وأعلن هرتسوغ، أنه يقوم بذلك حفاظاً على هيبة الكنيست وكرامته، في الوقت الذي أشارت فيه مصادر في الكنيست إلى أن من شأن عضو الكنيست المذكور (حزان) أن يصوت مع المعارضة ضد حكومة نتنياهو، إذا اتخذ الأخير إجراءات ضده. وكان رئيس الكنيست الإسرائيلي، يولي إدلشتاين، أبلغ حزان أمس الثلاثاء، قراره في ضوء ما نشرته وسائل الإعلام، والذي يقضي مؤقتاً بمنعه من إدارة جلسات الكنيست، باعتباره نائباً لرئيس الكنيست، إلى حين استيضاح الاتهامات التي وجهتها له التقارير الصحافية.
وشكلت قضية حزان فضيحة سياسية وأخلاقية لحزب "الليكود" ولرئيسه نتنياهو، بخاصة بعد أن تبين في ظل موازين القوى الحالية في الكنيست (61 صوتاً) مع الائتلاف و(59 صوتاً) مع المعارضة، أن حزان سبق له أن ابتز نتنياهو خلال تشكيل الحكومة، وهدده أنه في حال لم يحصل على عضوية لجان مهمة في الكنيست أو منصب نائب رئيس الكنيست، فإنه قد يصوت مع المعارضة في أول فرصة مما يعني سقوط حكومة نتنياهو الرابعة. وقد أتت هذه التهديدات ثمارها عندما وافق نتنياهو على تعيين حزان عضواً في لجنة الخارجية والأمن، وهي أهم لجنة تقريباً، وتعيينه نائباً لرئيس الكنيست، مما يعني في حالات طارئة، كتغيب رئيس الكنيست أن يكون حزان القائم بأعمال الرئيس أيضاً.
ومع أن مشاريع حزان التجارية، كامتلاكه "كازينو" في بلغاريا، كانت معروفة إبان الانتخابات التمهيدية داخل "الليكود"، ولكن ليس وفق التفاصيل التي كشف عنها، ومنها تعاطيه المخدرات، إلا أنه حظي بتأييد وتوصية من نتنياهو خلال الانتخابات الداخلية، حيث دعا الأخير للتصويت له ضمن لائحة شبان "الليكود" لمنع نجاح مرشح خصمه في الحزب، موشيه فيغلين.
لكن قضية فساد حزان التي ظهرت، لم تكن مفاجئة أو غريبة، فقد سبق أن اضطر والده يوحيئيل حزان، الذي كان نائباً في "الكنيست" قبل دورتين إلى الاستقالة من منصبه، بعدما ضبط متلبساً بالتصويت مرتين على القرار نفسه، ثم كشفت كاميرات المراقبة في الكنيست محاولته سرقة "العقل" الإلكتروني للحاسوب الذي يثبت قيامه بالتصويت مرتين.
وأثار قرار هرتسوغ، أمس، امتعاضاً في صفوف حزب "العمل"، إذ أعلنت الزعيمة السابقة للحزب، شيلي يحيموفيتش أنه يتعين على هرتسوغ كزعيم للمعارضة، استغلال كل فرصة متاحة لإسقاط نتنياهو، فيما اعتبر مراقبون أن قرار هرتسوغ غير منطقي ويضر بمكانته كزعيم معارضة وبفرصه في الوصول إلى الحكم، لا سيما أن نتنياهو ما كان سيقوم بنفس الخطوة لو كان الفاسد من أعضاء حزب هرتسوغ.
اقرأ أيضاً: انتخابات الكنيست تحتدم... و3 سيناريوهات لتشكيل الحكومة المقبلة