لكن هناك قوى أبدت ندمها بشكل واضح، من بينها حركات ثورية شاركت ودعت وحشدت للتظاهرات آنذاك، فيما قدم بعض المحسوبين على حركة "تمرد" اعتذاراً للشعب عن تلك الاحتجاجات، التي لم تكن متوقعة.
وبعيداً عن فكرة الشعور بالندم، اتفق قطاع كبير من الداعين للخروج على مرسي في 2013، على أن كل ما حدث عقب عزله عن الحكم عودة للوراء، إذ جرى استغلال حراك الشباب من الجيش.
وأكدوا أن ما حدث في ذلك التاريخ، هو انقلاب وارتداد على مبادئ ثورة 25 يناير، متهمين النظام الحالي بالعودة بمصر إلى ما قبل 24 يناير 2011.
اقرأ أيضاً: طيف اغتيال بركات يهيمن على تحركات 30 يونيو اليوم
وحتى مع عدم إبداء قوى كثيرة حالة الندم، لكن هذا المعسكر الداعم لعزل مرسي والمساند للمؤسسة العسكرية ووزير الدفاع حينها عبد الفتاح السيسي، تفكك بالفعل، وباتت القوى المؤيدة بشدة للرئيس الحالي السيسي، توجه له انتقادات كبيرة على خلفية الأوضاع المعيشية السيئة للغاية، وارتفاع الأسعار، وزيادة معدلات البطالة بين الشباب، وعودة ممارسات وزارة الداخلية في التنكيل بأي معارض للنظام الحالي، والوعود التي لم تتحقق، وعدم وجود رؤية للحكومة الحالية في حل الأزمات.
ويعد الحراك من قبل هذا المعسكر المتفكك، أخطر على النظام الحالي من التيار الإسلامي وأنصار مرسي، خصوصاً أن المعسكر كان مؤيداً للسيسي، ولكنه انقلب عليه بفعل سياساته التي هي أقرب إلى مبارك.
من أوائل من أبدى ندمه صراحة، حركة 6 أبريل - جبهة أحمد ماهر، الذي قال إن "الحركة أخطأت حينما شاركت، تواجدنا في كافة أنحاء البلاد اعتقاداً بأنها ثورة التصحيح".
وأضاف ماهر، في فيديو منسوب له، أن "ما يحدث حالياً من تطبيق قانون التظاهر واستخدام القوة يعيد للأذهان صورة النظام القديم لمبارك وأعوانه، وأن ما تم ترويجه بكون ما حصل ثورة تصحيح هو كذب".
وتبع ماهر، في موقفه، بعض من الشباب المشارك في حركة "تمرد"، ولكن انفصل عنها، على خلفية الحديث عن شبهات مالية تلقّاها بعض الأعضاء بالمكتب السياسي.
وقدم أحد أعضاء اللجنة الإعلامية ورئيس تحرير موقع "تمرد" الإلكتروني، خلال تلك الفترة، عمرو بدر، اعتذاره للشعب المصري، من جراء ما حدث في 30 يونيو وما تبعه من انقضاض على ثورة الشعب المصري.
وقال بدر، في أحد الحوارات الصحافية، فوجئت بـ"سيطرة المؤسسة العسكرية على الأوضاع في البلاد، وبنظام يعتبر امتداداً لنظام مبارك".
اقرأ أيضاً: سياسيون: تفجير موكب بركات قبل 30 يونيو يفيد النظام
ومن هذا المنطلق، بدأ بدر ومجموعة من الناشطين السياسيين، بينهم علاء الأسواني، في تشكيل حركة تسمى "بداية"، وهي معارضة لنظام السيسي، من زاوية إما أن يلتزم بخط ثورة يناير أو إسقاطه.
في المقابل، لم يعلن علاء الأسواني، ندمه بشكل صريح على المشاركة في 30 يونيو، رغم الانتقادات التي يوجهها للنظام الحالي، بل قال في إحدى تغريداته على "تويتر"، إنه لم يندم على مشاركته.
وشبّه الأسواني، ما حدث في تلك التظاهرات، قائلاً: "أجرت شقتي لشخص، فمزق العقد واستولى على الشقة، فاستدعيت الشرطي، فطرد المستأجر واستولى على الشقة. سأنتزع حقي كاملًا".
اقرأ أيضاً: "نكسة 30 يونيو.. إنزل غيّر مسارك" في ميادين مصر