وتعد الهريسة التونسية الحارة ميزة في المطبخ التقليدي التونسي وإحدى خاصياته، ويطلق عليها التونسيون "الهريسة العربي". ويتم إعدادها يدويّاً من خليط يتكون من الفلفل الأحمر، والثوم، والملح، والتوابل مع إضافة زيت الزيتون. وعادة ما يتم تخزينها من قبل ربات البيوت في تونس.
وغزت الهريسة المصنعة والمصبرة أيضاً المحلات والمغازات والمساحات التجارية الكبرى في تونس، وتعد عادة غذائية لا تفارق مطابخ تونس، حتى إنها باتت منتوجاً غذائياً يتم تصديره إلى فرنسا وإيطاليا وعواصم أوروبية وعربية.
ويقبل السياح وزوار تونس على تذوق الهريسة ذات المذاق الحار، ويحرص بعضهم على اصطحاب كميات منها عند العودة إلى أوطانهم.
وتروي صبيحة (ربة منزل)، لـ"العربي الجديد"، أنّ الهريسة العربي لا تغيب عن مطبخها، فهي تعد بها غالبية الأطباق الشهية التي تحبذها عائلتها وضيوفها، معتبرة أن طريقة إعدادها من بين أسرار المذاق المميز لما تقدمه من وجبات.
وبينت صبيحة أنها مع اقتراب فصل الصيف، وخصوصاً خلال شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب، تعمد إلى تجفيف ونشر عناقيد وأطواق الفلفل الأحمر الطازج على سطح بيتها.
وما إن تتأكد من جفاف الفلفل جيداً، حتى تقوم صبيحة بإفراغه من محتواه من البذور كما تنزع أعناقه، ثم تنقعه لفترة في المياه الدافئة قبل أن تدقه في "المهراس" وهي آنية نحاسية، حتى تسويه بحرص كبير.
وتعتبر صبيحة أن آخر مرحلة وأهمها تتمثل في إعداد الخليط النهائي، حيث تمزج ببراعة الفلفل المسحوق مع الثوم المبشور والملح وزيت الزيتون وبهارات أخرى رفضت كشفها، للاحتفاظ بسر خليطها وفرادة نكهته.
وبحسب خبراء التغذية في تونس، فإن للهريسة الحارة قيمة غذائية مهمة وفوائد صحية عدة، نظراً لاحتواء هذا الخليط الزكي الطعم على نسب عالية من الفيتامينات.