طوى عام 2018 أوراقه. التوقعات الفلكيّة تحولت إلى عرف سنوي للعرض على المحطات اللبنانية ليلة رأس السنة، من أجل التسابق على مشهد التشويق في علم الغيب ومعرفة المستقبل.
تتجه بعض المحطات دون رقابة ذاتية، إلى استغلال المنجّمين ليلة رأس السنة. بعض المعلومات تتحدث عن أن بعض الفلكيين يضعون شروطاً خاصة على المحطة، تقضي مثلاً بحصرية استقبال منجم واحد دون البقية، كما هو حال ميشال حايك، الذي يشترط أن تكون توقعاته على شاشة واحدة، بما يصفه بأنه "حصري".
هذا الانفلات من قواعد اللعبة بين المحطة والمتلقي، يؤدي إلى غسل دماغ بعضهم من خلال التكرار اليومي لهذه التوقعات. ما يغلب سيناريو تغييب العقل على حساب القشور، مستفيدين من ثغرة المجتمع المتأزم ثقافياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً.
تبارت المحطات هذه السنة على بعض المنجمين المعروفين، مع وجود التناقض نفسه كل سنة. ليلى عبد اللطيف وميشال حايك وسمير طنب ومايك فغالي، أربعة منجمين، لا يُعرف أين درسوا علوم الغيب. كل ما نعرفه أنهم نزلوا علينا بالمظلات على الشاشات قبل سنوات، وأصبحوا عُرفاً سنوياً. أحياناً لا يلتزم الإعلام بهم، أو يكتفي بمقابلة واحدة نهاية العام. تطل ليلى عبد اللطيف من خلال باقي مواسم السنة، لتُدلي بدلوها، وتبوح ببعض التوقعات.
تحولت ليلة رأس السنة إلى ليلة للتوقعات والألعاب والربح على الشاشات اللبنانية، وخصوصاً بعد غياب المغنين. التنجيم أصبح مباراة في التحليل السياسي أو الأمني، بناءً على معطيات واقعية. تعتقد للوهلة الأولى أنك أمام محلل سياسي يتحدث عن تشكيل الحكومة اللبنانية بداية، ويعرّج على دول الخليج العربي، ثم الولايات المتحدة. يتحدى بتوقعاته الحديث عن كارثة أو انفجار بركان، أو سقوط طائرة، إلى مجموعة من التوقعات لأشهر السياسيين والفنانين. التوقعات لا تخرج أيضاً عن الإطار التحليلي، كالتوقع برحيل مجموعة من الحكام العرب. لكن، أين الجديد في هذا الكلام؟ معظم الحكام العرب، أصلاً، تقدموا في السنّ. بعضهم رحل، وآخرون ينتظرون. تحاول ليلى عبد اللطيف مثلاً حصر عدد المسؤولين العرب، الذين سيرحلون في السنة الجديدة، وتقول: "سيتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة". يعلو صوت مضيفها "أوووف"، ثم تجزم بوفاة فنان عربي له مكانته وشهرته هذه السنة أيضاً، فيردّ عليها متابعون، على المواقع البديلة، بأن السيدة فيروز والفنان صباح فخري هما المقصودان هذه السنة، بعدما اعتزلا الغناء ويعانيان من تعب صحي.
ويتساءل آخر، ماذا يعني أن تقول "مُنجمة" بأن الفنان فضل شاكر، سيعود هذه السنة للغناء؟ والواقع أنه عاد للغناء، وكذلك الكلام عن خضوعه لمحاكمة قانونية، وهو يخضع لذلك، وصدر الحكم بسجنه 15 عاماً، بعد حكمٍ آخر قبل سنوات قضى بسجنه مؤبداً. ثمَّة استخفافٌ بعقول المشاهدين ليلة رأس السنة، يفتح السجالات على مواقع التواصل الاجتماعي. وتنقل بعض المواقع الإلكترونية مجموعة التوقعات هذه، لكسب دخول الزوار.
اقــرأ أيضاً
يذكر أن المادّة 768 من قانون العقوبات في القانون اللبناني تنصّ على المعاقبة بالتوقيف والغرامة من يتعاطى، بقصد الربح، مناجاة الأرواح والتنويم المغناطيسي والتنجيم وقراءة الكف وورق اللعب، وكل ما له علاقة بالغيب، ويعاقب المنجّم بالحبس والغرامة.
تتجه بعض المحطات دون رقابة ذاتية، إلى استغلال المنجّمين ليلة رأس السنة. بعض المعلومات تتحدث عن أن بعض الفلكيين يضعون شروطاً خاصة على المحطة، تقضي مثلاً بحصرية استقبال منجم واحد دون البقية، كما هو حال ميشال حايك، الذي يشترط أن تكون توقعاته على شاشة واحدة، بما يصفه بأنه "حصري".
هذا الانفلات من قواعد اللعبة بين المحطة والمتلقي، يؤدي إلى غسل دماغ بعضهم من خلال التكرار اليومي لهذه التوقعات. ما يغلب سيناريو تغييب العقل على حساب القشور، مستفيدين من ثغرة المجتمع المتأزم ثقافياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً.
تبارت المحطات هذه السنة على بعض المنجمين المعروفين، مع وجود التناقض نفسه كل سنة. ليلى عبد اللطيف وميشال حايك وسمير طنب ومايك فغالي، أربعة منجمين، لا يُعرف أين درسوا علوم الغيب. كل ما نعرفه أنهم نزلوا علينا بالمظلات على الشاشات قبل سنوات، وأصبحوا عُرفاً سنوياً. أحياناً لا يلتزم الإعلام بهم، أو يكتفي بمقابلة واحدة نهاية العام. تطل ليلى عبد اللطيف من خلال باقي مواسم السنة، لتُدلي بدلوها، وتبوح ببعض التوقعات.
تحولت ليلة رأس السنة إلى ليلة للتوقعات والألعاب والربح على الشاشات اللبنانية، وخصوصاً بعد غياب المغنين. التنجيم أصبح مباراة في التحليل السياسي أو الأمني، بناءً على معطيات واقعية. تعتقد للوهلة الأولى أنك أمام محلل سياسي يتحدث عن تشكيل الحكومة اللبنانية بداية، ويعرّج على دول الخليج العربي، ثم الولايات المتحدة. يتحدى بتوقعاته الحديث عن كارثة أو انفجار بركان، أو سقوط طائرة، إلى مجموعة من التوقعات لأشهر السياسيين والفنانين. التوقعات لا تخرج أيضاً عن الإطار التحليلي، كالتوقع برحيل مجموعة من الحكام العرب. لكن، أين الجديد في هذا الكلام؟ معظم الحكام العرب، أصلاً، تقدموا في السنّ. بعضهم رحل، وآخرون ينتظرون. تحاول ليلى عبد اللطيف مثلاً حصر عدد المسؤولين العرب، الذين سيرحلون في السنة الجديدة، وتقول: "سيتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة". يعلو صوت مضيفها "أوووف"، ثم تجزم بوفاة فنان عربي له مكانته وشهرته هذه السنة أيضاً، فيردّ عليها متابعون، على المواقع البديلة، بأن السيدة فيروز والفنان صباح فخري هما المقصودان هذه السنة، بعدما اعتزلا الغناء ويعانيان من تعب صحي.
ويتساءل آخر، ماذا يعني أن تقول "مُنجمة" بأن الفنان فضل شاكر، سيعود هذه السنة للغناء؟ والواقع أنه عاد للغناء، وكذلك الكلام عن خضوعه لمحاكمة قانونية، وهو يخضع لذلك، وصدر الحكم بسجنه 15 عاماً، بعد حكمٍ آخر قبل سنوات قضى بسجنه مؤبداً. ثمَّة استخفافٌ بعقول المشاهدين ليلة رأس السنة، يفتح السجالات على مواقع التواصل الاجتماعي. وتنقل بعض المواقع الإلكترونية مجموعة التوقعات هذه، لكسب دخول الزوار.
يذكر أن المادّة 768 من قانون العقوبات في القانون اللبناني تنصّ على المعاقبة بالتوقيف والغرامة من يتعاطى، بقصد الربح، مناجاة الأرواح والتنويم المغناطيسي والتنجيم وقراءة الكف وورق اللعب، وكل ما له علاقة بالغيب، ويعاقب المنجّم بالحبس والغرامة.