واصلت مليشيا الحوثي والرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، خرق الهدنة في تعز، حيث أكدت مصادر ميدانية في المقاومة أن المليشيات الانقلابية استقدمت منصات صواريخ إلى منطقتي الراهدة، ودمنة خدير جنوبي المحافظة، إضافة إلى قيامها بحشد مزيد من القوات والآليات العسكرية لتعزيز مواقعها الدفاعية إلى مواقع محيطه بجبهتي الأقروض والشقب جنوبي تعز، في الوقت الذي قامت بتهجير أكثر من 95 أسرة من سكان مدينة المخا الساحلية.
وأوضحت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أن المليشيات شنّت، اليوم الأربعاء ومساء أمس، هجمات على مواقع قوات الشرعية، في جبهة الدفاع الجوي شمال غرب المدينة، ومواقع المقاومة في مناطق الجبهة الشرقية والغربية.
وبحسب مصادر محلّية فإن "مليشيات الحوثي والمخلوع تواصل القصف المدفعي على المدنيين في مناطق عدة من المحافظة، استهدفت حي ثعبات شرق المدينة، ومناطق في جبل صبر جنوباً، ومناطق في الزنوج وجبل جرة، وذلك بالقذائف الصاروخية، إذ أسفر القصف عن مقتل مواطن وإصابة 19 آخرين في صفوف المدنيين".
وقال سكان محليون في مناطق الساحل غربي تعز، لـ"العربي الجديد"، إن "مليشيات الحوثي والمخلوع قامت بتهجير جماعي للمواطنين في المناطق الساحلية"، وذكروا أنها هجرت، اليوم الأربعاء لوحده، أكثر من 95 أسرة من سكان مدينة المخا الساحلية، الواقعة 115 كيلومتراً غرب المحافظة.
وتأتي خروقات الانقلابيين في الوقت الذي انعقدت، اليوم الأربعاء، جلسة مشتركة لوفدي مشاورات السلام اليمنية التي تستضيفها الكويت، بحيث ركزت على مناقشة القضايا المطروحة على جدول الأعمال، بعد أن تعذر انعقاد الجلسات المشتركة على مدى ثلاثة أيام ماضية.
وأوضحت مصادر يمنية مرافقة للوفدين، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الجلسة التي انعقدت اليوم جرت خلالها مناقشة الرؤى المطروحة من الوفدين حول العناوين المحدّدة، وأبرزها إجراءات أمنية مؤقتة، وانسحاب المليشيات وتسليم الأسلحة الثقيلة واستئناف الحوار السياسي". ووفقاً للمصادر، فقد طرح في الجلسة التي أدارها المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مقترح تشكيل لجان في ما يخص كل عنوان من العناوين المطروحة على جدول الأعمال، ومنها لجنة خاصة بالمعتقلين.
إلى ذلك، تفقّد محافظ تعز، علي المعمري، اليوم، مواقع قوّات الشرعية والمقاومة الشعبية، في مناطق الحجرية جنوباً، في الوقت الذي تواصل المليشيات قصف الأحياء السكنية وقيامها بتهجير عشرات الأسر من مساكنها.
وأوضح مصدر مقرب من محافظ تعز أن المعمري تفقد مواقع قوات الشرعية والمقاومة في مديريتي حيفان جنوبي المحافظة، للاطّلاع على أوضاع الجانب العسكري، والتقى بضباط وأفراد الجيش الوطني وقيادات المقاومة الشعبية في تلك المناطق.
وقال المحافظ، في معرض حديثه لأفراد الجيش في الزيارة للمرة الأولى له منذ تعيينه في يناير/كانون الثاني الماضي: "نحن لم نعتد على أحد، ولا ننتهج سلوك العداء ضد أي طرف، نحن نقاوم مليشيات انقلابية اختطفت الدولة واستباحت المدن والمحافظات، وترتكب أعمال قتل وحشية بحق الأطفال والنساء. نحن نبحث عن دولة يعيش فيها الجميع بحرية وعدالة ومساواة"، مشددا على حتمية الانتصار على المليشيات الانقلابية ودحرها من كافة المدن والمحافظات اليمنية، واستعادة مؤسسات الدولة المختطفة.
وكان المعمري، قبل أيام، قد زار جرحى المعارك التي شهدتها محافظة تعز، ووصل إلى جنوب مدينة تعز خلال الايام القلية الماضية قادماً من محافظة عدن، بعد أشهر من إقامته المؤقّتة في العاصمة السعودية الرياض.
وفي سياق متصل، التقى الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، بمقر إقامته بالعاصمة الرياض، اليوم أيضا، وفد الحزب الاشتراكي اليمني، برئاسة أمينة العام، عبدالرحمن عمر السقاف، وعدد من قياداته.
وأوضح وفد الحزب الاشتراكي المتواجد في العاصمة الرياض، عبر بيان أصدره اليوم، أن "روحاً إيجابية سادت اللقاء، ولمس جانب الحزب الاشتراكي حرص الرئيس هادي على تعزيز دور الحزب السياسي في إطار الشراكة الوطنية لاستعادة الدولة وإعادة بناء يمن المستقبل".
وأكد وفد الحزب مجدداً على دعم الشرعية الدستورية، والتي يمثل الرئيس هادي رمزها، "كضرورة وطنية لاجتياز المخاطر المحدقة باليمن والناجمة عن العملية الانقلابية لتحالف مليشيات المخلوع والحوثي"، متمسكا بالمرجعيات التي تنظم المرحلة الانتقالية، والتي تمثلت بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرارات مجلس الأمن، وعلى وجه الخصوص القرار 2216، وكافة القرارات ذات الصِّلة ومخرجات الحوار الوطني.
كما شدد الحزب على تمسكه بالحل العادل للقضية الجنوبية وفق مخرجات الحوار، و"الذي ينسجم بالتزامنا بتنفيذ نتائج الكونفرس الحزبي العام المنعقد بالعاصمة صنعاء ديسمبر/ كانون الأول 2014".