لم يكن أشد المتشائمين في محيط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يتوقع منافسة جدية له في الانتخابات الرئاسية الروسية التي جرت الأحد، حتى أن حصوله على نسبة قياسية من التصويت قاربت الـ77 في المائة من الأصوات، يمكن فهمها في ظل خوضه الانتخابات بشعار "معركة ضد الغرب"، وسط تصاعد الخلافات الأوروبية الروسية، والأميركية الروسية، على خلفية تحرشات موسكو بجيرانها، بدءاً بالتدخل في جورجيا وأوكرانيا وضم جزيرة القرم، وصولاً إلى التهديدات العسكرية المتصاعدة والحشد بوجه دول حلف الأطلسي، وصولاً إلى تفجر قضية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا، من دون نسيان التحقيقات الأميركية في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.
كل هذه العوامل، مع غياب المعارض الرئيسي لبوتين، ألكسي نافالني، إضافة إلى تجاوزات تحدثت عنها أطراف عدة، تفسر الوصول السهل لبوتين إلى ولاية رابعة، قد لا تكون الأخيرة له، على الرغم من أن الدستور يمنع انتخاب رئيس لأكثر من ولايتين متتاليتين، غير أن أجواء الإعلام الروسي، خصوصاً المعارض، باتت تتحدث عن شعور بأن السنوات الست المقبلة لن تكون الأخيرة لبوتين في السلطة. هذا الواقع يقرّب المشهد في موسكو من صورة بعض الانتخابات الصورية التي تشهدها دول عربية للتجديد لزعمائها وإبقائهم لمدى الحياة على رأس السلطة، فبوتين كاد يحصد نسبة تقارب ما يحصل عليه هؤلاء، غير أن الرئيس الروسي يبقى حاجة حتى لخصومه لحل مشاكل دولية، ليكون شريكاً صعباً لا غنى عنه راهناً، وفق أولى المواقف الأوروبية التي صدرت بعيد النتائج. أما بالنسبة لحلفاء بوتين، الذين سارعوا لتهنئته، من الرئيس الصيني إلى الإيراني ورئيس النظام السوري، فانتخابه يمهد لتعزيز التعاون.
وحقق بوتين فوزاً قياسياً في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد، ليبدأ ولاية رابعة لست سنوات، مسجلاً أفضل نتيجة ينالها في انتخابات بحصوله على 76.67 في المائة من الأصوات في الاقتراع، بشكل يتناقض مع ليلة الانتخابات عام 2012 حين أعلن فوزه تزامناً مع تظاهرات ضخمة ضد عودته إلى الكرملين حينها. نتيجة انتخابات الأحد، رأى فيها بوتين "ثقة وأملاً لدى شعبنا"، مضيفاً في كلمة بعد انتخابه "سنقوم بعمل كبير في شكل مسؤول وفاعل". وتابع "أرى في ذلك امتناناً لإنجاز كثير من الأمور في ظروف بالغة الصعوبة".
خاض بوتين الانتخابات في مواجهة سبعة مرشحين، لكن أبرز معارض للكرملين ألكسي نافالني مُنع من المشاركة في الانتخابات لأسباب قانونية. وكان أقرب منافس لبوتين مرشح الحزب الشيوعي بافل غرودينين الذي نال 11.79 في المائة، فيما نال القومي المتشدد فلاديمير جيرينوفسكي نحو 5.66 في المائة، ومقدمة تلفزيون الواقع السابقة كسينيا سوبتشاك 1.67 في المائة، فيما نال السياسي الليبرالي غريغوري يافلنسكي أكثر من 1 في المائة من الأصوات. وكان لافتاً نيل بوتين تأييد 92 في المائة من الأصوات في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا في 2014. وكان بوتين قد قدّم نفسه على أنه الزعيم الذي سيرمم "روسيا العظمى" بضمه شبه جزيرة القرم.
ونددت المعارضة الروسية ومنظمات غير حكومية بـ"آلاف التجاوزات" في الانتخابات الرئاسية، وخصوصاً نقل ناخبين في حافلات من جانب الشرطة وتهديد مراقبين وحشو صناديق بهدف رفع نسبة المشاركة في الاقتراع. كما اعتبر مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن الانتخابات الروسية لم تشهد "منافسة فعلية"، فيما سجلت تجاوزات تهدف إلى تضخيم نسبة المشاركة. ونشرت المنظمة، الأحد، 481 مراقباً دولياً للإشراف على الانتخابات، وقالت في تقريرها، أمس، إن "القيود على الحريات الأساسية المتعلقة بالتجمع والتجمهر والتعبير، قد حدت من مساحة العمل السياسي ونتجت عن غياب المنافسة الفعلية". وأشارت إلى أن "التغطية المكثفة وغير المنتقدة للرئيس المنتهية ولايته كرئيس في معظم وسائل الإعلام نجمت عن منافسة غير متوازية". وأضاف التقرير أن عدداً من النشطاء الذين انتقدوا شرعية الانتخابات تم توقيفهم، لكنه قال إن اللجنة المركزية للانتخابات أدت عملها "بفعالية وشفافية" فيما عملية التصويت "جرت بطريقة منظّمة، على الرغم من تجاوزات متعلقة بسرية التصويت وشفافية فرز الأصوات".
اقــرأ أيضاً
بوتين الذي يبلغ من العمر 65 عاماً، أمضى منها أكثر من 18 عاماً في السلطة، سيبقى بذلك رئيساً لولاية رابعة لروسيا حتى العام 2024 على الأقل، وهو يُعتبر الرئيس الذي أمضى أطول فترة في الحكم في روسيا منذ ستالين. وتحدث مؤيدوه عن أن الضغوط الغربية عليه، بما في ذلك اتهامات بريطانيا في قضية الجاسوس سكريبال، دفعت بالروس إلى الالتفاف أكثر حول رئيسهم. وقال المتحدث باسم حملة بوتين الانتخابية، أندريه كوندراشوف: "يجب شكر بريطانيا على هذا الأمر"، مضيفاً "لقد قاموا بزيادة الضغط علينا حين كنا بحاجة لتعبئة صفوفنا". كما كتب عضو مجلس الاتحاد أليكسي بوشكوف في تغريدة، أن "تشويه صورة بوتين في الغرب، أدى إلى أثر عكسي في روسيا".
كذلك، عنونت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الموالية للكرملين، أمس الإثنين: "فوز مطلق وضربة قاضية لخصومه". واعتبرت الصحيفة أن النتائج تشكل "ضربة ساحقة" للغرب، مضيفة أن "أسوأ كابوس لشركائنا الغربيين قد تحقق". كما قال المحلل السياسي أندريه كوليادين، لصحيفة "فيدوموستي" الليبرالية، إن "الضغط غير المسبوق من الخارج ضد روسيا دفع الروس إلى رص الصفوف والالتفاف حول السلطات".
ونقلت صحيفة "نيزافيسيمايا" عن المحلل السياسي أليكسي موخين قوله إن القوى الغربية "بنبذها بلادنا" أضافت 5 أو 10 نقاط مئوية على نسبة المشاركة. وكتبت الصحيفة "عامل السياسة الخارجية ضمن نسبة إقبال مرتفعة". كذلك اعتبرت صحف روسية أن دعوة ألكسي نافالني إلى مقاطعة الانتخابات كان لها تأثير عكسي وأدت إلى زيادة نسبة المشاركة. وكتبت صحيفة "نيزافيسيمايا" أن مقاطعة نافالني تسببت بنفور "حتى المواطنين المحتجين". ورأت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" أن النتائج "سحبت البساط من تحت" نافالني الذي حارب من أجل إبراز الخروقات بواسطة حملة رقابة واسعة النطاق، إلا أنه فشل في إثبات أن بوتين لا يحظى بتأييد وطني.
أما الصحافيون الليبراليون، فأعربوا عن تخوفهم من إحكام بوتين قبضته السياسية على البلاد. وانتقد الصحافي في صحيفة "كومرسانت اف ام"، ستانيسلاف كوشر، المعارضة في مقال على الموقع الإلكتروني للصحيفة، قال فيه إن إخفاقها في الاتفاق بين أطيافها ساعد بوتين. وقال "لو كنت مكان بوتين لمنحتهم مكافآت حكومية". وذهب كوشر إلى دعوة الروس إلى الهجرة، قائلاً: "هل فكرتم طويلاً بالهجرة لكنكم لم تحسموا قراركم بعد آملين في حصول شيء ما؟ ما الذي يسعني قوله، هذا هو التوقيت المثالي. لقد توضح كل شيء للسنوات الست المقبلة على أقرب تقدير".
من جهتها، ركزت صحيفة "فيدوموستي" الليبرالية على "مشكلة العام 2024" عندما سيحول الدستور دون تمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة متتالية. وقالت "ليس هناك شعور بأن السنوات الست المقبلة ستكون الأخيرة لبوتين في السلطة". وكتبت الصحيفة "نحن أمام إما انتقال السلطة إلى خلف يتم تحضيره، أو تعديل الدستور للحفاظ على السلطة الشخصية"، معتبرة أن بوتين يواجه "مخاطر مقبلة". غير أن بوتين كان قد استبعد البقاء رئيساً مدى الحياة. وقال للصحافيين، مساء الأحد، رداً على سؤال حول ما إذا كان سيترشح مجدداً للرئاسة: "هل سأبقى هنا حتى أبلغ المائة عام؟ كلا".
دولياً، لم يتأخر حلفاء روسيا بتهنئة بوتين، فالرئيس الصيني شي جينبينغ، قال في رسالة، إن العلاقة بين الصين وروسيا "في أفضل مستوياتها التاريخية، والصين مستعدة للعمل مع روسيا لمواصلة دفع العلاقات الصينية الروسية (وتعزيز) السلام العالمي". كذلك، هنأ الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الروسي على "فوزه الساحق" في الانتخابات، داعياً إلى تعزيز العلاقات الثنائية. أما رئيس النظام السوري بشار الأسد، فلم ينسَ جهود بوتين لإنقاذه، إذ قال في برقية تهنئة وجهها له، إن "الاتحاد الروسي بقيادتكم وقف ضد الإرهاب قولاً وفعلاً، وساهمتم مساهمة مشكورة مع الجيش العربي السوري بدحر القوى الإرهابية التكفيرية عن معظم الأراضي السورية".
على الجهة الأخرى، بدا أن بوتين يحاول طمأنة خصومه، وبعد استعراضه قبل أيام لأسلحة متطورة وحديثة، عاد أمس ليقول إنه "لدينا خطط لخفض إنفاقنا على الدفاع خلال هذا العام والعام المقبل. ولكن ذلك لن يؤدي إلى أي خفض في قدرات بلادنا الدفاعية".
وجاءت أولى الردود الأوروبية على الانتخابات الروسية من ألمانيا، التي اعتبر وزير خارجيتها، هايكو ماس، أن روسيا "ستبقى شريكاً صعباً"، مؤكداً الحاجة إليها للتوصل لحل مشكلات دولية كبيرة. وأضاف أن إعادة انتخاب بوتين لا يمكن وصفها بـ"المنافسة السياسية النزيهة". كما أعلن متحدث باسم المستشارة الألمانية أن أنجيلا ميركل ستهنئ بوتين على إعادة انتخابه في رسالة ستثير فيها أيضاً "التحديات" في العلاقات بين البلدين، مشدداً على أن "التواصل المستمر مع القيادة الروسية مهم جداً بالنسبة لنا". أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فذكّر "بتمسكه بحوار بناء بين روسيا وفرنسا وأوروبا"، و"أعرب مجدداً عن قناعته بأن التعاون على أساس واضح بين أوروبا وروسيا، والذي يعد ضرورياً للقارة الأوروبية، هو في مصلحة البلدين".
اقــرأ أيضاً
كل هذه العوامل، مع غياب المعارض الرئيسي لبوتين، ألكسي نافالني، إضافة إلى تجاوزات تحدثت عنها أطراف عدة، تفسر الوصول السهل لبوتين إلى ولاية رابعة، قد لا تكون الأخيرة له، على الرغم من أن الدستور يمنع انتخاب رئيس لأكثر من ولايتين متتاليتين، غير أن أجواء الإعلام الروسي، خصوصاً المعارض، باتت تتحدث عن شعور بأن السنوات الست المقبلة لن تكون الأخيرة لبوتين في السلطة. هذا الواقع يقرّب المشهد في موسكو من صورة بعض الانتخابات الصورية التي تشهدها دول عربية للتجديد لزعمائها وإبقائهم لمدى الحياة على رأس السلطة، فبوتين كاد يحصد نسبة تقارب ما يحصل عليه هؤلاء، غير أن الرئيس الروسي يبقى حاجة حتى لخصومه لحل مشاكل دولية، ليكون شريكاً صعباً لا غنى عنه راهناً، وفق أولى المواقف الأوروبية التي صدرت بعيد النتائج. أما بالنسبة لحلفاء بوتين، الذين سارعوا لتهنئته، من الرئيس الصيني إلى الإيراني ورئيس النظام السوري، فانتخابه يمهد لتعزيز التعاون.
وحقق بوتين فوزاً قياسياً في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد، ليبدأ ولاية رابعة لست سنوات، مسجلاً أفضل نتيجة ينالها في انتخابات بحصوله على 76.67 في المائة من الأصوات في الاقتراع، بشكل يتناقض مع ليلة الانتخابات عام 2012 حين أعلن فوزه تزامناً مع تظاهرات ضخمة ضد عودته إلى الكرملين حينها. نتيجة انتخابات الأحد، رأى فيها بوتين "ثقة وأملاً لدى شعبنا"، مضيفاً في كلمة بعد انتخابه "سنقوم بعمل كبير في شكل مسؤول وفاعل". وتابع "أرى في ذلك امتناناً لإنجاز كثير من الأمور في ظروف بالغة الصعوبة".
ونددت المعارضة الروسية ومنظمات غير حكومية بـ"آلاف التجاوزات" في الانتخابات الرئاسية، وخصوصاً نقل ناخبين في حافلات من جانب الشرطة وتهديد مراقبين وحشو صناديق بهدف رفع نسبة المشاركة في الاقتراع. كما اعتبر مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن الانتخابات الروسية لم تشهد "منافسة فعلية"، فيما سجلت تجاوزات تهدف إلى تضخيم نسبة المشاركة. ونشرت المنظمة، الأحد، 481 مراقباً دولياً للإشراف على الانتخابات، وقالت في تقريرها، أمس، إن "القيود على الحريات الأساسية المتعلقة بالتجمع والتجمهر والتعبير، قد حدت من مساحة العمل السياسي ونتجت عن غياب المنافسة الفعلية". وأشارت إلى أن "التغطية المكثفة وغير المنتقدة للرئيس المنتهية ولايته كرئيس في معظم وسائل الإعلام نجمت عن منافسة غير متوازية". وأضاف التقرير أن عدداً من النشطاء الذين انتقدوا شرعية الانتخابات تم توقيفهم، لكنه قال إن اللجنة المركزية للانتخابات أدت عملها "بفعالية وشفافية" فيما عملية التصويت "جرت بطريقة منظّمة، على الرغم من تجاوزات متعلقة بسرية التصويت وشفافية فرز الأصوات".
بوتين الذي يبلغ من العمر 65 عاماً، أمضى منها أكثر من 18 عاماً في السلطة، سيبقى بذلك رئيساً لولاية رابعة لروسيا حتى العام 2024 على الأقل، وهو يُعتبر الرئيس الذي أمضى أطول فترة في الحكم في روسيا منذ ستالين. وتحدث مؤيدوه عن أن الضغوط الغربية عليه، بما في ذلك اتهامات بريطانيا في قضية الجاسوس سكريبال، دفعت بالروس إلى الالتفاف أكثر حول رئيسهم. وقال المتحدث باسم حملة بوتين الانتخابية، أندريه كوندراشوف: "يجب شكر بريطانيا على هذا الأمر"، مضيفاً "لقد قاموا بزيادة الضغط علينا حين كنا بحاجة لتعبئة صفوفنا". كما كتب عضو مجلس الاتحاد أليكسي بوشكوف في تغريدة، أن "تشويه صورة بوتين في الغرب، أدى إلى أثر عكسي في روسيا".
كذلك، عنونت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الموالية للكرملين، أمس الإثنين: "فوز مطلق وضربة قاضية لخصومه". واعتبرت الصحيفة أن النتائج تشكل "ضربة ساحقة" للغرب، مضيفة أن "أسوأ كابوس لشركائنا الغربيين قد تحقق". كما قال المحلل السياسي أندريه كوليادين، لصحيفة "فيدوموستي" الليبرالية، إن "الضغط غير المسبوق من الخارج ضد روسيا دفع الروس إلى رص الصفوف والالتفاف حول السلطات".
ونقلت صحيفة "نيزافيسيمايا" عن المحلل السياسي أليكسي موخين قوله إن القوى الغربية "بنبذها بلادنا" أضافت 5 أو 10 نقاط مئوية على نسبة المشاركة. وكتبت الصحيفة "عامل السياسة الخارجية ضمن نسبة إقبال مرتفعة". كذلك اعتبرت صحف روسية أن دعوة ألكسي نافالني إلى مقاطعة الانتخابات كان لها تأثير عكسي وأدت إلى زيادة نسبة المشاركة. وكتبت صحيفة "نيزافيسيمايا" أن مقاطعة نافالني تسببت بنفور "حتى المواطنين المحتجين". ورأت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" أن النتائج "سحبت البساط من تحت" نافالني الذي حارب من أجل إبراز الخروقات بواسطة حملة رقابة واسعة النطاق، إلا أنه فشل في إثبات أن بوتين لا يحظى بتأييد وطني.
أما الصحافيون الليبراليون، فأعربوا عن تخوفهم من إحكام بوتين قبضته السياسية على البلاد. وانتقد الصحافي في صحيفة "كومرسانت اف ام"، ستانيسلاف كوشر، المعارضة في مقال على الموقع الإلكتروني للصحيفة، قال فيه إن إخفاقها في الاتفاق بين أطيافها ساعد بوتين. وقال "لو كنت مكان بوتين لمنحتهم مكافآت حكومية". وذهب كوشر إلى دعوة الروس إلى الهجرة، قائلاً: "هل فكرتم طويلاً بالهجرة لكنكم لم تحسموا قراركم بعد آملين في حصول شيء ما؟ ما الذي يسعني قوله، هذا هو التوقيت المثالي. لقد توضح كل شيء للسنوات الست المقبلة على أقرب تقدير".
من جهتها، ركزت صحيفة "فيدوموستي" الليبرالية على "مشكلة العام 2024" عندما سيحول الدستور دون تمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة متتالية. وقالت "ليس هناك شعور بأن السنوات الست المقبلة ستكون الأخيرة لبوتين في السلطة". وكتبت الصحيفة "نحن أمام إما انتقال السلطة إلى خلف يتم تحضيره، أو تعديل الدستور للحفاظ على السلطة الشخصية"، معتبرة أن بوتين يواجه "مخاطر مقبلة". غير أن بوتين كان قد استبعد البقاء رئيساً مدى الحياة. وقال للصحافيين، مساء الأحد، رداً على سؤال حول ما إذا كان سيترشح مجدداً للرئاسة: "هل سأبقى هنا حتى أبلغ المائة عام؟ كلا".
دولياً، لم يتأخر حلفاء روسيا بتهنئة بوتين، فالرئيس الصيني شي جينبينغ، قال في رسالة، إن العلاقة بين الصين وروسيا "في أفضل مستوياتها التاريخية، والصين مستعدة للعمل مع روسيا لمواصلة دفع العلاقات الصينية الروسية (وتعزيز) السلام العالمي". كذلك، هنأ الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الروسي على "فوزه الساحق" في الانتخابات، داعياً إلى تعزيز العلاقات الثنائية. أما رئيس النظام السوري بشار الأسد، فلم ينسَ جهود بوتين لإنقاذه، إذ قال في برقية تهنئة وجهها له، إن "الاتحاد الروسي بقيادتكم وقف ضد الإرهاب قولاً وفعلاً، وساهمتم مساهمة مشكورة مع الجيش العربي السوري بدحر القوى الإرهابية التكفيرية عن معظم الأراضي السورية".
على الجهة الأخرى، بدا أن بوتين يحاول طمأنة خصومه، وبعد استعراضه قبل أيام لأسلحة متطورة وحديثة، عاد أمس ليقول إنه "لدينا خطط لخفض إنفاقنا على الدفاع خلال هذا العام والعام المقبل. ولكن ذلك لن يؤدي إلى أي خفض في قدرات بلادنا الدفاعية".