أحرزت القوات المشتركة شمال محافظة الضالع جنوبي اليمن تقدماً كبيراً على حساب جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) ضمن عملية عسكرية واسعة شنتها، فجر اليوم السبت، وتمكنت خلالها من تحرير مناطق عدة في حدود محافظة إب، وسط تراجع من الحوثيين على الرغم من التعزيزات الكبيرة التي وصلت إليهم، في محاولة لمنع تقدم القوات المشتركة في عمق مديرية دمت، ومناطق العود الواقعة بين إب والضالع.
وتحدثت مصادر طبية في مناطق الحوثيين، وعسكرية في مناطق الشرعية، لـ"العربي الجديد"، عن وجود أكثر من أربعة قتلى وعشرين جريحاً في صفوف القوات المشتركة، فيما بلغت خسائر الحوثيين أكثر من اثنين وعشرين قتيلاً وأكثر من ثلاثين بين جريح وأسير في المعركة التي تأتي بعد توقف للمعارك دام لأكثر من شهر عند هذه الجبهة، والتي تمثل البوابة الرئيسية لمحافظة الضالع.
ووفق المعلومات التي حصل عليها "العربي الجديد" من قيادات عسكرية ميدانية، فإن العملية العسكرية انطلقت، صباح اليوم السبت، وشملت ثلاثة محاور؛ هي محور القهرة سطاح ومحور الزيلة يعيس، إضافة إلى محور سون ملزق، وشاركت فيها وحدات من قوات "الحزام الأمني" و"قوات الصاعقة" و"ألوية المقاومة" وألوية من الجيش الوطني، إضافة إلى مقاومة مريس.
بلغت خسائر الحوثيين أكثر من اثنين وعشرين قتيلاً وأكثر من ثلاثين بين جريح وأسير في المعركة
وتمكّنت القوات المشتركة من السيطرة على سلسلة جبلية تبدأ من حصن جمعر غرب مريس إلى الجبال المطلة على مركز عمليات الحوثيين في منطقة شليل عمق مناطق العود، كما تمت السيطرة على عشرين موقعاً وعشر تباب (تل مرتفع) للحوثيين في مناطق سون والرحبه واوسان، وخرطوم يعيس ونجد السُبعة، والخزان.
وأهم التباب التي تمت السيطرة عليها سلسلة تباب ملزق ومريفدان والخاو وتبة عبدالسلام وتبة الدبابة، وقائمة سون، والتباب المطلة على محطة الغاز في منطقة الزيلة وصولاً إلى يعيس، في نفس الوقت الذي تقدمت فيه القوات المشتركة وسيطرت على أغلب تباب ومساحة واسعة من واقعة ومنطقة القهرة جنوب دمت بحدود مريس، وفرضت حصاراً من ثلاث جهات على مليشيات الحوثيين في جبل ناصه واستهدفت مواقع لهم في العرفاف ونجد القرين عمق دمت.
وأكدت المصادر أن جماعة الحوثيين دفعت بتعزيزات كبيرة، متوعدة بوقف تقدم القوات المشتركة، في ظل غياب أي دور للتحالف والطيران السعودي الإماراتي عن ساحة المعركة، وهذا يُعدّ عاملاً مهماً لعدم ربط تقدم القوات بضربات الطيران، ويساعد الجنود والمقاتلين على التقدم وحسم المعركة سريعاً، لا سيما أن المعركة لها بعد استراتيجي نظراً للقيمة الجغرافية لمسرح عمليات القوات المشتركة، ونظراً لما تقتضيه السيطرة على سلسلة جبال طويلة وكبيرة تطل على ربط محافظات عدة مع بعض؛ إب والضالع وذمار والبيضاء وتعز.
وتسعى القوات المشتركة إلى تأمين مريس بشكل كامل من القصف الذي تتعرض له من قبل الحوثيين بالصواريخ والقذائف التي تستهدف المدنيين، كما تهدف بنفس الوقت إلى قطع الطريق على أي محاولات للحوثيين للدخول أكثر نحو الضالع، لا سيما أن المعارك أصبحت على مشارف إب وتعز من جبهات عدة، شمال وغرب الضالع، لذلك تدور معارك شديدة بين الطرفين على هذه الجبال الوعرة، ويحاول الحوثيون منع القوات المشتركة من السيطرة عليها.