وأفادت مصادر جنوب دمشق، لـ"العربي الجديد"، بأن "الغارات الجوية استهدفت، صباح اليوم، بشكل خاص منطقة المخيم القديم، ومدينة الحجر الأسود، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي من ثكنة سفيان الثوري وأبراج القاعة، التي استهدفت الأبنية السكنية في شارع 30 وأطراف التضامن، تمهيداً، كما يبدو، لاقتحام المنطقة"، مضيفةً "كذلك، ألقت مروحيات النظام السوري براميل متفجرة على مخيم اليرموك، فيما حلقت طائرة استطلاع في سماء المنطقة".
في المقابل، قالت مصادر موالية للنظام إنّ عملية الاقتحام بدأت بالفعل "على محاور الحجر الأسود والقدم ومخيم اليرموك، بالتزامن مع إسناد جوي".
ودارت معارك عنيفة بين قوات النظام و"هيئة تحرير الشام"، على جبهة منطقة الريجة وشارع الثلاثين في مخيم اليرموك، تمكنت الهيئة خلالها من إعطاب 4 دبابات وقتل وجرح عدد من قوات النظام.
ونشرت شبكات إعلامية جنوبي دمشق، تسجيلات مُصورة تظهر جانباً من المعارك في تلك المنطقة، فيما نعت وسائل إعلامية تابعة للنظام السوري، خلال الأيام الثلاثة الماضية، أكثر من ستين عنصراً، بينهم ضباط من مليشيات الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، ومليشيات محلية، قضوا على أطراف أحياء جنوب دمشق.
ويبلغ عدد مقاتلي "تحرير الشام" في مخيم اليرموك حوالي 100 عنصر، مع عدد من عائلاتهم والقليل من عائلات المدنيين المحاصرين في جادة عين غزال.
وأعلن "الإعلام الحربي المركزي"، التابع للنظام، سيطرة قوات الأخير على مسجد الإمام علي، عند محور زليخة بين حيي التضامن وسيدي قداد، وعلى حي الزين الفاصل بين حيي يلدا والحجر الأسود، بعد مواجهات مع تنظيم "داعش"، إلى جانب التقدم على كتل الأبنية غربه باتجاه حي التضامن.
وذكرت مصادر إعلامية أنّ قوات "الفرقة الرابعة" استهدفت مواقع فصائل المعارضة عند المنطقة الفاصلة بين بلدات يلدا وحجيرة وحي الحجر الأسود، بعشرات صواريخ أرض- أرض، ما أدى إلى تدميرها بالكامل، وانسحاب مقاتلي الفصائل منها.
وتشير المصادر إلى مقتل وجرح العشرات من الطرفين، خلال تلك الاشتباكات.
وتسيطر فصائل المعارضة جنوب دمشق على بلدات ببيلا ويلدا، وبيت سحم، وعقربا، وجزء من الحجر الأسود، بينما يسيطر تنظيم "داعش" على الحجر الأسود، والقسم الأكبر من مخيم اليرموك، إضافة إلى أجزاء من حيي التضامن والقدم.
وأسفر قصف قوات النظام عن مقتل العديد من المدنيين، بينهم عائلة فلسطينية كاملة مكونة من أب وأم وطفل رضيع، نتيجة القصف المكثف الذي استهدف شارع صفد في مخيم اليرموك.
كما تسبب القصف في دمار كبير في أحياء المخيم كافة، فيما اتّهم ناشطون من أبناء مخيم اليرموك، النظام السوري وروسيا والمجموعات الموالية باتباع سياسة تدمير ممنهج للمخيم، حيث يتم القصف بشكل منظم، ولا علاقة للقصف بوجود عناصر "داعش".
وقال شهود عيان إنّ "دماراً كبيراً أصاب منازل المدنيين في شارع المغاربة والقدس والمنصورة والـ15 وشارع الـ30 ومحيط دوار فلسطين وشارع اليرموك الرئيسي وعين غزال والعروبة".
من جهة ثانية، قالت مصادر طبية إنّ "جميع مستشفيات مخيم اليرموك باتت متوقفة عن العمل، بعد خروج مستشفى فلسطين التابع للهلال الأحمر الفلسطيني عن الخدمة، بسبب استهدافه من الطيران الحربي التابع للنظام قبل يومين".
ووجّه ناشطون من أهالي مخيم اليرموك المحاصر نداء إنسانياً إلى الهيئات والمنظمات العربية والعالمية ومنظمة التحرير الفلسطينية، لإنقاذ المدنيين تحت الأنقاض، ونقل الضحايا، وإسعاف الجرحى، مشيرين إلى أن عدداً كبيراً من المدنيين ما زالوا عالقين في بيوتهم أو في الأقبية التي سُوي بعضها بالأرض.
وشجبت 16 منظمة حقوقية وإنسانية الأعمال القتاليّة المشتعلة في جنوب دمشق، وطالبت الأطراف المتصارعة بالتوقّف الفوريّ عن تدمير المنطقة وتحييد المدنيّين فيها، ونادت بالتوصّل إلى أيّ حلّ آخر، باستثناء الحلّ العسكريّ، يضمن سلامة السكان المدنيّين، والممتلكات العامّة والخاصّة والبنية التحتيّة.
ودعا البيان منظّمات وهيئات المجتمع الدوليّ إلى التدخل السريع والعاجل لحماية المدنيّين والحفاظ على حياتهم، وفتح ممرّات آمنة، والسماح بدخول الطواقم الطبيّة وإخراج الجرحى إلى المستشفيات، وتقديم المساعدات الطبيّة العاجلة للمرضى، ودخول المساعدات الإغاثيّة والإنسانيّة من غذاء ودواء وحليب أطفال.