كشف مستشار الرئيس محمود عباس للشؤون الدينية، محمود الهباش، لـ"العربي الجديد"، أن الرئيس محمود عباس لن يفاجئ أحدا في خطابه المرتقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء القادم، وقال "لن تكون هناك مفاجأة لم تبلغ بها كل الأطراف العربية والدولية مسبقا"، مؤكدا في الوقت ذاته: "أن لقاء الرئيس أبو مازن مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري كان صعبا".
وتابع: "الرئيس أبو مازن وضع الدول العربية والإدارة الأميركية والأوروبيين في صورة خطابه يوم الأربعاء، وجميع خطواته مدعومة عربيا".
وحول مضمون الخطاب، أكد الهباش: "لقد أخبر الرئيس جميع الأطراف بالمطالب الفلسطينية، وهي إما أن تلتزم دولة الاحتلال بالمفاوضات بمرجعية واضحة، أو أن الفلسطينيين لن يلتزموا بأي اتفاقيات ما لم تلتزم بها إسرائيل".
ولفت الهباش إلى أن لقاء الرئيس أبو مازن بوزير الخارجية الأميركي جون كيري كان صعبا، حيث أكد أبو مازن على الموقف الفلسطيني وأبلغ به الإدارة الأميركية بأنه إما أن تكون هناك التزامات متبادلة من قبل إسرائيل أو لا التزامات مطلقا من قبل الجانب الفلسطيني".
وحول العودة للمفاوضات، قال الهباش: "لقد كان حديث أبو مازن واضحا حول المفاوضات، وهو إما عودة لمفاوضات حقيقية بمرجعية واضحة في ظل وقف كامل للاستيطان أثناء المفاوضات، والإفراج عن الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى، وهذ ليست شروطاً وإنما التزامات مترتبة على دولة الاحتلال من جولة المفاوضات الماضية التي لم تلتزم بها إسرائيل، أو لن تكون هناك عودة لحلقة جديدة مفرغة من المفاوضات كما أكد لكيري".
وحسب الهباش، أوضح أبو مازن، في مقر إقامته بمدينة نيويورك، يوم أمس السبت، خلال لقائه مع كيري "أنه لن يقبل بأي وعود أميركية، وأن القيادة الفلسطينية غير قابلة للرضوخ لأي ضغوطات".
اقرأ أيضا: تعيين نائب رئيس الشاباك قائداً للشرطة: خنق القدس أمنياً
وأكد مسؤول فلسطيني رفيع لـ"العربي الجديد"، أن أبو مازن كان حازما مع كيري، حيث أكد له أنه ليس لدى الفلسطينيين ما يقدمونه أكثر، وليس هناك مجال لأي ضغوطات بعد أن فشل كيري شخصيا بجولة المفاوضات السابقة التي انتهت في آذار/ مارس 2014، ولم يستطع إرغام إسرائيل على تنفيذ التزاماتها رغم الضمانات التي قدمها للقيادة الفلسطينية للقبول باستئناف المفاوضات، لافتا إلى أن "أبو مازن حمّل كيري فشل جولة المفاوضات السابقة وعدم قدرة الإدارة الأميركية على ردع إسرائيل والالتزام بوعودها للفلسطينيين".
وأضاف: "كيري عرض على أبو مازن إرجاء أي قرارات فلسطينية حاسمة، مثل وقف الالتزامات المتبادلة في الاتفاقيات الفلسطينية الإسرائيلية، والإبقاء على الوضع القائم، فضلا عن عدم تقديم أبو مازن استقالته من أي من مناصبه في منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وحركة فتح إلى ما بعد ستة أشهر".
وأكد المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن كيري "أخبر الرئيس أبو مازن أن الإدارة الأميركية تحتاج إلى نحو ستة أشهر للانتهاء بشكل كامل من الاتفاق النووي الإيراني وتمريره في الكونغرس الأميركي وتحديدا من قبل الجمهوريين الذين يرفضونه، وبعد ذلك ستكرّس الإدارة الأميركية وقتا كافيا لإحداث تقدم في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وقال المصدر: "الرئيس أبو مازن لم يرفض ولم يقبل بعد، وهناك مشاورات فلسطينية وعربية حالية بشأن قبول عرض كيري الذي سيكون مرهونا بضمانات أميركية، وأنه في حال فشل الجهود الأميركية في جولة مفاوضات قادمة، فإن الولايات المتحدة الأميركية يجب أن تلتزم بالاعتراف بدولة فلسطين، وعدم معارضة مشروع إنهاء الاحتلال في مجلس الأمن، لكن هذه الضمانات التي يريدها أبو مازن لم يُصَر إلى عرضها على الإدارة الأميركية بعد".
وحسب المصدر، فإن الرئيس أبو مازن يصر على أن أي جهود أميركية لاستئناف المفاوضات يجب أن تتم بضمانات مكتوبة حتى لا تتكرر السيناريوهات الماضية للمفاوضات.
ويشكك المقرّبون من الرئيس أبو مازن في إمكانية نجاح الإدارة الأميركية في إقناع إسرائيل باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين من حيث انتهت، والإيفاء بالتزاماتها، من وقف كامل للاستيطان وتحديد حدود الدولة الفلسطينية على أراضي 1967، وإطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى، حيث تصر الإدارة الأميركية على أن أي لقاء بين الرئيس أبو مازن ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الوقت الراهن ستزيد الموقف تشنجا، وتفضّل الإعداد الجيد لأي لقاءات محتملة مستقبلا في تمهيد للمفاوضات في حال قبول الطرفين العودة لطاولة المفاوضات مجددا.
وكان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، قد نفى في تصريحات للوكالة الرسمية الفلسطينية "وفا"، اليوم، ما نقلته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، على لسان مسؤول فلسطيني، بشأن رفض وزير الخارجية الأميركي جون كيري عقد لقاء بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأكد أبو ردينة، في تصريح له اليوم الأحد، أن موقف الرئيس عباس واضح ومحدد، وبأنه مستعد للقاء واستئناف المفاوضات حال أوقف نتنياهو النشاطات الاستيطانية والإفراج عن الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو.
اقرأ أيضا: "يوم النفير والرباط": مواجهات في الأقصى