قالت مسؤولة بارزة في وزارة الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة "تراقب بدقة شديدة" عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذين ينشطون من خارج سرت، في الوقت الذي ينكمش فيه التنظيم داخل المدينة التي تعتبر معقله الرئيس في ليبيا.
وتحارب القوات الليبية "داعش" في سرت منذ أكثر من ستة أشهر، بدعم جوّي أميركي، وقلصت مساحة الأرض التي يسيطر عليها التنظيم إلى جيب صغير من المباني قرب الواجهة البحرية للمدينة المطلة على البحر المتوسط.
وأفادت نائبة منسق مكافحة الإرهاب للشؤون الإقليمية والدولية في وزارة الخارجية الأميركية، ماري ريتشاردز، لوكالة "رويترز"، إن القوات الليبية "أحرزت تقدماً كبيراً جداً، لكن المعركة كانت شرسة، ما كبّدها خسائر فادحة".
وتابعت قائلة "نحن على ثقة كبيرة بأنهم (القوات الليبية) في فترة وجيزة سيتمكنون من القضاء على أي تهديد قادم من سرت". مستدركة: "إن هناك عناصر فرّت حتماً، وتشتت في أنحاء ليبيا، ونحن نراقب عن كثب إلى أين ذهبوا".
ويقول مسؤولون وقادة ليبيون، إن بعض متشددي "الدولة الإسلامية" فروا من سرت في المراحل المبكرة من العملية العسكرية هناك.
وتأتي المعركة في سرت في وقت يحاول فيه "داعش" صد حملات عسكرية تدعمها الولايات المتحدة في سورية وفي العراق، بما يشمل أكبر مدينة في دولة "الخلافة" التي أعلنها التنظيم لنفسه، وهي الموصل.
وفي هذا السياق، قالت ريتشاردز إن "الدولة الإسلامية في تراجع في العراق وسورية. ولكن في تلك المنطقة أيضاً في ليبيا نرى أن المتشددين يتعرّضون لضغط كبير". وتابعت: "لكن هناك من تم تجنيدهم محلياً وبإمكانهم تنفيذ هجمات إرهابية دون أن يتنقلوا... التهديد من داعش سيستمر؛ لكنه سيأخذ نمطاً مغايراً فحسب".
وخلال زيارة للجزائر، أشادت ريتشاردز، أيضاً، بدور ذلك البلد في تنظيم مؤتمر لمكافحة الإرهاب في العاصمة الجزائرية هذا الأسبوع، قائلة إن المؤتمر أدى إلى "تبادل قوي للمعلومات ونقاشات خاصة في ما يتعلق بالإرهابيين العائدين لبلادهم".
(رويترز)