وقال الناشط الإعلامي عمر عبد الرحمن، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات النظام السوري واصلت هجومها، لليوم الثالث على التوالي، في مدينة التل، حيث تحاول اقتحام المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة من محوري وادي موسى والرّويس".
وأشار إلى أنّه "تم اليوم منع الأهالي من الوصول لفرن الخبز في منطقة حرنة، المسيطر عليها من قبل قوات النظام السوري داخل مدينة التل، بينما قامت الأخيرة، أيضاً، باعتقال عدد من المدنيين على حواجزها في المدينة، تزامناً مع قصف على المواقع الخاضعة لسيطرة المعارضة".
وفي السياق، تحدّثت مصادر محلية لـ"العربي للجديد" أنّ "الاشتباكات العنيفة بين المعارضة وقوات النظام، تركزت على الجبهات الشرقية من المدينة، واستطاعت المعارضة صد هجوم النظام، وقتلت وجرحت عدداً من العناصر".
بدوره، اعتبر الائتلاف السوري، في بيان له، أنّ "الصمت الدولي على الواقع اليومي الرهيب في سورية، يمثل تمهيداً لمزيد من القتل والتهجير، ولا يمكن في هذا السياق تجاهل مخططات النظام الرامية لاقتحام المدينة وتفريغها، كما لا يمكن لأحد أن يتصور المدى الذي يمكن أن يذهب إليه، من أجل تحقيق تلك الخطط".
وشدد الائتلاف على أن "مسؤوليات المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة، تحتم عليهم توجيه رسائل للضغط على النظام وحلفائه، وتحذيره من عواقب وشيكة، ودفعه للالتزام بالقرارات الدولية، وتلبية متطلبات الحل السياسي".
وندد الائتلاف بما تتعرض له مدينة التل من "قصف عنيف بالمدافع والبراميل المتفجرة، بالتزامن مع محاولات اقتحام متكررة من قبل نظام الأسد، في ظل تصعيد جديد يأتي رغم موافقة فصائل الجيش السوري الحر على الدخول في جولة مفاوضات جديدة".
وندّد الائتلاف أيضاً، في بيانه، بـ"القصف والحصار المستمر منذ أكثر من عام ونصف على مدينة التل، في محاولة لتهجير السكان بسلاح التجويع وقطع الماء والكهرباء ونشر الحواجز وترويع المدنيين".
كما حذّر "من غدر النظام وإجرامه وخرقه المستمر للهدن، خاصة وأن جانباً من هجومه على التل يأتي انتقاماً من أبنائها الذين استقبلوا النازحين من مدن الغوطة الشرقية التي تستمر في صمودها الأسطوري بوجه مجازر الأسد المتكررة".
وتأتي محاولة النظام اقتحام مدينة التل، للمرّة الأولى منذ عامين، إثر فشل الطرفين في الوصول إلى اتفاق "مصالحة" بعد أيام من المفاوضات.
وتقول مصادر في مدينة التل إن النظام يخيّر أهالي المدينة بين ثلاث مصائر هي التهجير مثل أهالي داريا، أو المصالحة والتهجير كما حدث في مدينة قدسيا، أو الموت جوعاً وقصفاً.