أنا لم أتحدث عن القتلة. أنا تحدثت عن الأجساد
تحت ليل نوفمبر اللاينتهي، تحدثتُ عن الرجال الستة الممددين على النجيل،
تحدثت عن النساء، عن المرأتين، الملقاتين في الشقة، والظلال حولهما، أشباح
تعاند تحت نعيق الغربان
التي تخدش مناقيرها الامتداد اللامتناهي، كل ذلك تحت قمر
كان بطنَ خنّوص ذُبِحَ مع كل ذريته بداخله. عن ذاك تحدثت. كل اسم
كان يلتمع مثل خشب مطلي بالذهب.
لفت الناعورة مليئة بأطفالٍ ميتين بجنبي.
سمعت طقطقة آلياتها
واستيقظت عند الفجر، ودوما في الفجر، بيديَّ النائمتين
تحت ثقل جسدي الخالي من كل قداسة.
وعدت أتحدث ثانية لأروي حكاية ستة رجال وامرأتين صغيرتين
ولكن ليس حكاية قتلتهم. لأنني لم أتحدث عن قتلتهم
ولكن هم فعلوا تحدثوا إلي، أشكال ظلال دوما في الخلف، بينما كنتُ أمشي في الشارع
ولما نمتُ حيث شاهدتهم يقتربون مرة أخرى،
يصوبون سلاحهم نحوي عبر باب من زجاجٍ،
تحديدا لما هوى رأسي وانتظرتُ.
انتظرتُ لكن لم يحدث شيء، عدا انبلاج فجر
مليء بجلبة خطى كانت خطاي،
كنت أهربُ دون أنْ أدركَ أني هاربٌ.
فمي يمتلئ بسنتات من السكر،
تواريخ قريبة وبعيدة مكتوبة على الماء
الذي كنت أبتلعه في رشفات صغيرة. شبح
متحلل كان ينزلُ في الحلق
مثل دلو البئر، وفي الأسفل إصبعٌ
للبحر، متوترٌ، حادٌّ، عاجزٌ عنْ عدم الإشارة.
وتحت شراشف بلون حافر دُبٍّ مُروَّضٍ
كنتُ أحمي ما كان ينزل من التلال:
الضَّوءُ المتحررُ، والنفس الذي يسقط
من شَعْر شاةٍ حتَّى العشب ويتدحرج
عبر المنحدرات حتى الشوارع
والنوافذ ودفء الغرف.
حَمَامٌ مِنْ طينٍ ينقرُ المصابيحَ.
الزيتُ وهو يغلي مركزٌ للظهيرة.
الحنينُ هو الإنسانية التي أفكرُ فيها.
تركتُ كلَّ شيْءٍ فهمتُ أنه لي.
غدت أيامُ الماضي ارتعاشا،
وظلالاً وصباحات آتية.
* Jorge Galán شاعر وروائي من مواليد سان سلفادور 1973
** ترجمة عن الإسبانية: خالد الريسوني
تحدثت عن النساء، عن المرأتين، الملقاتين في الشقة، والظلال حولهما، أشباح
تعاند تحت نعيق الغربان
التي تخدش مناقيرها الامتداد اللامتناهي، كل ذلك تحت قمر
كان بطنَ خنّوص ذُبِحَ مع كل ذريته بداخله. عن ذاك تحدثت. كل اسم
كان يلتمع مثل خشب مطلي بالذهب.
لفت الناعورة مليئة بأطفالٍ ميتين بجنبي.
سمعت طقطقة آلياتها
واستيقظت عند الفجر، ودوما في الفجر، بيديَّ النائمتين
تحت ثقل جسدي الخالي من كل قداسة.
وعدت أتحدث ثانية لأروي حكاية ستة رجال وامرأتين صغيرتين
ولكن ليس حكاية قتلتهم. لأنني لم أتحدث عن قتلتهم
ولكن هم فعلوا تحدثوا إلي، أشكال ظلال دوما في الخلف، بينما كنتُ أمشي في الشارع
ولما نمتُ حيث شاهدتهم يقتربون مرة أخرى،
يصوبون سلاحهم نحوي عبر باب من زجاجٍ،
تحديدا لما هوى رأسي وانتظرتُ.
انتظرتُ لكن لم يحدث شيء، عدا انبلاج فجر
مليء بجلبة خطى كانت خطاي،
كنت أهربُ دون أنْ أدركَ أني هاربٌ.
فمي يمتلئ بسنتات من السكر،
تواريخ قريبة وبعيدة مكتوبة على الماء
الذي كنت أبتلعه في رشفات صغيرة. شبح
متحلل كان ينزلُ في الحلق
مثل دلو البئر، وفي الأسفل إصبعٌ
للبحر، متوترٌ، حادٌّ، عاجزٌ عنْ عدم الإشارة.
وتحت شراشف بلون حافر دُبٍّ مُروَّضٍ
كنتُ أحمي ما كان ينزل من التلال:
الضَّوءُ المتحررُ، والنفس الذي يسقط
من شَعْر شاةٍ حتَّى العشب ويتدحرج
عبر المنحدرات حتى الشوارع
والنوافذ ودفء الغرف.
حَمَامٌ مِنْ طينٍ ينقرُ المصابيحَ.
الزيتُ وهو يغلي مركزٌ للظهيرة.
الحنينُ هو الإنسانية التي أفكرُ فيها.
تركتُ كلَّ شيْءٍ فهمتُ أنه لي.
غدت أيامُ الماضي ارتعاشا،
وظلالاً وصباحات آتية.
* Jorge Galán شاعر وروائي من مواليد سان سلفادور 1973
** ترجمة عن الإسبانية: خالد الريسوني