلمان والأقصى

02 ديسمبر 2018
+ الخط -
عامٌ مضى على إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نقل سفارة بلاده لدى الاحتلال الإسرائيلي من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
عامٌ وأنا أفكّر وأنتظر وأتساءل: ماذا سيفعل ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز، لينقذ القدس؟ متى سيسحب الاستثمارات السعودية التي تقدر بتريليون دولار من أميركا؟ ماذا ينتظر وكيف سيكون ردُّ المملكة العربية السعودية؟
كلّ يومٍ أتابع قناة العربية السعودية بشغف، أنتظر قراراً سعوديّاً حاسماً ينصر القدس، إلّا أنّ الواقع كان مريراً، خصوصاً بعد أن اتجهت دولٌ خليجية جديدة للتطبيع، بطريقةٍ أو بأخرى.
في الذكرى السنوية الأولى لقرار نقل السفارة الأميركية، يتبادر إلى ذهني سؤال: ألا يحلم الملك سلمان بركعتين في المسجد الأقصى قبل وفاته؟
تاريخياً، لم يجرؤ ملكٌ سعوديٌ على مجابهة الغرب، إلّا الملك فيصل بن عبد العزيز، الذي قطع النفط عن الغرب خلال حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973، ليس هذا فقط، بل أمر قوّات سعوديةً بالمشاركة في المعركة على الجبهة السوريّة.
قطع النفط جعل الحكومات الغربية تتخبّط جزعاً من أزمة طاقةٍ لاحت في أفقهم (الرحب)، لتُرسل أميركا وزير خارجيتها آنذاك، هنري كيسنجر، الذي بدأ حديثه مع الملك فيصل بمداعبةٍ قائلاً "إنَّ طائرتي تقف هامدةً في المطار بسبب نفاد الوقود، فهل تأمرون جلالتكم بتموينها، وأنا مستعدٌ للدفع بالأسعار الحرة".
وكان جواب الملك له تاريخياً: "وأنا رجلٌ طاعنٌ في السن، وأمنيتي أن أصلي ركعتين في المسجد الأقصى قبل أن أموت، فهل تساعدني على تحقيق هذه الأمنية؟".
فيما بعد، وكالعادة، جاءت الخيانة من الداخل، حين قُتل الملك فيصل على يد أميرٍ يدعى فيصل بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود، ليكون أول وآخر ملكٍ سعوديٍّ حقيقي.
عامٌ على نقل السفارة ولم يتحرك الملك سلمان بعد، والأنكى تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المتكرّرة عن حماية الولايات المتحدة السعودية في مقابل دفعها الجزية، وكأنَّ السعودية دولةٌ ضعيفة لا أحد يحميها، مع العلم أنّ أكثر من ملياري مسلمٍ لن يتكاسلوا عن الحرب لعيون أرض الحرمين الشريفين.
حين قطع فيصل البترول عن الغرب، كان عمر الملك سلمان 38 عاماً، أي أنّه عاصر تلك الفترة، واليوم يبلغ 82 عاماً، وأيّ مسلمٍ في هذا العمر كان ليحلم بركعتين في الأقصى، وفي الغالب كان ليتمنى الموت شهيداً دفاعاً عن فلسطين، فما بال سلمان؟ وهل ينتظر أن يعيش فترةً أطول، لكي يبدي موقفاً عظيماً تذكره فيه الأمةُ الإسلامية، كموقف الملك فيصل رحمه الله؟
FD7EEC62-BFF9-4AE2-A790-04834AFF6FBB
FD7EEC62-BFF9-4AE2-A790-04834AFF6FBB
محمد صفو
صحفي سوري مقيم في فرنسا، عمل كمقدم إذاعي ومحرّر في عدّة وسائل إعلامية سورية وعربية.
محمد صفو