عادت الليرة السورية لمسارها النزولي، الذي بدأته منذ اندلاع الثورة في مارس/ آذار 2011، بعدما استوعبت السوق كميات النقد الأجنبي التي ضخها المصرف المركزي الأسبوع الماضي.
وتراجع سعر صرف الدولار في سورية، بنهاية الأسبوع الماضي، لساعات قليلة إلى عتبة 302 ليرة للدولار الواحد في أسواق دمشق، بعد تدخل المصرف المركزي، الثلاثاء الماضي، بضخ عملة صعبة للشركات ومحال الصرافة بسعر 290 ليرة للدولار، لكنه سرعان ما عاود الارتفاع ليسجل الدولار، أمس الأحد، نحو 311 ليرة.
وقال المحلل الاقتصادي، علي الشامي: إن السوق سرعان ما امتص الـ50 مليون دولار من شريحة الـ200 مليون دولار التي كان المركزي أعلن عن ضخها مطلع الشهر الجاري، وذلك نتيجة النقص الحاد في العملات الأجنبية الذي تعاني منه أسواق الصرف.
وأضاف الشامي، لـ"العربي الجديد": سرعان ما امتص السوق المتعطش "الدولارات"، وخاصة أن تدخل المركزي كان عبر مدن دمشق واللاذقية والسويداء وطرطوس وحلب، ليعاود الدولار الارتفاع هذا الأسبوع لنحو 315 ليرة في حلب و313 ليرة في السويداء و313 ليرة في إدلب، ويراوح بأسواق المرجة والحريقة بدمشق عند عتبة 311 ليرة للدولار، بسبب السطوة والرقابة الأمنية.
ومن ريف إدلب، يقول الصراف عبد الرحمن درويش: تخوّف الناس، الأسبوع الماضي، من الخسائر بعد إعلان المصرف المركزي عن تدخلاته، وبعد فترة قصيرة من التردد والجمود عاود الدولار مجدداً للارتفاع.
وأضاف: "بعنا الدولار، نهاية الأسبوع الماضي، بـ313، وأتوقع الارتفاع هذا الأسبوع لنحو 325 ليرة للدولار" .
وأشار درويش، خلال اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إلى تراجع التعامل بالليرة السورية في ريف إدلب وانتشار التعامل بالليرة التركية والدولار والعملات الخليجية، بسبب قلة الثقة بالعملة السورية وعدم ثبات سعرها.
وفي حين حاولت وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري منح الطمأنينة للمواطنين جراء تدخل "المركزي" وترويجها أن السعر سيهبط خلال الأيام المقبلة إلى ما دون 300 ليرة، بدأت حملة على حاكم مصرف سورية المركزي، أديب ميالة، تحمّله المسؤولية عن تراجع سعر الصرف وعدم جدوى التدخل المباشر، كما نشرت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم في سورية.
اقرأ أيضاً: نظام الأسد يوزع التّهم بسبب تراجع سعر صرف الليرة