يجاهر الملياردير اليهودي حاييم سابان، أحد أباطرة الإعلام في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، وأحد أكثر الأشخاص تأثيراً على الحلبة السياسية الداخلية في الولايات المتحدة، أن تركه إسرائيل والاستقرار في الولايات المتحدة جاء فقط من أجل تحقيق مصالح إسرائيل الحيوية وضمان عدم المساس بها. ويؤكد سابان، اليهودي المصري الذي ولد في الإسكندرية وغادرها إلى فلسطين المحتلة، وهو ابن 12 عاماً، ويعد أكثر الممولين لحملات مرشحي الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية وانتخابات الكونغرس سخاء، أن الصهيونية هي التي تحرك وتوجه أنشطته الاقتصادية والإعلامية والجماهيرية.
ولا شك في أن أكثر المظاهر التي تدلل على عمق تأثير سابان على الحلبة السياسية الداخلية الأميركية يتمثل في المؤتمر السنوي الذي ينظمه في واشنطن، ويطلق عليه "منتدى سابان"، والذي يتحول إلى تظاهرة تأييد ومناسبة يجدد فيها رؤساء أميركا من الديمقراطيين وأركان إداراتهم وكبار الموظفين وممثلو الحزب الديمقراطي في الكونغرس بمجلسيه والنخب العسكرية في الاحتياط المؤيدة للحزب التأكيد على "عمق" التزامهم بمصالح إسرائيل وأمنها. وعلى الرغم من أن أركان اليمين في إسرائيل يميلون للحزب الجمهوري، إلا أن سابان يحرص على دعوة الوزراء والنواب وقادة الأحزاب اليمينية الإسرائيلية، إلى جانب ممثلي أحزاب اليسار والوسط للمشاركة في المنتدى، ليكونوا شهود عيان على التزامات الديمقراطيين.
ويعتبر سابان، الذي تقدر ثروته بـ 3.4 مليارات دولار، الأكثر قرباً من المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية، هيلاري كلينتون، بسبب تمويله السخي حملاتها، إلى جانب علاقة الصداقة التي تربطهما. وتشير "معاريف" إلى أن كلينتون حصلت من سابان على 10 ملايين دولار مطلع العام 2016 فقط، في حين دفع لها مبالغ أضخم في حملاتها السابقة. وحسب الصحيفة، فإن سابان يشارك شخصياً في الحملة الانتخابية لكلينتون، حيث يشرح لليهود في الولايات المتحدة وللإسرائيليين مدى إسهام انتخابها في دعم وتعزيز مصالح إسرائيل الحيوية. ويحاجج سابان، أن كلينتون ستكون أكثر حرصاً من المرشح الجمهوري، دونالد ترامب على أمن إسرائيل ومنعتها وضمان تفوقها النوعي على دول المنطقة. ويحذر اليهود من التصويت لترامب، ويحاول إقناع الإسرائيليين بعدم الرهان عليه، حيث يقول إن "ترامب لا يمكن توقعه، فلا يمكن أن تعرف على وجه اليقين أيّ نسخة من ترامب تتلقى في النهاية". ويضيف: "من خلال معرفتي القريبة جداً بكلينتون، ومن خلال لقاءات تجمعني بها في أوقات متقاربة، فإنني لا أزعم فقط أنها تحب إسرائيل من أعماق قلبها، بل إنها أيضاً، تعي خريطة المصالح الإسرائيلية، وتؤكد الالتزام بها أكثر من أي سياسي أميركي آخر".