تمكّن شباب مسلمون وصرب من تجاوز الهوّة بين الجماعتين في البوسنة، بأن ألّفوا فرقة موسيقية لبثّ الحياة في هذه المدينة المثخنة بالجراح. فقد عرض معمر سيفيتش وفاروق سميلوفيتش على موسيقييَن صربيَّين، هما رايد ماركوفيتش وميروسلاف أندريتش، أن يعملوا معًا.
يقول ميروسلاف أندريتش، عازف الباص: "لا يمكنك إرضاء أحد على الإطلاق. دائما 50 في المائة من الناس سيحاولون توجيه الانتقادات إلى ما تقوم به. لكنّنا لا نهتم لما يقولونه. نعتقد أنّ هذه الفكرة جيّدة، وكلّ ما نفعله هدفه تقديم صورة مختلفة عن سيربرينيتسا".
وما زالت سيربرينيتسا، بعد 19 عاما من المجزرة، تشبه مدينة الأشباح، إذ لا يسكنها أكثر من ألف نسمة من المسلمين والصرب، ويصل العدد إلى ستة آلاف إذا احتسبنا المناطق المجاورة. في حين أنّ عدد سكّانها قبل الحرب كان يصل إلى 37 ألفًا، ثلاثة أرباعهم من المسلمين. أمّا اليوم فإنّ الصرب صاروا يشكلون أغلبية بسيطة، في مدينة شبه مهجورة، معظم متاجرها مقفلة، ومعظم شبابها يهربون منها بحثًا عن عمل.