11 يوليو 2019
اليمنيون وثلاثي نظام لم يرحل
محمد الصهباني (اليمن)
كثيراً ما حذرت القوى الوطنية اليمنية من أن مراكز قوى الهضبة الزيدية، بلا استثناء، مختلفة في السياسية، ومتفقة على لعب أدوار التآمر على المشروع الوطني الجامع. أعود اليوم وأكرر، وسأظل أحذر من أن عدونا الأول والأخير، في المجمل، هم ثلاثي الهضبة: الإصلاحيون، العفاشيون، الحوثيون.
إذا ما سألنا حصيفاً: ماذا قدم المؤتمر الشعبي العام لليمن مذ نشأته، وحتى العام 2010، سيجيب ببساطة: شيّخ الحياة اليمنية، وأدار البلد بعقلية المؤتمر النهبوي العام. وبالسؤال نفسه: ماذا قدم الجناح الآخر لسلطة عفاش، أي حزب التجمع اليمني للإصلاح؟ سيجيب أيضاً حصيفاً آخر ببساطة: لا فرق بين حزبي الإصلاح والمؤتمر، فكلاهما وجهان لعملة الاستبداد.
ليس مقبولاً ولا معقولاً أن يظل الشعب اليمني يعيش التدليس والكذب الممنهج، في أن نظام عفاش رحل، هذا الوهم لا يزال كثيرون يعيشونه. والحقيقة أن هذا النظام لم يسلم من الدولة سوى علمها الجمهوري، ليس إلا، وذلك بعد أن ظل، أكثر من ثلاثة عقود، يكرس خطابات الوهم، في أنه من أسس لتداول سلمي للسلطة، إذ لم يؤسس سوى لمشاريع الدمار والفوضى التي وجدت طريقها إلى التهام حاضر البلد ومستقبله، انتقاماً من شعب أراد التغيير، فوقف في وجهه نظام لم يدخل بعد مرحلة النظام السابق "مجازا".
تنقصنا اليوم في اليمن جبهة وعي شاملة موحدة، خطاباً وفكراً، ولاؤها لله والوطن والإنسان، تفند ماكنة تزييف الوعي لنظام مقيت، لم يرحل إلا في مخيلة المغفلين، حيث كلما تصاعد وجع الوضع الحياتي في اليمن، دفعهم إلى الترحم على علي عبدالله صالح، محفوفة بعبارة "سلام الله على عفاش" ولا عزاء للمغفلين، ممن يجهلون ما خلف كواليس الواقع المأسوي للبلد وأدواته الخلفية المحركة لدورة الدم اليمني، هولاء الأبطال الأشرار يدينون بالولاء السلبي للمتورط الرئيسي في إشعال نار فتنة الحرب. وراعي أوجاع اليمن منذ الوهلة الأولى، لصعوده كرسي السلطة.
ما هو أقسى أن نجد من يدافع عن هذا النظام من الشريحة الأكثر قراءة للمشهد، في وقتٍ لا يزال اليمنيون يعيشون سياسة القتل والتدمير والتجويع، هذه السيناريوهات صارت مكشوفة ومفضوحة، وتدين "أركان صالح" نفسها بنفسها!
منذ وقت مبكر، زوّدت الإمارات، طارق عفاش، بكل الأسلحة المختلفة، ولا يزال في حوزته كثير من أسلحة الدولة التي لم يسلمها بعد، فضلا عن تمكينه من تشكيل قوات قتالية إضافية بعتاد عسكري ولوجستي شامل، وصار يقود اليوم قوات باسم، حراس الجمهورية، فكيف نقبل به محرّراً، وهو أحد أبرز أجنحة الإنقلاب؟ وإذا مضت الأمور على هذا المسار المشبوه، ستحل وبالاً على البلد، وستعيدنا إلى سنوات ما قبل 2011، ولن ننجو من هذه الحروب. بالتالي، فإن طارقا سيخدعكم مرة أخرى، وعاشرة، إن لم تتعظوا بعد من دروس الماضي القريب.
لا يمكن للشعوب التواقة إلى التغيير المنشود أن تنهض من دون أن يكون هناك محركاً يدفعها إلى الأمام، للمطالبة بحياة تسودها النظام والقانون، ويستحيل أن تتحرك هذه الشعوب من تلقاء نفسها بنفسها، ما لم تكن هناك عوامل الإنتصار لأهدافها المشروعة. من أحد هذه المحركات، الإعلام الحر، الذي صار حلماً، فإذا ما تحقق على أرض الواقع، يمكننا التصدي لكل مشاريع الاستبداد، وصولاً إلى غايتنا، في تعرية حقبة "عفاش الدم"، التي أوغلت في تدمير آدمية الإنسان اليمني، وقيمه، ومستقبل أجياله القادمة، والشواهد في ذلك لا تحصى ولا تعد، سياسة اللامبالاة هذه أوصلت اليمن إلى هذا الجحيم، ليس لشيء، سوى أن عفاش، ظل يصر على أنه وصي على البلد، اعتقادا منه أن السماء ستنطبق على الأرض لولاه.
إذا ما سألنا حصيفاً: ماذا قدم المؤتمر الشعبي العام لليمن مذ نشأته، وحتى العام 2010، سيجيب ببساطة: شيّخ الحياة اليمنية، وأدار البلد بعقلية المؤتمر النهبوي العام. وبالسؤال نفسه: ماذا قدم الجناح الآخر لسلطة عفاش، أي حزب التجمع اليمني للإصلاح؟ سيجيب أيضاً حصيفاً آخر ببساطة: لا فرق بين حزبي الإصلاح والمؤتمر، فكلاهما وجهان لعملة الاستبداد.
ليس مقبولاً ولا معقولاً أن يظل الشعب اليمني يعيش التدليس والكذب الممنهج، في أن نظام عفاش رحل، هذا الوهم لا يزال كثيرون يعيشونه. والحقيقة أن هذا النظام لم يسلم من الدولة سوى علمها الجمهوري، ليس إلا، وذلك بعد أن ظل، أكثر من ثلاثة عقود، يكرس خطابات الوهم، في أنه من أسس لتداول سلمي للسلطة، إذ لم يؤسس سوى لمشاريع الدمار والفوضى التي وجدت طريقها إلى التهام حاضر البلد ومستقبله، انتقاماً من شعب أراد التغيير، فوقف في وجهه نظام لم يدخل بعد مرحلة النظام السابق "مجازا".
تنقصنا اليوم في اليمن جبهة وعي شاملة موحدة، خطاباً وفكراً، ولاؤها لله والوطن والإنسان، تفند ماكنة تزييف الوعي لنظام مقيت، لم يرحل إلا في مخيلة المغفلين، حيث كلما تصاعد وجع الوضع الحياتي في اليمن، دفعهم إلى الترحم على علي عبدالله صالح، محفوفة بعبارة "سلام الله على عفاش" ولا عزاء للمغفلين، ممن يجهلون ما خلف كواليس الواقع المأسوي للبلد وأدواته الخلفية المحركة لدورة الدم اليمني، هولاء الأبطال الأشرار يدينون بالولاء السلبي للمتورط الرئيسي في إشعال نار فتنة الحرب. وراعي أوجاع اليمن منذ الوهلة الأولى، لصعوده كرسي السلطة.
ما هو أقسى أن نجد من يدافع عن هذا النظام من الشريحة الأكثر قراءة للمشهد، في وقتٍ لا يزال اليمنيون يعيشون سياسة القتل والتدمير والتجويع، هذه السيناريوهات صارت مكشوفة ومفضوحة، وتدين "أركان صالح" نفسها بنفسها!
منذ وقت مبكر، زوّدت الإمارات، طارق عفاش، بكل الأسلحة المختلفة، ولا يزال في حوزته كثير من أسلحة الدولة التي لم يسلمها بعد، فضلا عن تمكينه من تشكيل قوات قتالية إضافية بعتاد عسكري ولوجستي شامل، وصار يقود اليوم قوات باسم، حراس الجمهورية، فكيف نقبل به محرّراً، وهو أحد أبرز أجنحة الإنقلاب؟ وإذا مضت الأمور على هذا المسار المشبوه، ستحل وبالاً على البلد، وستعيدنا إلى سنوات ما قبل 2011، ولن ننجو من هذه الحروب. بالتالي، فإن طارقا سيخدعكم مرة أخرى، وعاشرة، إن لم تتعظوا بعد من دروس الماضي القريب.
لا يمكن للشعوب التواقة إلى التغيير المنشود أن تنهض من دون أن يكون هناك محركاً يدفعها إلى الأمام، للمطالبة بحياة تسودها النظام والقانون، ويستحيل أن تتحرك هذه الشعوب من تلقاء نفسها بنفسها، ما لم تكن هناك عوامل الإنتصار لأهدافها المشروعة. من أحد هذه المحركات، الإعلام الحر، الذي صار حلماً، فإذا ما تحقق على أرض الواقع، يمكننا التصدي لكل مشاريع الاستبداد، وصولاً إلى غايتنا، في تعرية حقبة "عفاش الدم"، التي أوغلت في تدمير آدمية الإنسان اليمني، وقيمه، ومستقبل أجياله القادمة، والشواهد في ذلك لا تحصى ولا تعد، سياسة اللامبالاة هذه أوصلت اليمن إلى هذا الجحيم، ليس لشيء، سوى أن عفاش، ظل يصر على أنه وصي على البلد، اعتقادا منه أن السماء ستنطبق على الأرض لولاه.
مقالات أخرى
29 مايو 2019
04 مايو 2019
22 مارس 2019