شنّت قوات النظام السوري، والمليشيات الأجنبية الداعمة لها، هجوماً جديداً، على حي جوبر بريف العاصمة دمشق، اليوم الأحد، بينما تتواصل الاشتباكات بين النظام وتنظيم "داعش" الإرهابي في ناحية عقيربات بريف حماة، وسط البلاد، مع استمرار حصار المدنيين.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إنّ الهجوم أسفر عن اندلاع اشتباكات عنيفة مع المعارضة السورية، على جبهة المتحلّق الجنوبي، في محيط حي جوبر.
وأضافت المصادر أنّ قصفاً مدفعياً وصاروخياً تخلّل تلك الاشتباكات، دون أن تحقّق قوات النظام أي تقدّمٍ يُذكر.
وذكر "المكتب الإعلامي لحي جوبر"، أنّ نحو ثمانية صواريخ سقطت، ليل أمس السبت، على الحي، ما أسفر عن حدوث حرائق كبيرة.
وقصفت قوات النظام، حي جوبر، بصواريخ أرض- أرض محملة بمادة النابالم الحارقة، فضلاً عن عشرات قذائف المدفعية، دون ورود أنباء عن خسائر بشرية، حتى الآن.
وكانت قوات النظام قد شنّت، أمس السبت، هجوماً مماثلاً على حي جوبر، وسط سعيها لعزله عن قرى وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق، إذ يُعتبر الحي آخر معاقل المعارضة السورية في العاصمة دمشق.
وفي سياقٍ آخر، استمرّت المعارك العنيفة بين قوات النظام السوري، وتنظيم "داعش" على جبهات عقيربات والنعيمة في ريف حماة الشرقي، وسط سورية.
وبحسب ناشطين، فإنّ المعركة لم تُحسم حتّى الآن، حيث تحاول قوات النظام إبعاد "داعش" عن هذه المنطقة الاستراتيجية، نحو محافظة دير الزور، شرقي سورية.
وأمس السبت، قال المجلس المحلي في عقيربات، في بيان، إنّ "قوات النظام تحاصر حوالى عشرة آلاف مدني في المنطقة، منذ 12 أغسطس/آب الماضي، وتواصل التقدم من عدة محاور، وتقسيم المنطقة إلى جيوب لتسهل السيطرة عليها"، مشيراً إلى أنّه كان للطيران الروسي "الدور الأكبر" في تحقيق هذا التقدّم.
وفي محافظة الرقّة شمالي سورية، شنّت طائرات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، عدّة غاراتٍ جوية على جامع النور في مدينة الرقّة، ما أدّى إلى تدميره بشكلٍ كامل، دون ورود أي أنباء عن خسائر بشرية.
كما تجدّدت الاشتباكات العنيفة اليوم الأحد، بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) و"داعش" في الأحياء السكنية داخل مدينة الرقّة، وسط أنباء عن تقدّم جديد لـ "قسد".
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن المعارك تجدّدت منذ فجر اليوم وتركّزت في أطراف حي الدرعية الاستراتيجي في المدينة.
وأوضحت المصادر أن الاشتباكات تزامنت مع قصفٍ مدفعي وصاروخي من "قسد" على الأحياء التي يسيطر عليها التنظيم، مشيرةً إلى أن مقاتلات التحالف الدولي شنّت سلسلة غارات جوية على مواقع التنظيم في حي الدرعية، من دون ورود أنباء عن حجم الخسائر البشرية.
وسيطرت "قوات سورية الديمقراطية" في الأيام الماضية، على أجزاء واسعة من حي الدرعية الواقع جنوب غرب المدينة، إضافةً إلى سيطرتها على عدّة أحياء سابقاً، وذلك وفق بيان رسمي أعلنت "قسد" خلاله عن سيطرتها على 65 في المائة من المدينة.
وتُساند طائرات "التحالف الدولي" تقدّم قسد عبر تقديم تغطية جوّية مكثّفة، وسط غياب المعلومات الدقيقة حول مصير أكثر من 20 ألف مدني ما زالوا عالقين في الأحياء التي يسيطر عليها التنظيم في الرقّة وهي، حي المرور، والبريد، النهضة، والأمين، والروضة وحي الرميلة.
وفي دير الزور، شنّت طائرات تابعة لـ"التحالف الدولي" وطائرات أُخرى يُعتقد أنها روسية، سلسلة غاراتٍ جوية على عدّة مواقع في ريف المحافظة، التي وصلت قوات النظام إلى محيطها أمس السبت.
وقالت مصادر ميدانية لـ "العربي الجديد"، "إن طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي، استهدفت بغارة جوية سيارة تابعة لتنظيم داعش، بالقرب من مفرق الطوب الواقع على طريق دير الزور – الميادين، ما أسفر عن مقتل كل من كان داخل السيارة".
وأضافت المصادر، أن طائرات حربية يُعتقد أنّها روسية، استهدفت ناحية صور في ريف دير الزور، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين، دون معرفة عدد هذه الإصابات وحجمها.
وشنّت طائرات حربية تابعة للنظام السوري عدّة غارات جوية، على ناحية "التبني" في ريف دير الزور ليل أمس السبت، فيما ألقى الطيران المروحي عدّة براميل متفجّرة على الناحية ذاتها، وتركّزت على شارعي "البتير والطحامرة"، ما أسفر عن تدمير هذين الشارعين بشكلٍ شبه كامل، وفقاً لموقع "فرات بوست" المعني بتوثيق الأخبار اللحظية لمحافظة دير الزور.
وقال الموقع: "إن مجهولين قامو بمهاجمة عناصر لتنظيم داعش في بلدة الشحيل، ليل أمس السبت، حيث دارت اشتباكات عنيفة استُخدمت خلالها مضادات الطيران الأرضية من نوع 12.5، استمرت حتى بعد منتصف الليل، دون معرفة الجهة المُهاجمة ونتيجة الهجوم.
وباتت قوات النظام السوري على بُعد 25 كيلومتراً من مدينة دير الزور، حيث يحاصر التنظيم قوات النظام الموجودة داخلها، وتمكّنت قوات النظام من الوصول إلى مشارف محافظة دير الزور، بعد سيطرتها على جبل البشري الاستراتيجي وقريتي رجم الهجانة وجبل صفية بريف دير الزور الغربي، قادمة من ريف حمص الشرقي.