تواصلت الضربات الجوية لـ "عاصفة الحزم"، في أكثر من مدينة يمنية، وكانت تعز الهدف الأبرز لغارات التحالف خلال الـ 24 ساعة الماضية، بالتزامن مع تصاعد المواجهات المسلحة بين المقاومة الشعبية والحوثيين، وشمل القصف أهدافاً في صنعاء وصعدة ومأرب ومحافظات أخرى، فيما ظهر عبدالملك الحوثي، لأول مرة منذ أسابيع، بعد شائعات حول مقتله بضربة جوية. في الجنوب، استعادت المقاومة الشعبية السيطرة على أجزاء كبيرة من الخط الساحلي لمدينة خور مكسر وسط عدن، بعد تطهيره من الحوثيين.
البداية من تعز، حيث استهدف التحالف بغارات مكثفة تجمعات ومواقع عسكرية للحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، أبرزها معسكر "قوات الأمن الخاصة"، و"نادي الصقر الرياض"، وكذلك جدد استهدافه لمنطقة "القصر الجمهوري"، بعد تمركز قوات موالية للحوثيين فيها من جديد، وشملت الأهداف مواقع وتجمعات في مناطق متفرقة، بالتزامن مع حرب شوارع تشهدها المدينة بين الحوثيين من جهة و"المقاومة الشعبية" وقوات اللواء 35 مدرع الموالي للشرعية من جهة أخرى، وقد شهدت المدينة مواجهات في مناطق متفرقة سقط خلالها العديد من القتلى والجرحى، بينهم مدنيون.
وفي صعدة، معقل جماعة الحوثيين، جدد التحالف قصف أهداف في مركز المحافظة، بنحو خمس غارات، كذلك تعرضت مواقع حدودية لقصف مدفعي من القوات البرية السعودية، وبحسب مصادر تابعة للحوثيين، فقد قصفت القوات السعودية من "جبل الدود" باتجاه منطقة "المنزالة"، وألقت قيادة التحالف منشورات في صعدة شرحت فيها أسباب العملية وطالبت المواطنين بدعم "الشرعية"، والتعاون مع التحالف محذرة من الشعارات الحوثية وكذلك تعهدت بالحفاظ على وحدة اليمن.
وشن التحالف غارات في منطقة "الطلح" في صعدة، مستهدفاً منزل محافظ صعدة السابق، فارس مناع، تاجر السلاح المعروف، وجرى بالتزامن مع استهداف منزله في صعدة، استهداف "تبة" يقع فيها منزله في منطقة "السنينة" بالعاصمة صنعاء، والتي نفذ فيها التحالف أيضاً الكثير من الغارات واستهدف مواقع حول مطار صنعاء، ومعسكر 48، حيث قيادة قوات الاحتياط، جنوب العاصمة، مع استمرار قصف مواقع ألوية الصواريخ في مناطق جبلية شرق وغرب العاصمة.
في مأرب وسط البلاد، شن التحالف عدداً من الغارات مستهدفاً مواقع للحوثيين، بالتزامن مع تجدد المواجهات بين القبائل والحوثيين عقب هدنة استمرت يوماً، وافق عليها الطرفان، للسماح للفرق الفنية إصلاح خطوط نقل الطاقة الكهربائية، بعد انقطاعها منذ أيام ودخول صنعاء ومحافظات أخرى في ظلام متواصل منذ أيام.
اقرأ أيضاً: خامنئي يرد على أميركا: سنواجه أي تهديد ضدنا
بالمحافظات الجنوبية، قال مصدر قيادي في اللجان لـ "العربي الجديد" إن "المقاومة في مدينة خور مكسر، شنت بعد عصر اليوم الأحد، هجوماً عنيفاً على الحوثيين في ساحل أبين "ساحل خور مكسر" أو ما سمي مؤخرا بكورنيش قحطان الشعبي، وتمكنت من استعادة السيطرة على الساحل والخط الساحلي فيه في مدينة خور مكسر وسط عدن".
المصدر قال إن "الحوثيين في منتزه الدولفين في ساحل أبين، وفي المواقع المحيطة به، سلموا أنفسهم للمقاومة، بعد مقتل العشرات من زملائهم، وتدمير عدد كبير من العتاد العسكري، فيما تراجع الآخرون ناحية العريش وقرب معسكر القوات الخاصة والمطار".
ويأتي تقهقر الحوثيين في خور مكسر بعد قصف لطائرات الحزم لهم، لا سيما مقر القوات الخاصة ومحيط المطار.
وفي الوقت الذي ما زالت الاشتباكات على أشدها، والحوثيون يقصفون الأحياء السكنية من مثلث المطار العريش أبين، إلا أن مصير الحوثيين الموجودين داخل القنصلية الروسية، ما زال يثير الغموض.
في المقابل فقد شهدت مدن المعلا وكريتر والقلوعة قصفاً عنيفاً من الحوثيين، وسط تراجع لهم في ظل ضربات التحالف والمقاومة.
كما وجهت المقاومة الشعبية الجنوبية نداء عاجلاً للطواقم الطبية بسرعة التوجه إلى مستشفى الجمهورية في خور مكسر ومساعدة الطاقم الطبي فيه بسبب تزايد أعداد الجرحى من المدنيين.
ولقي أكثر من ثلاثين حوثياً مصرعهم وأصيب العشرات، في قصف لطائرات الحزم هو الأعنف منذ بداية العاصفة على مواقعهم ومعسكراتهم في محافظة الضالع، رافقته كمائن نصبتها المقاومة للحوثيين، في لحظات محاولة هروبهم من غارات طائرات التحالف، وبحسب مصدر قيادي في مقاومة الضالع لـ "العربي الجديد" فإن "التنسيق بين المقاومة والتحالف قضى بأن تقوم طائرات التحالف بالقصف، بينما تقوم المقاومة بنصب الكمائن، وتم تحديد الوقت الذي ستتم فيه العملية".
اقرأ أيضاً: "نيويورك تايمز": مبيعات الأسلحة الأميركية شرايين حروب الدول العربية