وكان صالح قد تحدث، يوم الخميس الماضي، أمام حشد من وجهاء قبائل وقيادات في حزبه، من المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء، حيث خاطب الحاضرين: "أمنوا مناطقكم"، ثم أضاف متحدثاً عمن وصفهم بـ"مخلفات تنظيم الإخوان المسلمين" في إشارة إلى "حزب الإصلاح": "الله لا أصلح لهم حالاً، دمروا الوطن من أجل كراسي السلطة".
وأضاف: "صفُّوا قراكم ومناطقكم، ولا تقبلوا ولا إرهابي على الإطلاق، إلا إذا أعلن التوبة أمام القبيلة أنه تخلى عن حركة الإخوان المسلمين الإرهابية، وإذا تخلوا فالعفو عند المقدرة".
وأثارت هذه التصريحات، ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعُتبرت تحريضاً مباشراً لأنصاره ضد "حزب الإصلاح"، الذي يعد ثاني أكبر الأحزاب في اليمن، ويأتي في مقدمة الأحزاب المؤيدة للحكومة الشرعية.
ونشر رئيس الهيئة العليا للإصلاح، محمد اليدومي، الجمعة، على صفحته الشخصية مقطع فيديو إنشاديّاً، يمتدح حزبه، الأمر الذي اعتبر رداً على تصريحات صالح.
من جانبه، علق المتحدث باسم الحزب، عدنان العديني، على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك": "صالح يهدد الإصلاحيين بالتصفية، فما الجديد في الأمر؟ فهو يفعل هذا منذ سنوات، نحتاج أن ندرك أن الجرم الأعظم كان حين هدّ الدولة، وحول اليمن إلى أرض بلا حارس".
وأضاف العديني: "يريد تمييع جريمته الكبرى التي يجب ألا يفلت من العقاب عليها، جريمة إسقاط الدولة ورمي بلد كامل في الهاوية، إنه يريد خصخصة خصوماته ونقلها من مواجهة عامة مع الشعب إلى مواجهة مع مكوناته الواحد تلو الآخر".
ووصلت ردود الفعل، إلى انتقادات لصالح من داخل حزب "المؤتمر الشعبي" الذي يترأسه، حيث كتب القيادي والناشط السياسي، عادل الشجاع، مقالاً انتقد فيه تلك التصريحات: "لم نعد بحاجة نحن في اليمن لأن نستثير الأحقاد البغيضة، لذلك أقول لك (يخاطب صالح)، لست أنت الذي يتذكر حسابات الماضي السياسي، ولست أنت الذي يفتح باب تسوية هذه الحسابات، حتى لو خيل لمن حولك أنه يوم الحساب".
وعقب موجة ردود الفعل، اضطر صالح لإصدار بيان توضيحي، محاولاً الاستدراك: "إن من كان يقصدهم هم من انحازوا إلى "صفوف" من وصفه بـ"أعداء اليمن"، وانتقد من اعتبروا كلمته دعوة إلى الفتنة وحرب أهلية". وقال: "إنني أدعو دائماً، ومنذ فترة طويلة ولا زلت، إلى إجراء مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحداً".
وبعد أن كان خطابه السابق، واضحاً بعدم الاستثناء، عاد ليقول: "لمزيد من التوضيح لإخواني وأبنائي المنتمين إلى حزب الإصلاح أو غيره من الأحزاب والمكوّنات السياسية، الذين لم يختاروا طريق الخيانة، ولم يرتبكوا الجرائم في حق الوطن والشعب، إن الدستور والقوانين قد كفلت لهم سلامتهم وحمايتهم وصون كرامتهم وحقوقهم المادية والمعنوية".
وكانت أغلب التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي من الناشطين والمتابعين اليمنيين، اعتبرت تصريحات صالح، يوم الخميس الماضي، دعوة إلى الحرب الأهلية.
واعتبر المحامي هائل سلام، في تعليقه الذي نشره على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك" أن "التحريض على الإصلاح دعوة إلى حرب أهلية مفتوحة، بالرغبة أو بالنتيجة، سيان".
وأضاف: "باعتبار أن خطاب التحريض كان موجهاً إلى ما يسمى بقبائل الطوق، طوق صنعاء، فهو يتضمن، بشكل أساسي، دعوة إلى تنقية تلك القبائل من عناصر الإصلاح (السياسية) والاحتشاد، من ثم على أساس مذهبي طائفي، مناطقي جهوي خالص، ما يعني أن الدعوة إلى تصفية الإصلاح هي دعوة إلى تصفية السياسة، بشكل نهائي، والدفع بالأمور باتجاه تحويل الحرب، من حرب على السلطة والنفوذ إلى حرب أهلية طائفية بلا أهداف ولا غايات محددة".