09 يونيو 2017
اليمن الحزين
معاذ القرشي (اليمن)
المقابر تتكاثر والموت يتربص بملايين اليمنيين واليمنيات، فمن لا يسقط بسبب الحرب التي أكلت الأخضر واليابس يمُت بسبب الكوليرا والمجاعة. وحدهم المحاربون، يستمرون في الثراء ونهب المال العام والمتاجرة بجراح اليمنيين التي تتسع مع كل يوم يمر.
العالم يشاهد بصمت مأساة شعبنا اليمني منذ الانقلاب الأسود قبل أربع سنوات، وحين يخجل من صمته يرسل مبعوثا دوليا لزيارة اليمن وتبادل الابتسامات مع المتحاربين أمام العدسات، ثم يغادر. وهنا يتيقن اليمنيون واليمنيات أنّ السلام لا يزال بعيدا كحلم مؤجل، طالما اليمن تتقاذفها الأمواج ولم تصل إلى بر الآمان.
تابع العالم مأساة الشعب الصومالي منذ إطاحة نظام محمد فارح عيديد، ولم يقدم للصومال إلا الوعود السرابية، فازدهرت أكبر مأساة إنسانية شهدها العالم، حروب ومجاعات وجماعات دينية مسلحة وقراصنة.. وهكذا يُفعل باليمن الذي يمر من سواحله النفط العالمي عبر باب المندب وخليج عدن.
حتى الأشقاء الذين تدخلوا كما يقولون من أجل شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، ظهر للعيان أخيرا الأهداف الخفية وغير المعلنة من تدخلهم هذا، وهو سلب السيادة الوطنية ونهب الثروات وتمزيق النسيج الوطني من خلال إضعاف الشرعية بدعم الجماعات المسلحة الخارجة على القانون بالمال والسلاح، وجعل تلك الجماعات دولة داخل الدولة، لا تحتكم إلا لمن يدفع لها ويمدها بعناصر الاستمرارية والبقاء في الخارج.
ثمة مظاهر للانفصال، تُمارسها بعض الجماعات في الحراك الجنوبي، وكذلك الانقلابيون الحوثيون، إذ أصبح ظاهرا للعيان تقديم أنفسهم حكاما للجمهورية العربية اليمنية.
في الشطر الشمالي يوجد الجماعات التي رفضت نتائج الحوار الوطني، وتقسيم اليمن إلى أقاليم، وهي أصبحت اليوم تمارس الانفصال، قولا وعملا، ولو تحت لافتة احترام خيار الجنوبيين.
ما يعلن عنه في تصريحات قيادات حوثية وحراكية حول الانفصال في اليمن أخطر من إعلان علي سالم البيض قرار الانفصال أثناء حرب صيف 1994.
الشرعية بقيادة الرئيس هادي، وخلفه التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، عجزا عن حشد اليمنيين حول فكرة الخلاص من الانقلاب، وهو سر الطمأنينة التي ظهر بها عبد الملك الحوثي في اللقاء الذي بثته قناة المسيرة الحوثية أخيرا، حيث إنّ سيلا من الأخبار التي لا تتوقف عن صراع أجنحة المقاومة في تعز تصل إلى مسامعه، فكيف لا يطمئن بعد ذلك، طالما أن الحزبية التي عرفنا مبكرا أنها وسيلة لخدمة الناس، قد تحولت إلى مانع من توحيد الجهود وصنع نصر اليمنيين وخلاصهم من صعده حتى المهرة.
الحوثيون أو ما يطلق عليهم أنصار الله، ينكرون ممارستهم للسلالية، على الرغم من أن 90% من التعيينات في المؤسسات التي سيطروا عليها بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء من الهاشميين، إذ أوجدوا سلطة ترتكز على الخرافة وتقديس الجهل، وهي تعمل بكل الطرق لسيادة لون وفكر واحد ومنع باقي الأفكار التي تخالف توجهاتهم. بمعنى أخر، إنّ صنعاء صارت كربلاء وصار الصمت الخيار الأنسب لمجتمع تنسّم رياح الديمقراطية مع قدوم الوحدة الوطنية.
وفي مأرب، من لم يكن في حزب الإصلاح ذي التوجه الإسلامي أو مقرّبا من بيت الأحمر، الجناح القبلي للإخوان، أو علي محسن، يضيع في أعطاف الشرعية. ولهذا انتشر الفساد في صفوف الشرعية، وكأنهم في نزهة، وليس في معركة وطنية لاستعادة دولة اليمنيين جميعا.
وفي تعز، الأحزاب التي كان رهان الناس عليها، لم تعِ الدرس جيدا، ولم تستفد من تجارب الماضي، ولا تزال تمارس السياسة متأثرة بحقبة السبعينيات.
ما يحدث في اليمن تمزيق ممنهج للدولة الوطنية، ونسف لكل مفاهيم الحرية والعدالة وقيم التعايش والمجتمع الديمقراطي، وهو أمر يشارك فيه الجميع، الذين إن لم يدركوا أهمية السلام ويراهنوا على الحوار للوصول إليه، فلن يكون اليمن السعيد سعيدا.
العالم يشاهد بصمت مأساة شعبنا اليمني منذ الانقلاب الأسود قبل أربع سنوات، وحين يخجل من صمته يرسل مبعوثا دوليا لزيارة اليمن وتبادل الابتسامات مع المتحاربين أمام العدسات، ثم يغادر. وهنا يتيقن اليمنيون واليمنيات أنّ السلام لا يزال بعيدا كحلم مؤجل، طالما اليمن تتقاذفها الأمواج ولم تصل إلى بر الآمان.
تابع العالم مأساة الشعب الصومالي منذ إطاحة نظام محمد فارح عيديد، ولم يقدم للصومال إلا الوعود السرابية، فازدهرت أكبر مأساة إنسانية شهدها العالم، حروب ومجاعات وجماعات دينية مسلحة وقراصنة.. وهكذا يُفعل باليمن الذي يمر من سواحله النفط العالمي عبر باب المندب وخليج عدن.
حتى الأشقاء الذين تدخلوا كما يقولون من أجل شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، ظهر للعيان أخيرا الأهداف الخفية وغير المعلنة من تدخلهم هذا، وهو سلب السيادة الوطنية ونهب الثروات وتمزيق النسيج الوطني من خلال إضعاف الشرعية بدعم الجماعات المسلحة الخارجة على القانون بالمال والسلاح، وجعل تلك الجماعات دولة داخل الدولة، لا تحتكم إلا لمن يدفع لها ويمدها بعناصر الاستمرارية والبقاء في الخارج.
ثمة مظاهر للانفصال، تُمارسها بعض الجماعات في الحراك الجنوبي، وكذلك الانقلابيون الحوثيون، إذ أصبح ظاهرا للعيان تقديم أنفسهم حكاما للجمهورية العربية اليمنية.
في الشطر الشمالي يوجد الجماعات التي رفضت نتائج الحوار الوطني، وتقسيم اليمن إلى أقاليم، وهي أصبحت اليوم تمارس الانفصال، قولا وعملا، ولو تحت لافتة احترام خيار الجنوبيين.
ما يعلن عنه في تصريحات قيادات حوثية وحراكية حول الانفصال في اليمن أخطر من إعلان علي سالم البيض قرار الانفصال أثناء حرب صيف 1994.
الشرعية بقيادة الرئيس هادي، وخلفه التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، عجزا عن حشد اليمنيين حول فكرة الخلاص من الانقلاب، وهو سر الطمأنينة التي ظهر بها عبد الملك الحوثي في اللقاء الذي بثته قناة المسيرة الحوثية أخيرا، حيث إنّ سيلا من الأخبار التي لا تتوقف عن صراع أجنحة المقاومة في تعز تصل إلى مسامعه، فكيف لا يطمئن بعد ذلك، طالما أن الحزبية التي عرفنا مبكرا أنها وسيلة لخدمة الناس، قد تحولت إلى مانع من توحيد الجهود وصنع نصر اليمنيين وخلاصهم من صعده حتى المهرة.
الحوثيون أو ما يطلق عليهم أنصار الله، ينكرون ممارستهم للسلالية، على الرغم من أن 90% من التعيينات في المؤسسات التي سيطروا عليها بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء من الهاشميين، إذ أوجدوا سلطة ترتكز على الخرافة وتقديس الجهل، وهي تعمل بكل الطرق لسيادة لون وفكر واحد ومنع باقي الأفكار التي تخالف توجهاتهم. بمعنى أخر، إنّ صنعاء صارت كربلاء وصار الصمت الخيار الأنسب لمجتمع تنسّم رياح الديمقراطية مع قدوم الوحدة الوطنية.
وفي مأرب، من لم يكن في حزب الإصلاح ذي التوجه الإسلامي أو مقرّبا من بيت الأحمر، الجناح القبلي للإخوان، أو علي محسن، يضيع في أعطاف الشرعية. ولهذا انتشر الفساد في صفوف الشرعية، وكأنهم في نزهة، وليس في معركة وطنية لاستعادة دولة اليمنيين جميعا.
وفي تعز، الأحزاب التي كان رهان الناس عليها، لم تعِ الدرس جيدا، ولم تستفد من تجارب الماضي، ولا تزال تمارس السياسة متأثرة بحقبة السبعينيات.
ما يحدث في اليمن تمزيق ممنهج للدولة الوطنية، ونسف لكل مفاهيم الحرية والعدالة وقيم التعايش والمجتمع الديمقراطي، وهو أمر يشارك فيه الجميع، الذين إن لم يدركوا أهمية السلام ويراهنوا على الحوار للوصول إليه، فلن يكون اليمن السعيد سعيدا.
مقالات أخرى
03 اغسطس 2016
25 يوليو 2016
20 يوليو 2016