قُتل وجُرح عدد من الأشخاص في اليمن بينهم مدنيون، جراء مواجهات ميدانية وغارات جوية لمقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية، التي كثفت بدورها ضرباتها الجوية ضد أهداف مفترضة لمسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحلفائهم، بأكثر من محافظة يمنية، بالتزامن مع إعلان الحكومة الشرعية رفضها الخطة التي قدمها المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، للحل في اليمن.
وأفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" بسقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين جراء غارات استهدفت منزلين على الأقل، في مديرية الصلو، بمحافظة تعز، بالتزامن مع تصاعد وتيرة المواجهات في المنطقة، بين قوات المقاومة والجيش الموالية للشرعية من جهة، وبين الانقلابيين من جهة أخرى.
وفي الوقت الذي تتضارب فيه الأنباء الأولية، حول أعداد الضحايا من المدنيين، ذكرت مصادر تابعة للحوثيين أن عدد القتلى وصل إلى 17 قتيلاً ونحو سبعة من الجرحى، وهي الحصيلة التي لم يتسن على الفور التأكد من صحتها من مصادر مستقلة.
وتشهد منطقة الصلو تصعيداً بالمواجهات والغارات الجوية، إذ كان التحالف قد نفّذ في وقتٍ سابق، اليوم السبت، غارات قالت مصادر مقربة من المقاومة إنها استهدفت تعزيزات ومواقع يسيطر عليها الانقلابيون، وسط أنباء عن خسائر في صفوفهم.
وجاءت الضربات، بالتزامن مع تصعيد المواجهات، بأكثر من جبهة في محافظة تعز، حيث أعلن المركز الإعلامي للقوات المسلحة الموالية للشرعية، عن مقتل 15 من الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، خلال معارك في منطقة "الشقب"، تقدمت خلالها قوات الشرعية وسيطرت على قرية "القراوش".
وفي محافظة صعدة، معقل الحوثيين، شمال البلاد، كثف التحالف ضرباته، واستهدف بنحو أربع غارات، أهدافاً في منطقتي رشاحة والعطفين وثلاث مناطق أخرى في منفذ البقع، بمديرية كتاف الحدودية مع السعودية.
وأعلن الحوثيون سقوط خمسة قتلى، وإصابة آخرين جراء غارة في مديرية شدا، فيما امتدت الغارات بمحافظة صعدة، أيضاً، إلى غارة في مديرية مجز وأخرى في المهاذر، بمديرية الصفراء.
ويأتي تواصل الغارات في صعدة، في ظل التوتر في المناطق الحدودية مع السعودية، وبعد يومين من إطلاق صاروخ بالستي باتجاه منطقة مكة المكرمة، قال الحوثيون إنه استهدف مطار جدة، فيما أعلن التحالف أنه أُطلق من محافظة صعدة، معقل الحوثيين.
وفي صنعاء، قالت مصادر، إن مقاتلات التحالف نفذت أكثر من 15 غارة ضد أهداف متفرقة بمديرية نِهم، التي تشهد مواجهات بين قوات الشرعية والانقلابيين، بالإضافة إلى أربع غارات في مديرية همدان شمال العاصمة.
سياسياً، جاء تصعيد الضربات الجوية والمواجهات الميدانية، بالتزامن مع رفض الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، تسلم الخطة التي يحملها المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وتتضمن ما وصف بأنه خريطة طريق لحل سلمي في البلاد.
ولاقى رفض الشرعية، ترحيباً واسعاً في أوساط مناصريها على مواقع التواصل الاجتماعي، والذين اعتبروا أن الخطة تشرعن "الانقلاب"، بعد تسريب وثيقة حولها منذ أيام.