النظام يسيطر على مدينة تدمر.. و"داعش" ينسحب نحو السُخنة

أحمد حمزة

أمين محمد

avata
أمين محمد
27 مارس 2016
66DF5F49-6ADA-41A9-83D7-415B5538C38B
+ الخط -


تتضارب الأنباء حول الوضع العسكري في مدينة تدمر شرقي حمص (وسط سورية). ففي الوقت الذي يعلن النظام انتزاع قواته السيطرة على المدينة صباح اليوم الأحد، إثر حملة عسكرية تحت غطاء ناري من الطيران الروسي، منذ أكثر من عشرين يوماً، يؤكد ناشطون أن تنظيم "الدولة الاسلامية" لا يزال يسيطر على عدة أحياء داخلها.

وذكرت قناة الإخبارية التابعة للنظام، أن الجيش استعاد السيطرة على مدينة تدمر بالتعاون مع ما سمّتها "مجموعات الدفاع الشعبية"، كما أشارت وكالة "سانا" الرسمية، إلى أن عناصر الهندسة قاموا بتمشيط المدينة من الألغام والعبوات الناسفة.

إلى ذلك، قال الناشط خالد الحمصي، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام وحلفاءها لم تسيطر بعد على كامل المدينة، مشيراً إلى أن هذه القوات سيطرت على أجزاء من الحي الشمالي، والحي الغربي بشكل كامل، والمنطقة الأثرية ومحيطها، وضاحية العامرية، وأطراف حي الصناعة.

ولفت الحمصي إلى أن التنظيم لا يزال يسيطر على الحي الشرقي، والحي الأوسط، والحي الشمالي، والبساتين الجنوبية الشرقية، موضحاً أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في محيط الأحياء التي يسيطر عليها "داعش"، بالتزامن مع عشرات الغارات الروسية على المدينة ومحيطها، إضافة للقصف المدفعي والصاروخي.

من جهته ذكر المتحدث باسم "مركز حمص الإعلامي" محمد السباعي لـ"العربي الجديد"، أن "معظم عناصر التنظيم انسحبوا من تدمر"، مرجحاً انسحابهم نحو مدينة السخنة، شرقي تدمر بنحو ستين كيلومتراً.

لكن مصادر أخرى في محافظة حمص قالت إن عدداً من عناصر التنظيم، ما زالوا يقاتلون في

جيوبٍ بتدمر ومحيطها، وذكر الناشط الإعلامي محمد الحميد لـ"العربي الجديد"، أن "النظام وحلفاءه لم يحكموا سيطرتهم بشكل كامل على المدينة، وما زالت اشتباكات متفرقة تدور هناك"، ولو أنه أشار إلى أن إحكام النظام للسيطرة على كامل المدينة بات مسألة وقت.

اقرأ أيضاً: شهر على هدنة سورية: سباق على قضم مناطق "داعش"

ونقلت مصادر من المعارضة والنظام في سورية، أخبار سيطرة قوات الأخير مع المجموعات المتحالفة معه على مدينة تدمر، إذ نقلت وكالة "سانا" عن "مصدر عسكري"، أن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية قضت على آخر تجمعات إرهابيي تنظيم (داعش) في مدينة تدمر"، مشيرةً إلى أن "سلاحي الجو السوري والروسي نفذا طلعات جوية على فلول التنظيم الفارة على محاور تدمر السخنة".

بدوره ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن "أصوات الاشتباكات لا تزال مسموعة في شرق وشمال شرق مدينة تدمر"، حيث "تدور اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها التي سيطرت على كامل المدينة صباح اليوم" حسب المرصد، "وبين من تبقى من عناصر تنظيم (الدولة الإسلامية) الذين رفضوا الخروج من المدينة، مع غالبية عناصره الذين انسحبوا نحو السخنة والطيبة والكوم وحقل الهيل بريف حمص الشرقي".

وبغياب مصادر مستقلة على الأرض، يصعب معرفة عدد عناصر التنظيم، الذين كانوا يسيطرون على المدينة، لكن الناشط الإعلامي المتواجد في حمص محمد الحميد قال لـ"العربي الجديد"، إن "أعدادهم تُقدر بالمئات، ولا تزيد بأحسن الأحوال عن ألف مقاتل".

وليس واضحاً حتى الساعة، ما إذا كان النظام سيواصل زحفه نحو مناطق الشرق، وصولاً لدير الزور، لكن حجم القوات التي حشدها في هذه المعركة، تُرجح أن يُواصل تقدمه في المساحات الصحراوية الواسعة، التي تمتد على خط طول يصل لنحو مائتي كيلومتر، قبل بلوغ محافظة دير الزور شرقاً.

وقال رئيس النظام السوري بشار الأسد، إن استعادة مدينة ‏تدمر التاريخية، "تعد إنجازاً مهماً ودليلاً جديداً على نجاعة الاستراتيجية التي ينتهجها الجيش السوري وحلفاؤه في الحرب على الإرهاب، مقابل عدم جدية التحالف الذي تقوده ‫الولايات المتحدة، ويضم أكثر من ستين دولة، بالنظر إلى ضآلة ما حققه هذا التحالف منذ إنشائه قبل نحو عام ونصف العام" حسب تعبيره.

ورأى الأسد خلال استقباله وفدا فرنسياً يضم بحسب وكالة "سانا" الرسمية عدداً من البرلمانيين والمثقفين والباحثين والإعلاميين، أن "زيارات الوفود البرلمانية إلى ‫‏سورية واطلاعها على حقيقة الأوضاع فيها، يمكن من العمل بشكل فاعل لتصحيح السياسات الخاطئة والمفاهيم القاصرة التي تتبناها حكومات بعض الدول، ومن بينها فرنسا، تجاه ما تشهده سورية، والتي لم تقتصر على توفير الغطاء للإرهابيين بل عملت أيضاً على فرض عقوبات اقتصادية جائرة، أثرت سلباً على أساسيات الحياة بالنسبة للشعب السوري".

في سياق متصل، قال رئيس الدائرة العربية والأفريقية التابعة للخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، إن "تقدم الجيش النظامي السوري في مدينة تدمر التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم (الدولة الإسلامية) إنجاز عسكري كبير" حسب تعبيره.

وقال مصدر عسكري تابع للنظام لوكالة "فرانس برس"، إن "وحدات الهندسة في الجيش تعمل على تفكيك عشرات الألغام والعبوات الناسفة داخل المدينة الأثرية" التي تحتوي على كنوز دمر التنظيم المتطرف جزءا منها.

وقد شنت القوات السورية بدعم الطيران الروسي في السابع من آذار/مارس هجوماً لاستعادة تدمر من تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي استولى في أيار/مايو 2015 على المدينة وآثارها المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم.


اقرأ أيضاً: نزوح ثلاثين عائلة من تدمر إلى إدلب السورية

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.