أكد سكان محليون في مدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت شرقي اليمن، أن مسلحي تنظيم "القاعدة" الذين يسيطرون على المدينة منذ أكثر من عام، انسحبوا مساء اليوم الأحد، فيما دخلت قوات حكومية مسنودة من التحالف العربي إلى المدينة.
وأوضحت مصادر في السلطة المحلية لـ"العربي الجديد"، وسكان من المدينة، أن مسلحي التنظيم المعروفين بـ"أنصار الشرعية"، انسحبوا على متن عشرات الأطقم والسيارات من النقاط والمواقع التي كانوا يتمركزون فيها بالمدينة، بعد ساعات من العملية العسكرية التي بدأتها قوات حكومية مدعومة من التحالف، وتقدمت خلالها إلى المدينة.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فقد شهدت العديد من المقرات الحكومية والخاصة التي كانت تحت حراسة مسلحي "القاعدة"، أعمال نهب من قبل مواطنين، فيما تتقدم القوات الحكومية وتنتشر في أحياء المدينة.
ونقلت وكالة "سبأ" بنسختها الحكومية، عن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إشادته بانتصارات الجيش ضد "القاعدة" في المكلا، وتوجيهه بمواصلة العمليات.
وأجرى الرئيس عبد ربه منصور هادي مكالمة مع رئيس أركان حرب المنطقة العسكرية الثانية العميد فرج سالمين البحسني، هنأه خلالها على انتصار الجيش الوطني على عناصر تنظيم "القاعدة" بمحافظة حضرموت.
واعتبر هادي أن رجال الجيش ومن وصفهم بـ"الشرفاء من أبناء محافظة حضرموت، خاضوا اليوم أروع الملاحم البطولية، وأنهم أفشلوا مخططات الإرهابيين والمتآمرين وألحقوا بهم الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد".
كما شدد على أن "مواصلة هذه العمليات العسكرية النوعية والهادفة"، سوف "توجع العناصر الإرهابية ومن يناصرهم. وقد حققت نتائج كبيرة على أرض الواقع، لعل أبرزها تحرير مطار الريان الدولي". وأكد "تقديم كافة أوجه الدعم المادي والعسكري لمواصلة العمليات العسكرية، والقضاء على هذه العناصر الإرهابية، حتى يعم الأمن والاستقرار كافة أرجاء البلاد".
وكانت قوات الجيش، الموالي للشرعية، قد بدأت معركة شاملة لتحرير المدينة اليمنية، من قبضة "تنظيم القاعدة".
وشنّت مقاتلات التحالف في الساعات الأولى من صباح الأحد، غارات على عدة مواقع للتنظيم في مدينة المكلا، أبرزها مبنى المؤسسة الاقتصادية، والذي يتخذه التنظيم مركزاً للأمن والمحكمة الشرعية، ومقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية، فضلاً عن مركز بلفقيه الثقافي، والذي اتخذه المجلس الأهلي مقرا له، كما استهدفت الغارات المجمع الحكومي بمدينة الشحر شرقي المكلا.
وقال مصدر طبي وآخر محلي، لـ"العربي الجديد"، إن الغارات خلفت سبعة قتلى، وثلاثة وعشرين جريحاً، بينهم مدنيون.
وفي موازاة القصف الجوي، تحركت قوة ضخمة من الجيش الموالي للشرعية من منطقة المسيلة باتجاه مدينة المكلا، وتقدمت حتى منطقة الأدواس، 100 كيلومتر شمال شرق المدينة، يساندها الطيران الذي قصف مواقع عسكرية للتنظيم في المنطقة، وتمركزت قوات الجيش فيها، بعد اشتباكات مع مسلحي "القاعدة" لتقطع بذلك الطريق الرئيسي الذي يربط ساحل حضرموت بالوادي.
وقال مصدر محلي لـ"العربي الجديد"، إن قوات التحالف منعت الدخول والخروج من المدينة بدءاً من ظهر الأحد. وتحمل منطقة الأدواس أهمية عسكرية، إذ إنها تشرف على عقبة عبد الله غريب المؤدية للمكلا، مما يعني قطع الإمداد ومنع فرار عناصر "القاعدة" من هذه الجهة.
وكان التحالف قد نقل قواته من معسكر في منطقة رماه الصحراوية بالقرب من الحدود السعودية على شكل دفعات، خلال الأيام الماضية، إلى منطقة المسيلة النفطية.
كما شهد محيط ميناء الضبة النفطي، شرق المكلا، مواجهات بين مسلحي القاعدة وقبائل موالية للشرعية، خلفت قتلى وجرحى من الطرفين، بحسب إفادة مصدر طبي يعمل بمستشفى بن سيناء الحكومي لـ"العربي الجديد".