دعا رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، الهند إلى تجنب منطق التهديد والتصعيد، مشددًا على أن "الشعب الباكستاني، بأطيافه المختلفة، متماسك للدفاع عن الوطن وللرد على أي عدوان عليه". فيما قال المتحدث باسم الجيش الباكستاني، الجنرال أصف غفور، إن "القوات الباكستانية على أهبة كاملة للرد على أي عدوان هندي، ردًا على تصريحات قائد الجيش الهندي، الجنرال ببت راووالتي، الذي قال إن "الأوان قد حان لننتقم من باكستان".
وأضاف عمران خان، في خطاب له في مدينة لاهور، اليوم الأحد، أن "الهند أساءت الفهم لعرض الحوار الذي قدمناه لها. كنا نسعى لحل القضايا العالقة بيننا عبر الحوار والمفاوضات، إذ لا يمكن القضاء على الفقر المستشري في المنطقة إلا من خلال العلاقات الودية، وبعد حل جميع الملفات العالقة بيننا وبين الهند".
كما أعرب خان عن أمله أن تدرك القيادة الهندية حساسية الوضع، وأن تتجنب لغة التصعيد وما سمّاه بـ"الكبرياء"، منبهًا إلى أن الشعب الباكستاني برمته متماسك لأجل الدفاع عن سيادة الدولة وأمنها.
وسبق أن أكد المتحدث باسم الجيش، في حوار له مع قنادة "دنيا" المحلية، ردًا على تصريحات قائد الجيش الهندي، إن بلاده "مستعدة لمواجهة أي عدوان هندي، وأن القوات المسلحة سترد على أي انتهاك لحدودها".
كما أضاف غفور: "أملنا في الحوار وحل القضايا عبر المفاوضات لا يعني أننا ضعفاء وأننا غير قادرين على الدفاع عن أراضينا، وسيادة دولتنا"، موضحًا أن "باكستان تعرضت لأشرس موجة إرهاب، ولكنها بفضل تضحيات القوات المسلحة والشعب تمكنت من قمعه وإحلال الأمن. من هنا إننا ندرك أن ثمن الأمن والإستقرار غال، وسنضحي بكل ما نملك في سبيل الدفاع عن أراضينا".
كما ذكر غفور أن جيش بلاده يرغب في حل جميع القضايا عبر الحوار، ولكنه في الوقت نفسه مستعد للحرب والدفاع عن أمن الوطن وسيادته في كل لحظة.
غير أن وزير الإعلام الباكستاني، فواد شودري، أكد اليوم، في تصريح صحافي له، أنه "رغم كل التهديدات والاتهامات الهندية؛ فإن بلاده لا تزال ترغب في الحوار، ويتعين على الهند أن تتخذ قرارًا صارمًا بهذا الشأن"، مشددًا على أن أي تصور للحرب بين الجارتين النوويتين "حماقة لا أكثر، لأنها ستدفع المنطقة بأسرها صوب ويلات كبيرة لا تحمد عقابها".
وأضاف شودري أن بلاده والهند خاضتا ثلاث حروب خلال العقود الثلاثة الماضية، "ولكن من دون جدوى، إذ إننا لن نغيّر جارتنا مهما فعلنا ومهما سعينا، بالتالي علينا أن نرجع إلى طاولة المفاوضات، والآن الكرة في ملعب الهند بعد أن مدت باكستان يدها لأجل المصالحة".
وكان قائد الجيش الهندي قد أكد في تصريح صحافي أنه "آن الأوان لأن تتألم باكستان، وأن ننتقم منها نتيجة مقتل جنودنا على الحدود إثر الإنتهاكات الباكستانية المتكررة؛ وننتقم للقتلى جراء هجمات المسلحة في إقليم كشمير".
وفي إشارة إلى الجلسة التي كان مقررًا أن تجمع وزيري الخارجية في البلدين، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي اتفق عليها البلدان في البداية ثم ألغيت من قبل الهند، قال الجنرال الهندي إن "سياسة تمويل الإرهاب لا تتماشى مع الحوار"، مشيرًا إلى أنه "يتعين على باكستان أن تترك دعم الجماعات الإرهابية قبل أن تأتي إلى طاولة الحوار".
وكانت الهند وباكستان قد اتفقتا على الاجتماع بين وزيريها في الأمم المتحدة، نتيجة رسالة وجهها رئيس الوزراء الباكستاني إلى نظيره الهندي، ناريندرا مودي، يطلب منه فيها استئناف عملية الحوار. وقبلت الهند في البداية دعوة باكستان، غير أنها رفضتها بعد ذلك من دون ذكر أي مبررات وأي تعليق، قبل تصريحات قائد الجيش الهندي.