وقالت مصادر محلية إن عددا من المدنيين جرحوا نتيجة القصف بقذائف الهاون من مواقع النظام على بلدة الشريعة في سهل الغاب بريف حماة الغربي، فيما توفيت سيدة من أهالي قرية التوينة غربي حماة إثر إصابتها بقصف للنظام على القرية قبل عدة أيام.
وطاول القصف أيضا الأراضي الزراعية في محيط مدينة اللطامنة. كما جرح آخرون في قصف صاروخي على مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي. وطاول القصف أيضا مدينة خان شيخون.
من جانبها، قالت وكالة "سانا" الرسمية إن قوات النظام في المصاصنة دمرت مواقع لجيش العزة على أطراف بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي. كما وجهت "صليات صاروخية على مواقع "جبهة النصرة" في قرية الجيسات ردا على اعتداءاتهم على المناطق الآمنة والنقاط العسكرية بريف حماة الشمالي"، بحسب الوكالة.
وكان قتل تسعة مدنيين، أمس السبت، في هجمات مدفعية وصاروخية شنتها قوات النظام السوري والمليشيات الأجنبية الموالية لها، على ريف إدلب الجنوبي. وقتل ستة مدنيين، بينهم نساء وأطفال، في قصف للنظام على مدينة خان شيخون، فيما قتل ثلاثة آخرون في قصف على مدينة معرة النعمان.
وكانت مديرية صحة حماة أعلنت بدء العمل بخطة الطوارئ ورفع الجاهزية الطبية من أجل استقبال الإصابات والجرحى، وذلك في ظل القصف المستمر لقوات النظام الذي يطاول أغلب المناطق في ريف حماة الشمالي والغربي وريف إدلب الجنوبي.
وطالبت المديرية الحكومات والمؤسسات والمنظمات الدولية والمحلية بالوقوف إلى جانب المدنيين، وحمايتهم من الاستهداف، وحماية الكوادر الطبية التي لا تزال تقدم الخدمات الطبية بشكل تطوعي للمحتاجين.
ولفتت إلى أن معظم المراكز الصحية والمشافي التابعة لها تشهد في هذه المرحلة الحرجة تعليق الدعم من قبل بعض المانحين، إضافة للنقص الحاد في المخزون الاستراتيجي للأدوية والمستهلكات الطبية في المستودعات، والذي لا يكفي للمدنيين المقيمين والنازحين في المنطقة، الأمر الذي سوف ينعكس بشكل سلبي على تقديم الخدمات الطبية ويزيد من نسبة الأمراض والوفيات.
وقال فريق "منسقو الاستجابة"، في بيان له اليوم الأحد، إن عمليات القصف خلال الساعات الماضية طاولت أكثر من 40 قرية وبلدة ضمن حدود المنطقة منزوعة السلاح موزعة على ريف حماة (21 نقطة)، وريف إدلب (14 نقطة) وريف حلب (5 نقاط). وأسفرت عمليات القصف هذه عن سقوط 11 ضحية من المدنيين، بينهم 4 في معرة النعمان، و6 في خان سيخون، وضحية واحدة في قلعة المضيق من الكوادر الطبية.
وحمل الفريق روسيا مسؤولية القصف، واعتبر أنه لولا موافقة روسيا لما حصل التصعيد الحالي، مشيرا إلى أن المستهدفين بهذا التصعيد هم المدنيون بالدرجة الأولى.
وقال محمد حلاج، مدير فريق "منسقو الاستجابة"، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن عمليات القصف توسعت خلال الأيام القليلة الماضية لتشمل أغلب قرى المنطقة منزوعة السلاح، بدءا من التوينة والشريعة باتجاه اللطامنة وكفر زيتا ولطمين، وصولا إلى وام جلال وخان شيخون وجرجناز والتح باتجاه ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، والراشدين والمنصورة والبحوث العلمية باتجاه ريف حلب الجنوبي والجنوبي الغربي.
وأوضح حلاج أن حركة النزوح تتم على عدة مراحل، حيت كانت في الأيام الماضية باتجاه المزارع والقرى المحيطة، ولكن بعد التصعيد الحاصل باتت تتجه أكثر نحو عمق إدلب وباتجاه المخيمات في شمال المحافظة قرب الحدود مع تركيا، مشيرا إلى أن بعض البلدات التي تم النزوح إليها، مثل معرة النعمان وخان شيخون، باتت تتعرض بدورها للقصف.
وذكر حلاج أن 85 في المائة من سكان المنطقة العازلة نزحوا منها، ومعظمهم نازحون أصلا من مناطق شرق السكة أو مهجرون قسريا من دمشق ومحيطها ودرعا أو نازحون من القرى التي تعرضت للقصف، مثل التح وجرجناز وأم الخلاخيل.
وأكد سقوط أكثر من 85 ضحية من المدنيين، تقريبا نصفهم من الأطفال، منذ التوصل لاتفاق المنطقة العازلة في سبتمبر/أيلول الماضي.