اليمن: الشرعية تحقق تقدماً بفتح منفذ غرب تعز

تعز

وجدي السالمي

avata
وجدي السالمي
18 اغسطس 2016
C9A313CA-E83F-41FA-B186-6F3EE26E8EFD
+ الخط -
بعد معارك طاحنة، تمكنت قوات الشرعية اليمنية مسنودة بـ"المقاومة الشعبية"، اليوم الخميس، من كسر الحصار للمرة الثانية عن الجهة الغربية الجنوبية من مدينة تعز جزئياً، والذي فرضته قوات ومليشيات تحالف الانقلاب على مدينة تعز بعد سيطرتها على جميع منافذها.

 
واستطاعت قوات الشرعية وفصائل المقاومة المساندة للجيش السيطرة على أهم مواقع الانقلابيين العسكرية في مناطق المحور الغربي والجنوبي الغربي للمدينة، مثل حدائق الصالح والمقهاية وأجزاء من جبل هان الاستراتيجي، وتل ومدرسة في غراب، غربي المدينة، وتقدمت نحو مناطق مطلة على مواقع الانقلابيين في شارع الخمسين، شمالي غرب المدينة، فيما تقدمت شرقاً واقتربت من القصر الرئاسي في منطقة الكمب، شرقي المدينة، فيما حققت انتصارات عدة في الجبهات الريفية، جنوبي تعز، وقلبت بذلك المعطيات وتغيّرت خارطة السيطرة لصالح الشرعية.


ويتوقع مراقبون أن تكون لهذه الإنجازات العسكرية، إذا تمكنت المقاومة الشعبية والجيش الوطني من الحفاظ عليها، تداعيات كبيرة على المعركة في تعز وعموم اليمن.

وتقول قوات الشرعية والمقاومة المساندة لها، إنها دشنت معركة الحسم في تعز، ومستعدة لكل التطورات الميدانية القادمة، وتدرك تماماً أهمية معركة تعز بالنسبة للانقلابيين، لذلك تعتقد أن خير وسيلة هو الهجوم ومواصلة المعركة، ولديها الكثير من المقومات النفسية واللوجستية التي سوف تمكّنها من إحراز تقدم إضافي رغم القوة التي تُحشد ضدها.

كما أن قوات الشرعية أدخلت في حساباتها إمكانية الاستفادة من الانتصارات التي تحققت في مناطق أرياف المحافظة الجنوبية، فيما لو بدأت فعلياً بالمرحلة العسكرية القادمة للسيطرة على كامل المناطق الغربية.

وتسعى قوات الشرعية والمقاومة الشعبية، بعد الانتصارات المتسارعة في المحور الغربي للمدينة، وفك الحصار جزئياً، إلى الزحف في اتجاه خطوط الإمداد، مثل شوارع الأربعين والخمسين والستين، وهي خطوط تربط بين مواقع المليشيات في مناطق غرب المدينة ومواقع الانقلابيين في المناطق الشمالية للمدينة، وتكون مواقع الانقلابيين في تلك المناطق مكشوفة ومستوية ويمكن لقوات الشرعية أن تستهدفها بضربات موجعة.
وفي السياق، قال مسؤول عسكري إن "قوات الشرعية والمقاومة الشعبية تواصل المعركة في تعز، بمرحلة جديدة للسيطرة على كامل المناطق الغربية".

وأكد في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "قوات الشرعية وفصائل المقاومة المساندة لها، مصممة على تحرير المنطقة الغربية بالكامل من قوات الانقلاب والمليشيات".

وأضاف: "المرحلة القادمة لن تكون سهلة، لكنها في الوقت ذاته ستكون أسهل بكثير من المراحل السابقة التي تكللت بالسيطرة على أكبر معاقل الانقلابيين العسكرية وحواجزهم الدفاعية القوية التي طالما اعتمدوا عليها في حصار المدينة، وتأمين مواقعهم في الضواحي الغربية التي يسيطرون عليها".

وأشار المصدر إلى أن عمليات الجيش الوطني رصدت استقدام تعزيزات إضافية للمليشيات إلى الجهة الغربية عبر شارع الستين، شمال غرب المدينة. وبحسب المعلومات الأولية التي حصلت عليها قوات الشرعية، فإن أكثر من 400 مقاتل وصلوا فعلياً إلى الجبهات الغربية للمدينة، ومن المحتمل أنهم انخرطوا في جبهات القتال ضد قوات الشرعية.

وطبقاً لمراقبين، فإن أياما قليلة تفصل محافظة تعز عن معركة كبيرة، في ظل تحشيد الطرفين لأعداد كبيرة من المقاتلين والعتاد الحربي، وإن المعركة بالنسبة للشرعية ربما تكون مختلفة عن سابقاتها من حيث الجبهات المفتوحة، وكذلك طبيعة المواقع المستهدفة في العملية العسكرية. كذلك تبدو المعركة حاسمة ومهمة للغاية بالنسبة للانقلابيين وحلفائهم وتقرر مصيرهم في تعز.

في السياق، قال الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، العميد ركن سمير الحاج، "إن قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي، تحقق المرحلة الأولى من مهمة فتح المنفذ الغربي لمدينة تعز، وتتحرك باتجاه استكمال بقية المراحل للفتح النهائي للحصار من الجبهة الغربية، مع تقدم في منطقة حسنات في الجبهة الشرقية".

وأضاف في تصريح نشره المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، أن "المعارك على أشدها في جميع محاور القتال والتقدم مستمر"، مؤكدا أن "معنويات الجيش والمقاومة مرتفعة جدا وانهيارات كبيرة للعدو".
وقد تمكنت قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة وقوات التحالف من تطهير حدائق الصالح وتبتي الخزان، وأجزاء كبيرة من جبل هان الاستراتيجي في منطقة الضباب، جنوبي غربي المدينة، وتحرير تبة ومدرسة غراب، شمال شرق اللواء 35 الواقع في المطار القديم، غربي تعز.

كما تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة من فتح طريق الضباب، عند المدخل الجنوبي للمدينة، وتخوض معارك لاستكمال تطهير جبل هان المطل على طريق الضباب، غرب المدينة.

واستطاعت قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة وقوات التحالف تطهير ثلاثة مواقع جنوب غرب جبل هان في منطقة حذران، غرب مدينة تعز.

ووصلت قوات الجيش الوطني والمقاومة إلى مدرسة حسنات في ثعبات وتمشط ما حولها في حسنات، شرق المدينة.

وفي جبهة حيفان، جنوبي تعز، قال الرائد عارف المقطري، لـ"العربي الجديد"، إن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية سيطرا، اليوم الخميس، على مرتفعات الحمراء والسوداء، ومنطقة الأكبوش في الأحكوم، التابعة لجبهة حيفان، جنوبي تعز، وذلك بعد عملية "عسكرية نوعية" كبدت الانقلابيين خسائر في الأرواح والأعتدة العسكرية.

وأكد أن منطقة الأحكوم باتت تحت السيطرة شبه التامة لقوات الجيش والمقاومة، والتي كانت تتمركز فيها المليشيات الانقلابية، وتستهدف طريق هيجة العبد في مديرية المقاطرة، والتي تعد المنفذ الوحيد لمحافظة تعز المحاصرة. فيما حققت قوات الشرعية والمقاومة تقدماً في جبهة الصلو، جنوبي تعز أيضاً، وبحسب مصادر محلية، فإن قوات من اللواء 35 مدرع، مسنودةً بالمقاومة الشعبية، سيطرت على مناطق الحود والصيار والشرف، موقعةً عدداً من القتلى في صفوف الانقلابيين.
 
في ظلّ هذه المعطيات، أعلن الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري في تعز، منصور الحساني، عن تدشين معركة الحسم العسكري في المدينة، قائلاً إنّ المليشيات الانقلابية "تكبّدت عشرات القتلى والجرحى في صفوفها، وجثثهم مرمية في الوديان والمواقع حتى الآن، بينما فرّ عدد من مليشيات الحوثيين في اتجاه محافظتي إب، جنوبي غربي اليمن، والحديدة، غربي اليمن، تاركين أسلحتهم ومعداتهم خلفهم".

وذكر أنّ قوات "الشرعية" و"المقاومة" خسرت 12 قتيلاً خلال القتال، و27 مصاباً، حتى الآن، وما زالت المعارك مستمرة.

دلالات

ذات صلة

الصورة
من حملة تطعيم سابقة ضد الكوليرا في تعز (عبد الناصر الصديق/الأناضول)

مجتمع

أدت الفيضانات والسيول التي شهدتها اليمن مؤخراً إلى موجة جديدة من وباء الكوليرا، في ظل انهيار القطاع الصحي، وتردي المرافق الطبية.
الصورة
أجواء عيد الأضحى في تعز (عبد الناصر الصديق/ الأناضول)

مجتمع

شهد اليمن في عيد الأضحى هذا العام مظاهر فرح متعددة وأجواء مختلفة، لا سيما مع التقدم الحاصل في مجريات الملف الإنساني وبينها فتح طرقات.
الصورة
صالون ميون يدشن شهر القراءة في تعز

مجتمع

دشن في مدينة تعز وسط اليمن فعالية شهر القراءة والتي تعد الأولى من نوعها في اليمن الذي يشهد حرباً متواصلة منذ العام 2014، أثرت على المشهد الثقافي.
الصورة
اليمن (عبد الناصر الصديق/ الأناضول)

مجتمع

عاد وباء الكوليرا للانتشار في مناطق واسعة من اليمن، في ظل تداعيات حرب مستمرة منذ نحو عشر سنوات، ما يهدد بمضاعفة معاناة الكثير من السكان الذين يعيشون الفقر.